منذ أول وهلة على إعلان عائلة صالح فقدانه، وبعد إبلاغ الجهات المعنية بذلك بدأت رحلة البحث عن صالح لتحشد الجهات المعنية جهودها في إيجاده في أقرب وقت ممكن، يساندها في ذلك مجموعة من الشباب والفتيات المتطوعين الذين تهاتفوا ليرسموا أروع صور التعاون والإخاء مع عائلة صالح. وفي تصريح ل«اليوم» قال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي عن حادثة اختفاء صالح: ان المختصين بالشرطة باشروا الاجراءات اللازمة بالتحقق في المستشفيات وأقسام الحوادث ودور التوقيف، وتمت مكاتبة الجهات المختصة بما في ذلك تمرير معلومات الشاب المفقود للعاملين بالميدان للبحث والتحري عنه، وأضاف الرقيطي أنه تم إجراء مُسوحات ميدانية متعددة للمواقع الخطرة والمشتبه تواجده بها في الحي الذي يقطن به المفقود، وذلك بالتنسيق مع فرق خاصة من الدفاع المدني والبحث والتحري، وما زال فريق البحث والتحري يعمل على مواصلة الجهود المبذولة في سبيل العثور عليه وكشف ملابسات تغيبه، كما نوه المقدم زياد بأن شرطة سكة الحديد ومراكزها المتعددة لديها تعميم رسمي بذلك، وكذلك كافة شرط المملكة، حيث تم تعميم البلاغ في حينه. ومن ناحية المتطوعين فقد تم إطلاق حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومدونة تحمل عنوان مفقود@mafgood بقيادة المتطوع محمد الصفيان والذي قام بعمل خطة ميدانية حيث اجتمع معه ما يقارب 80 متطوعا توافدوا من عدة أحياء سكنية، وتم تقسيمهم على عدد من أحياء الدمام منها حي المريكبات والناصرية والجامعيين والواحة و قاموا بتوزيع عدد كبير من البرشورات على المطاعم والمساجد، وأشار الصفيان إلى ورود معلومات عن حالات اشتباه في عدد من الأحياء فتم البحث فيها. وعن بداية تأسيس فريق المتطوعين قال ثامر المويس في حديثه ل(اليوم) ان البداية في عملية البحث عن صالح كانت عن طريق إنشاء هاشتاق في تويتر #البحث_عن_صالح ، حيث تم نشره على نطاق المواقع الإلكترونية، وتوجيه نداء لشباب المنطقة للمشاركة في البحث عنه، منوهًا إلى تفاعل الكثير من الشباب حيث وصل عدد الذين شاركوا خلال العشرة الأيام الماضية في عملية البحث إلى حوالي 500 شخص من جميع مدن المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الشباب وكبار السن والأطفال بحضور آبائهم في الحملة، مع مشاركة من بعض الأخوة من دول مجلس التعاون وبعض العمالة الاجنبية، وأردف ثامر إلى أن خطة العمل كانت عبارة عن اجتماعات ميدانية، يتم توزيع المتطوعين فيها على الأحياء بحيث يتوجه المتطوع إلى الحي الموجه له ليقوم بتوزيع المنشورات وتمشيط الحي، وقد تمت طباعة وتوزيع أكثر من 7000 منشور من بداية الحملة في مدينة الدمام، موجها شكره للمكتبات التي قامت بطباعة المنشورات بالمجان للمتطوعين، ووجه المويس شكره للفتيات المشاركات في توزيع المنشورات في بعض المجمعات التجارية ونشر الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا: لن ننسى دور الجهات الأمنية التي كانت مجتهدة في عملية البحث عن صالح، والحملة مستمرة حتى يعود صالح لأحضان والديه. كما شارك في البحث فريق «دراجتي الشرقية» بقيادة الكابتن عبدالعزيز الملحم والذي أوضح أن الفريق باشر البحث في مخطط حي الفيصلية والقادسية، وأشار الملحم الى أن الفريق استمر في البحث ثلاثة أيام متتالية ولمدة ثلاث ساعات يوميا، وبلغ عدد الاشخاص 20 شخصا خلال تلك المدة. بالمقابل ومن مدينة الرياض أشار قائد فريق «دراجتي» الكابتن عبدالله الوثلان أن الفريق بدأ بالبحث في مدينة الرياض بعد سبعة أيام من البحث في الدمام، قائلا: تواصلنا مع فريق «دراجتي الشرقية» بشأن البحث عن صالح وقد طلبت توسيع البحث للأحساء والجبيل، وسنتولى نحن البحث في بعض أحياء مدينة الرياض، وأنه وفور وصول معلومة تفيد باحتمالية سفره إلى الرياض، فسنقوم بتنظيم فريق للبحث في مناطق الوصول من خارج الرياض منها محطة سكة القطار، ومناطق متعددة بحي البطحاء خصوصًا عند سيارات الأجرة الخاصة، وكذلك النقل العام (محطة باصات سابتكو). كما أوضح الوثلان أن الفريق قام بتوزيع البروشورات في الشقق المفروشة بحي البطحاء، وتم تبليغ محلات التاكسي ومراكز الشرطة، كما أشار إلى أن الفريق ما زال يبحث في منطقة النقل الجماعي بالعزيزية وقاموا بوضع البروشورات على جميع بوابات المحطة ومنطقة تجمع التاكسي الخاصة، موضحا أن عدد متطوعي فريق دراجتي في الرياض بلغ 25 عضوا، وتم توزيع بروشورات ب4 لغات (العربية – الانجليزية – الأوردو –البنغالية) في المساجد والسوبر ماركت والاسواق. في الوقت ذاته أوضحت عضو الكلية الأمريكية للأطباء التنفيذيين، والمدير العام لمركز معارف الصحة للاستشارات الصحية بالدمام الدكتورة ناهدة الزهير أن مجتمعات الدول المتقدمة لديها ثقافة الحفاظ على سلامة المرضى النفسيين وكبار السن ممن يفقدون طريق العودة إلى بيوتهم ومقراتهم، وذلك لضمان سلامة الوصول إلى ذويهم عن طريق وضع تعليق بالرقبة يُذكر فيه اسم وتلفون أو هاتف نقال لذوي المفقود حتى يتم التواصل معه وإعادة الشخص الذي ضلّ طريقه إلى ذويه. وأشارت الزهير إلى أن مجتمعاتنا العربية تفتقد إلى مثل هذه الملاحظات والممارسات، قائلة «لقد شدتني حالة شاب ضعيف البصر ويعاني من اضطراب نفسي خرج من بيته في مدينة الدمام ولم يعد ، فمثل هؤلاء بحاجة لمثل هذه التعليقات على الملابس في حالة توقع ضياعهم لأي سبب من الأسباب»، وأشارت الزهير لحاجة الصغار المفرطين في الحركة، وأبناء التوحد ومتلازمة داون، وكبار السن ممن يعانون ضعف الذاكرة، والشباب ممن تعرضوا لحوادث أو أمراض تسببت في فقدان أو ضعف الذاكرة، ومرضى الزهايمر لمثل هذه التعليقات التي ستفيد في العثور عليهم حال ضياعهم ، وقالت الزهير «إن ضمان سلامة هؤلاء المرضى بالعودة إلى بيوتهم أو مقراتهم لهي أمانة يُسأل عنها المجتمع، علينا فقط وضع معلومات تفيد لاستعادة هؤلاء إلى أهلهم سالمين». من جهته عبر سعود (خال صالح) عن شكره وتقديره لجميع الجهات الأمنية والحكومية وللمتطوعين على ما قدموه وبذلوه في البحث عن صالح، مطالبا بأن يكون الاتصال في وقت مشاهدة صالح، والبقاء معه قدر المستطاع حتى حضور ذويه أو الجهات المعنية، وعدم الحديث معه لأنه قد يضطرب فيهرب، والاتصال على الارقام الموضحة عبر الجوال المخصص 0595559988 / 0552903155/ 0533301492 / 0563776900 ومتابعة الجديد عبر حساب موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي تم تخصصيه لوضع أي اخبار أو نفي الشائعات بعنوان (@salehback).