قبل أيام كنت مع أحد الريفيين ، ابن لكادح أعرفه عن قرب، حكى أنه ذهب لنادي رماية في احدى دول الخليج، هكذا ذهب «لأسباب عديدة من بينها خطأ كبيرٌ في القصيدة» على رأي درويش. راهن عامل النادي على اصطياد كل الأطباق وهو الذي لم يتدرب عليها في حياته، يقول انني خسرت طبقا واحداً من عشرين. هكذا بكل بساطة. خسر الرهان. كان رهانه على أن يعطيه العامل ، عامل رمي الأقراص «فشقاً» مجانياً فقط. هذا «الابن» اعتاد على الرمي ، رمي الطيور في كل مكان، سيارته معدّة للترحال ، وتدرب على رمي كل شيء يطير حتى الهواء. يقول انه سيعود مرة أخرى لأن الرماية هواية إلى الأبد، وأنا أعرف أنه مولعٌ وصادق. لا أعتقد أنني سأصل إلى إجابة واضحة ومحددة ولم يسعفنا أي متخصص في الألعاب الرياضية عن الأسباب، المسألة تتجاوز القدرات الفردية بالتأكيد ، لأنها لو توقفت على ذلك لاستطعنا انجاب أبطال. لماذا أورد هذه الحكاية؟ تابعوا أبطالنا في المحافل العالمية، لم نحقق أي شرف في معظم الرياضات ، ماعدا تاريخنا الآسيوي في الثمانينات ومشاركاتنا في كأس العالم (كرة قدم) والفروسية التي لها خصوصيتها وأسبابها. بالمناسبة في التسعينات إن كنت اتذكر برع أحد الأندية الريفية في لعبة «التنس الأرضي» وانتهى التنس وانتهى النادي على ما أعتقد، انتهى بسبب اهتمامنا! قبل أيام تابعنا بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو، أو على الأقل تابع المهتمون بطولة العالم لألعاب القوى، كان يمثلنا فيها لاعبان، بينما يمثل معظم دول العالم «أبطال». اللاعبان حققا نتائج مقبولة في التصفيات وتأهل كل منهما للنهائي في لعبته، والمسافتان 400 متر للاعب يوسف مسرحي و800 متر لعبدالعزيز لادان. بقية المشاركات لم تكن أحسن حالاً في ألعاب مختلفة. حظوظ العرب دائماً تأتي في المؤخرة ما عدا المغرب والجزائر في السباقات المتوسطة ، واحتلت كل منهما موقعاً مميزاً في خارطة أم الألعاب وصنعت لها مجداً لتنافس وتتصدر في ألعاب محددة لدرجة أنها تحولت إلى تخصص لبعض الأبطال وبعض الاتحادات. السؤال الذي أسأله ويسأله غيري «لماذا نفشل نحن» ؟ لا أعتقد أنني سأصل إلى إجابة واضحة ومحددة ولم يسعفنا أي متخصص في الألعاب الرياضية عن الأسباب، المسألة تتجاوز القدرات الفردية بالتأكيد ، لأنها لو توقفت على ذلك لاستطعنا إنجاب أبطال. رأي الاتحاد السعودي لألعاب القوى لم نسمعه بعد، ولا أعتقد أن لديه إجابة واضحة. المسألة المرحلية والمؤقتة التي تتعلق بضعف الإعداد أو الاعداد المتأخر أو الاصابات ، تعودناها . على مدى سنوات طويلة والاتحاد يعد والبطولات تنتهي ويأتي غيرها ونحتل المراتب المتأخرة. هذا لا يعني أننا لم ننجز لمرة أو مرتين. لماذا اللعبة متأخرة جداً لدينا ؟ هل يعاني اللاعب السعودي القادر على تحقيق رقم مهم في هذه اللعبة من سوء الإدارة والتدريب ؟ هل عجزت إدارة الاتحاد عن المساهمة في صناعة أبطال ، هل نعاني من قلة اهتمام على مستوى الإتحاد والرئاسة العامة لرعاية الشباب، هل بذلنا إداريا ومالياً كل ما لدينا بينما عجز أو تساهل أو تجاهل اللاعب السعودي كل هذا ؟ ما الذي يجعل اللاعب «يكتشف» بطلا ثم ينتهي به المقام لمشاركات شرفية ؟ هذا العام في بطولة ألعاب القوى ، راقبنا دولاً ضعيفة اقتصادياً وإداريا وتعاني ويلات الفقر والجوع والقهر وحققت ميداليات ذهبية ( أثيوبيا أوغندا ) بعض الدول الأفريقية برعت في ألعاب محددة وبالتأكيد ليس بفضل مواردها المالية ولا قوة اقتصادها والاتحاد السعودي يعرف ذلك دون أن أشير إليه بشكل مباشر. لابد أن سببا ما واضحاً وجوهرياً ، إما أن الاتحادات السعودية لا تريد أن تجيب عنه أو تقوله ، أو أنها تجهله وهنا يكمن خلل آخر في «إدارة» هذه الاتحادات وهذه الألعاب. نريد بطلا واحداً فقط حين نقف أمام العالم في محفل دولي نشاهده تذرف عينه دمعة صغيرة على منصة التتويج وهو يرى شعار وطنه عالياً أمام العالم . هل هذه معجزة لنحفر الصخر ؟ كل المعطيات تقول إن انتظارنا سيطول مادامت إدارات الاتحادات لا تريد أن تعرف أو لا تريد أن تجيب، وحتى ذلك الوقت علينا أن ندرب أنفسنا على المشاركات الشرفية، بينما يلتقط أبطال العالم في المنصات مشهد أوطانهم عالية كالقلب. Twitter:@adel_hoshan