أستقر الآن في آخر طائرة بعد تجاوز عدة مطارات وبشر منثورين يتسابقون للحاق بالحياة ، عائدة من امريكا بعد أن قضيت فيها شهرين متتاليين هي حصيلة إجازتي السنوية تعلمت الكثير وتصعلكت كثيرا في بعض اروقة هذه الأمة العظيمة ،سوف احدثكم اليوم عن أمر وجدته جدا مُدهش في عالم طغت فيه الماديات هناك وجدت رِقة تكسو الكثير من النفوس والتعاون غير المربوط بمصلحة ، قلوب شفافة تتعاطف بسرعة مع أي موقف انساني ، تساءلت كيف يمكننا استنساخ مثل هذه القلوب إلا انني تذكرت بعض حكايات قومي الجميلة ، تحلّقوا حولي يا قُرائي مثلما كنا نتحلق حول جداتنا ليسردن لنا القصص التي نقول عنها جميلة فيفاجئنا القادم بالأجمل منها ،لدي لكم اربع حكايات ابطالها يعيشون بيننا كان لي شرف معرفة ومقابلة اغلب ابطال قصصي اليوم، هؤلاء الابطال هم بشر مثلنا إلا أن معدل الاحساس لديهم بكل ما حولهم من بشر أو حيوانات او أي كائن آخر مرتفع عن المعدل الطبيعي المتعارف عليه وفق معايير المجتمع الحالية ، لن أطيل سوف ابدأ بسرد حكايتي الأولى : هي ليست هذه الاعمال البسيطة بفكرتها والعظيمة في أثرها هي مثل تسليط ضوء ساطع على مكان لم تكن تلاحظه في بادئ الامر والآن بدا لنا جَليّا وواضحا ويبدد ضباب الأسئلة التي لطالما علِقت بعقول البعض منا يتساءل من اين لي المال او الوقت او حتى الجهد لأتبرع وأعمل هذه الأعمال التي هي استثمار نفسي وديني وحضاري ويحسّن من حياة الآخرين قصة جديدة لأني كتبت عنها قبل أسبوعين ولكنها مؤثرة على المستوى الاجتماعي والإنساني هي جمعية(إطعام) شيء فاتن أن أجد عملا يُدار باحترافية قلما نجدها في مجتمعنا ،و المسؤول عن هذا العمل المدهش هو السيد حمد الضويلع ، استثمر حلما بشكل أقل ما يقال عنه انه عمل منظم بدرجة عالية من الجودة ،والجنود المجهولون من الداعمين لهذا الصرح المليء بالإثارة هم العمود الفقري له، جهد جبار ومستمر وأتمنى ان لا يستمر لأن عدم استمراريته تعني ان المجتمع تعلم ووعى وادرك ثقافة حفظ النعم فلا يكون هناك تبذير مطلق. موقع جمعية إطعام http://www.saudifoodbank.com/ الحكاية الثانية: هي (جمعية بنيان) الخيرية النسائية للتنمية الاسرية ، وفارستها الصديقة الرائعة جدا ندى البواردي .أسست جمعية بنيان عام 1432 ه على يد نخبة من 63 سيدة كجمعية ذات أهداف إنسانية وخيرية تتخصص بالعمل داخل منطقة الرياض بقرار وزاري ،تساعد بُنيان العديد من الأسر و الأفراد ليس فقط لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية، ولكن للعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لهم بدعمهم ببرامج التدريب المهني والتعليم والتوطيف والتوعية وتقديم المشورة والمساعدة وتوفير المسكن المناسب،المثير في الموضوع ان السيدة المميزة ندى تقوم بنفسها بزيارة من يحتاجون لمسكن مناسب او غيره وتتعايش مع الاسر المحتاجة بطريقة مدهشة ربما تذهب وتقضي يوما معهم فقط لتتأكد من احتياجهم الفعلي ، استقالت من وظيفتها التدريس وبدأت هذا العمل البطولي ،وهي بعيدة جدا عن الاضواء ولكن يجب تسليط ضوء ساطع عليها فهي تستحق بعملها العظيم الشكر والاشادة ، هذه السيدة وغيرها ممن يساهمن بالرقي الحضاري أرفع قبعة الاحترام لهن فهن نموذج مشرف جدا للمرأة السعودية . موقع جمعية بنيان http://bunyan.org.sa/ar/?page_id=1473 الحكاية الثالثة : open pawأو اليد المفتوحة هذا المشروع الرحيم لسيدة امريكية تسكن مدينة الرياض في حي السفارات وجدت أن هناك المئات من الحيوانات الذين هم في حاجة للمساعدة والرعاية في مدينة الرياض، وبدون ملاجئ أو مجتمع انساني لهم وبدأت بالبحث عن الحيوانات المريضة والمشردة من الشوارع وتوفير الرعاية الطبية لها ثم البحث لها عن أسر تتبناها ، ومثل هذه المشاريع تؤسس لثقافة الرفق بالحيوان كما حثنا عليه ديننا الاسلامي ، وبالإمكان مساعدتها والتواصل معها عن طريق الموقع http://www.openpaws.org/ الحكاية الرابعة : عالم التطوع العربي المؤسس والمشرف عليه هو السيد خالد الحجاج ويهدف (عالم التطوع العربي) إلى نشر ثقافة العمل التطوعي وإبراز دوره في التنمية الشاملة للمجتمعات العربية، عبر الإسهام في تطوير الأعمال التطوعية، وتنظيمها، وتوجيهها، والتفاعل مع الاحتياجات التطوعية، والأحداث، والطوارئ، والكوارث الإنسانية، كما أنه يقدم العديد من الخدمات للمتطوعين، ومنها التدريب والتوجيه وتعريفهم في مجالات العمل التطوعي، والفرص التطوعية، وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم لخدمة مجتمعاتهم، وكذلك يقدم خدمات كبيرة للمنظمات والهيئات والجمعيات التطوعية؛ إذ يتم توجيه المتطوعين للانخراط في برامجهم وأنشطتهم لدعم أهدافها ورسالتها.وهذا العمل كان له الاثر في تغيير حياة الكثير .تحية للسيد خالد واعضاء الفريق الرائعين المتحمسين مثلما عهدتهم دائما. هذه الاعمال البسيطة بفكرتها والعظيمة في أثرها هي مثل تسليط ضوء ساطع على مكان لم تكن تلاحظه في بادئ الامر والآن بدا لنا جَليّا وواضحا ويبدد ضباب الأسئلة التي لطالما علِقت بعقول البعض منا يتساءل من اين لي المال او الوقت او حتى الجهد لأتبرع وأعمل هذه الأعمال التي هي استثمار نفسي وديني وحضاري ويحسّن من حياة الآخرين ، الامر لا يحتاج لزخرفة فالجمال يكمن في تفاصيل لا نتقن تفسيرها ولا الاستمتاع بجمالها..فقط قرروا ما يناسب شخصياتكم وقدراتكم وطاقتكم وحددوا الهدف ومخرجاته ثم ابدأوا بداية مغايرة ..الحياة قرار أكون أو لا أكون.