** بعد إخفاق الرياضة السعودية ككل لا يتجزأ.. في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا العام 2008م .. رفع الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع صوته عاليا .. حتى خيل إلي أن الإعلام الرياضي المحلي يقود انتفاضة حقيقية أولا وقبل كل شيء على دوره وشكله ومهمته في تعاطيه مع الألعاب الرياضية .. وثانيا لفتحه صفحة المحاسبة والمتابعة والتدقيق لكل لعبة فردية كانت أم جماعية .. وكنت آنذاك أعلم علم اليقين .. أن هذه الفزعة والحماسة .. ما هي إلا سحابة صيف لا أكثر ولا أقل ..!! ** كانت المطالبات الإعلامية آنذاك شبه احترافية .. وكل من مسك القلم بعثر عبر الورق استراتجية للنهوض بالألعاب الفردية والجماعية .. وحينها خرج المنظرون الكثر من كل صوب وحدب .. ولكن تلك الانتفاضة أخمدت من أصحاب الأقلام المنتقدة بعد شهر أو أكثر من استعراض العضلات ضد الاتحادات المعنية ..!! ** ونحن اليوم شارفنا على أولمبياد لندن (2012) .. ولو عملنا جردا حقيقيا لما آلت له ألعابنا منذ إخفاق أثينا إلي الآن .. فإن الوضع بقي على ما هو عليه .. ليس هناك جديد .. والنتائج في أولمبياد لندن لا أعتقد أنها ستختلف عن سابقتها .. لسبب بسيط جدا .. واضح وضوح الشمس في رابعة النهار .. لكننا عبثا نريد عن سبق الإصرار والترصد أن نخفي الحقيقة .. ونحجب الشمس بغربال ..!! ** يا سادة يا كرام .. ماذا ننتظر من الاتحادات الأهلية .. وميزانياتها السنوية لا تتعدد قيمة انتقال لاعب في كرة القدم من أندية الدرجة الأولى للأضواء ..؟! ** للأسف مازلنا ننظر إلي ما يقدم للاتحادات الأهلية المحلية .. أكثر مما يقدم لأي اتحاد في الدول العربية .. أو الإفريقية أو حتى الأوربية .. وهذه نظرية خاطئة عفا عليها الزمن .. بل إن إعداد بطل أولمبي إفريقي في دول فقيرة جدا .. يفوق ميزانية اتحاد ألعاب القوى السعودي السنوية .. مليونا ريال أكثر أو أقل هو رقم كل اتحاد محلي .. والسؤال الذي يطل برأس حربة مسددا سهامه نحو مرمى وزارة المالية .. هل الرقم المشار له يؤهل للإبداع والتألق في سماء الأولمبياد .. ؟! ** للأسف الإعلام .. يسل سيوفه وخناجره .. وكل ذخائره المحبرية في الاتجاه الخاطىء .. والصوابية في هذا المضمار يجب أن توجه نحو الميزانيات المحددة للاتحادات المحلية .. حتى اتحادا الفروسية وألعاب القوى صاحبا الإنجازات العالمية .. ميزانياتهما لا تتعدى أربعة ملايين ريال لكل منهما .. وهو مبلغ لا يسد رمق صفقة محلية عادية في عالم كرة القدم ..!! هناك بعض الدول تصرف على بطل أولمبي محتمل أن يحقق لها إحدى الميداليات في الأولمبياد أكثر من عشرين مليونا .. حيث توفر له المعسكرات على مدار الأربع سنوات .. وتتيح له فرصة المشاركة في البطولات العالمية والدولية .. وفي نهاية المطاف قد يحصل على ميدالية أو لا يحصل في أكبر تظاهرة عالمية** مر على إخفاق أولمبياد أثينا ثلاث سنوات .. والأدوية المعلبة لن تشفي مرضى الاتحادات الأهلية المحلية .. حيث لا تكفي ميزانياتها حتى لسد البنود العادية لاستمرار اللعبة .. بل أجزم وأنا على يقين أن بعض الاتحادات لا تستطيع جلب ثلاثة مدربين للعبة لمنتخب الناشئين والشباب والمنتخب الأول .. لضيق اليد .. واتحادات هكذا بالكاد تسير مسابقاتها ومنافساتها .. وبالكاد تشارك في المنافسات الخليجية والعربية والآسيوية .. كيف نطالبها بالإبداع عالميا ..!؟ ** هناك بعض الدول تصرف على بطل أولمبي محتمل أن يحقق لها إحدى الميداليات في الأولمبياد أكثر من عشرين مليونا .. حيث توفر له المعسكرات على مدار الأربع سنوات .. وتتيح له فرصة المشاركة في البطولات العالمية والدولية .. وفي نهاية المطاف قد يحصل على ميدالية أو لا يحصل في أكبر تظاهرة عالمية .. قارنوا بالله عليكم بين هذا اللاعب وما يصرف عليه .. وبين ما يصرف على كل الاتحادات المحلية مجتمعة خلال الأربع سنوات ..!!