يشكو كثير من مستفيدي بعض الدوائر الحكومية من سوء معاملة بعض الموظفين أو تسويفهم في انجاز المعاملات أو ممارسة نوع من البيروقراطية التي تعبث بأوقاتهم ومصالحهم، وهي حالة إدارية وتنفيذية عامة في كثير من الدول، ولكنها من السلبية بما لا يجعلنا نحترمها أو نقتدي بها، فالوقت وإتقان الأعمال من المطلوبات الشرعية والأخلاقية والمجتمعية التي تقدّر حرص الآخرين على انهاء معاملاتهم دون ضنك إداري أو مشقة لا مبرر لها، وأحيانا في ظل الازدحام وكثرة الأعمال تتوتر أجواء وبيئة العمل ويفقد الموظفون جزءا من مهاراتهم في التعامل مع المستفيدين، ولكن ربما كانت ابتسامة في وسط ذلك الضيق كافية لإذابة جليد التوتر ومنح الجميع طاقة هائلة لتحمّل بعضهم وتقدير أوضاعهم. أرجو أن يكون توجيه سمو الأمير سعود قاعدة في جميع الدوائر الحكومية، وأن تتأصل الابتسامة في الوجوه ليس تكلفا أو تصنعا وإنما قيمة إنسانية تحترم الاخرين وتؤكد احترام الموظف لنفسه لأن ذلك مطلوب ففاقد الشيء لا يعطيه، ولن يكسب ذلك الموظف شيئا إذا قدّم نفسه بصورة فجّة الابتسامة جواز مرور للآخرين وتفتح كثيرا من انغلاق النفوس وتغسل كدرها وتبرمها، وتكسر الحواجز والحدود الفاصلة بين البشر، وحسنا فعل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، بتوجيهه لموظفي الدوائر الحكومية بحسن معاملة المستفيدين ومقابلتهم بابتسامة، وذلك اقتداء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، وذلك مما دفع إدارة العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة إلى إرسال رسائل نصية «SMS» إلى كافة موظفيها بالأمانة والبلديات والمستفيدين من أصحاب الجوالات المسجلة في سجلاتها، تدعو فيها إلى الابتسام في وجه المستفيدين وجاء فيها «اخي الموظف.. اختي الموظفة.. الابتسامة لا تكلف شيئا.. ولكنها تعني الكثير لدى المستفيد» ذلك هو المفقود الإداري الكبير الذي كنا نفتقده في العلاقة بين الموظفين والمستفيدين، رغم أنه من حسن الخلق، وهو ما نجده لدى الغربيين الذين يتعاملون مع بعضهم ببشاشة وحسن استقبال وسرعة إنجاز ودقة وإتقان عمل يفترض أننا قدوتهم في ذلك، لأنه في الحقيقة إذا لم نجد في أنفسنا تلك الرقة والاحترام الأكيد لبعضنا والاهتمام بالمعاملات، على الأقل بصورة حرفية، لا يمكن أن نصل مرحلة التطور التي نطمح اليها ونجعلها هدفا من أهدافنا الإدارية الاستراتيجية، ودون مبادرات إنسانية وأخلاقية من صميم قيمنا لا يمكن أن ننجح في الوصول الى مبتغانا التنموي، وفي نفس الوقت لا يمكن لموظف دولة أن يتعالى أو يتعمد امتهان المستفيدين لأنه موجود في موقعه لخدمتهم وحسن التعامل معهم لأنه يمثل الدولة. أرجو أن يكون توجيه سمو الأمير سعود قاعدة في جميع الدوائر الحكومية، وأن تتأصل الابتسامة في الوجوه ليس تكلفا أو تصنعا وإنما قيمة إنسانية تحترم الاخرين وتؤكد احترام الموظف لنفسه لأن ذلك مطلوب ففاقد الشيء لا يعطيه، ولن يكسب ذلك الموظف شيئا إذا قدّم نفسه بصورة فجّة وقاسية يتناسى فيها أنه موجود في موقعه من أجل الآخرين وليس لنفسه، ولذلك من المهم أن نرفع شعار الابتسامة ونقتدي بقيادتنا في البشاشة والترحيب بكل مستفيد واظهار الاحترام اللائق به الذي يجعله يحترم الموظف ويتعامل معه بما يستحقه من مودة ورقّة، فالدين المعاملة، ولا بأس من أن نبذل ابتسامة في وجه كل مستفيد تضع انطباعا لا تمحوه الأيام بحسن أدب وأخلاق موظفي الدولة وحسن تمثيلهم لها كل في موقعه ودرجته الوظيفية يتساوون جميعا في الخلق الحسن والاحترام الذي لا يتجزأ مع جميع المستفيدين. تويتر @sukinameshekhis