لا يزال السيد أردوغان رئيس الوزراء التركي منتشيا بنرجسيته، معتقدا أنه بطل الأبطال ومحرر القدس وولي أمر المسلمين. كل هذا لا يعنينا في شيء، لكن أن يقحم نفسه في قضايا عربية خالصة، فإن مواقفنا منه لن تكون بعيدة عن مواقفنا من القيادات الإيرانية التي أقحمت نفسها أيضا في سوريا والبحرين والعراق ولبنان. أردوغان يقدم النصائح أحيانا ويهدد أحيانا أخرى متجاوزا كل حدود اللباقة الدبلوماسية. إنه ينصح كل من يريد دعم مصر أن يوفر ماله ويرسله للدول الفقيرة. إنها دعوة حق يراد بها باطل. فنحن نساعد مصر العروبة لأننا منهم وهم منا، وفي الوقت نفسه نملك سجلا حافلا لمساعدة الفقراء حول العالم وبشهادة الكثير من المنظمات الإنسانية الدولية، فلا داعي للمزايدة على مواقفنا من القضايا العربية والإسلامية. ربما يحتاج السيد اردوغان لمن يذكره بموقف المملكة في حرب 73 مع العدو الإسرائيلي حينما تحدت الأمريكان والأوروبيين وأوقفت تصدير النفط لهم مما كان له الأثر الكبير في الانتصار العربي المجيد. ماذا لو دعم الخليجيون أكراد تركيا!؟ أو أنهم انضموا لمن يحمل الأتراك الجرائم المرتكبة ضد الأرمن!؟ ماذا لو طالبت إحدى الدول العربية من مجلس الأمن التدخل في القضية الكردية!؟ لا نريد إجابات، بل نريد تذكيره بأن بيته من زجاج. ولكم تحياتي [email protected]