أكدت التشكيلية السعودية الدكتورة حنان الهزاع أنه لابد من الوقوف على الفن التشكيلي عالميا وبعدها يمكن تقييم الوضع الراهن لدينا محليا، مضيفة : «هناك خطوات جميلة وهادئة أنجزها عدد من الفنانين لم تجد صداها هنا ولكنها وصلت لأبعد النجاحات خارجياً وهذا يدل على ان لدينا عينات تشكيلية على مستوى من النضج والوعي لايمكن انكارها ولازال هناك عدد من المحاولات الجادة التي تحتاج للوقوف معها ودعمها. وعن الحوار بين اللوحة والمتلقي قالت : «إن مايميز الأعمال المعاصرة هو هذا الحوار وكلما كان العمل يحمل رسالة قوية تصل إلى الجمهور زادت قيمته وكلما كانت الرسالة جريئة وتلامس مواضيع حساسة سياسية كانت أو اجتماعية يصل العمل وبقوة ويحقق أعلى المراكز؛فقيمة العمل لم تعد تكمن في دقته أو مهارة تنفيذه بقدر مايحمله من مضمون يتم تمريره من خلال مخرج بصري مناسب لهذه اللغة ولهذه الرسالة. وترى الهزاع أن دور الفنان التشكيلي السعودي ومسئوليته للارتقاء بالذوق العام يكمن في الرسالة والهدف الأسمى الذي يحققه لمجتمعة ووطنه ، رسالة نشر الجمال والسلام وقبل كل شيء لابد أن يكون الفنانون على قلب واحد حتى تتحقق الأهداف بطريقة أكثر ثباتاً وقوة بخلاف لو كانت الجهود فردية متواضعة، وحقيقة هناك عدد من الأسماء في الساحة التشكيلية المحلية لها أكبر الدور والتأثير في الارتقاء بواقع التشكيل ونشر ثقافته في المجتمع. وعن معوقات استمرار التجارب التشكيلية النسائية في الساحة الفنية تجيب : «لاشك ان الوضع الاجتماعي والاسري للمرأة في السعودية يلعب دورا كبيرا في تأخير او توقف التجربة الفنية لدى عدد كبير من الفنانات لذا نجد ان هناك الكثير منهن قد يقتصر انتاجهن على مرحلة الدراسة الجامعية او على انتاج ورش العمل الجامعية، كما ان الدعم الذي تحتاجه يختلف تماما عن الفنان فمثلا عند افتتاح معارض خارجية قد تطلب البعض منهن وجود محرم معها وهذا قد يؤخر ويقلل فرصة السفر للمرأة مقارنة بالرجل. عموما هي تتعلق بطبيعة المجتمع لا بنوعية الفن او جودته فهناك مجموعة منهن اثبتن جدارتهن ووصلن للعالمية. وعن كتابها الذي أصدرته « الصحراء في التصوير التشكيلي السعودي « والذي مثل إضافة للمكتبة العربية في مجال الفنون التشكيلية ..سألناها : هل من إصدارات جديدة تحت الطبع .. وكباحثة وأكاديمية ماهي أسباب افتقار المكتبة العربية للمراجع التشكيلية باللغة العربية قالت : « الحمد لله الذي وفقني لإصدار هذا الكتاب وأسأل الله تعالى أن يكون عونا لي على إصدار غيره، حالياً توجد لدي العديد من الأفكار والأهداف التي لم ارتبها بعد حسب الاولية التي أسعى لتحقيقها وخاصة بعد حصولي على الدكتوراه والحمد لله وسترى النور بتوفيق منه سبحانه. مضيفة :» لا أخفيكم بأنه توجد العديد من الأبحاث سواء رسائل ماجستير، دكتوراه أو أبحاث منشورة بالمجلات العلمية؛ تندر طباعتها في هيئة كتب، قد يعود السبب هو تقاعس البعض حيث إن المردود المادي وحتى المعنوي لا يعادل حجم الجهد الذي يبذل لإصدار هذه النوعية من المؤلفات، كما أن المكتبات التجارية لا تبذل جهدها في استقطاب المؤلفين أو تسويق كتبهم وهذا من تجربتي الخاصة في كتابي. بخلاف المكتبات العامة التي تشكر على جهودها رغم قلة عددها. ترى الدكتورة حنان الهزاع بأنه كي نرتقي بالفن التشكيلي السعودي المعاصر نحوالعالمية فإن : « العالمية تتطلب الوعي التام بكل مايجري حولك من احداث وبكل ما وصل اليه الفن في البلدان الاخرى مستوعبا لحراكه في المتاحف والمعارض الدولية والتي نفتقر لوجودها لدينا، تقريبا كل عواصم دول الخليج أصبح لديها متحف للفن الحديث في الوقت الذي لم يؤسس في الرياض حتى متحف محلي ليجمع أعمال الفنانين السعوديين. نحتاج لنظرة شمولية جادة تضع أهدافا كبيرة حتى لو كان تحقيقها يتطلب بضع سنوات خير من فعاليات تشتعل سريعا ثم تنسى.
د. حنان بنت سعود سالم الهزاع مواليد الرياض – نوفمبر 1978م - أستاذ مساعد تخصص التصوير التشكيلي بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض. - حاصلة على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية - رئيسة اللجنة النسائية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض 1428-1432ه. - صدر لها كتاب «الصحراء في التصوير التشكيلي» عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض عام 1431ه. - كاتبة لزاوية «ظل أبيض» في صحيفة الجزيرة منذ 1429ه وحتى الآن. - شاركت في أكثر من 30 معرضا ًتشكيلياً محلياً. - حصلت على عدد من الجوائز في معارض ومسابقات محلية متعددة آخرها جائزة الاقتناء في مسابقة ومعرض المقتنيات الصغيرة ، وكالة الوزارة للشؤون الثقافية،جده، 1432ه. - لديها عدد من المقتنيات لدى عدد من كبار الشخصيات - حاصلة على عدد من الدورات في مهارات التربية وتطوير الذات والمهارات الإدارية.