دشنت التشكيلية حنان سعود الهزاع كتابها الجديد "الصحراء في التصوير التشكيلي السعودي"، خلال فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، المقام في مركز المعارض بالرياض؛ قامت على طباعته والإشراف عليه الجمعية السعودية للثقافة والفنون المركز الرئيس بالرياض - وستقوم التشكيلية حنان الهزاع بالتوقيع للجمهور على كتابها خلال المعرض، يوم غد السبت من الساعة السادسة حتى الساعة السابعة. ويهدف الكتاب إلى تقديم البيئة الصحراوية بمكوناتها ومفرداتها الأساسية التي تشكلها، كعامل مؤثر في الرؤية الفنية بالتصوير السعودي المعاصر، مع تقديم أمثلة لبعض الأساليب المتنوعة لمعالجة موضوع الصحراء تشكيليا، ويقع في 204 صفحات من القطع الكبير، مدعم بقدر كبير من الصور الفوتوغرافية وصور الأعمال التي تساهم في رفع مستوى الثقافة البصرية عن الصحراء التي نكاد ننسى جماليتها ونحن في هذه المعطيات الحياتية المعاصرة. ويتضمن الكتاب في بدايته نبذة عن أبرز اتجاهات التصوير التشكيلي الحديث، وتعريفاً بأهم تقنيات وخامات التنفيذ في أعمال التصوير التشكيلي ثم مدخلاً تعريفياً بالبيئة الصحراوية ومكوناتها والجماليات التي تكمن فيها، علاوة على استعراض لأمثلة بعض أعمال فناني وفنانات المملكة الذين عبروا عن الصحراء بأساليب متعددة، إضافة إلى ملحق يشمل أكثر من 200 لوحة تشكيلية محلية عن الصحراء. عمل «البارق» لإبراهيم الزيكان وقد قدَّم للكتاب الدكتور عبدالعزيز السبيل - رئيس مجلس الإدارة الجمعية العربية للثقافة والفنون سابقاً؛ مدير عام الإعلام التربوي والمتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم حالياً.. حيث قال: (تمثل الصحراء الجزء الأساس من المكون الجغرافي للمملكة العربية والسعودية، والصحراء ليست رمالاً جرداء، أو فضاء خالياً، إنها حالة إنسانية متكاملة. إنها الأرض والسماء، والحيوان والنبات، إنها الإنسان بكامل وجوده، وما يحتاج من مسكن وغذاء وأدوات، إنها عالم متسع يمتلئ بالرؤى المؤثرة على المشاعر والأحاسيس. والفنان بحالته المرهفة، وحساسية مشاعره، ينطلق عبر ريشته وألوانه للتعبير عن أحاسيسه، وترجمة ما يعتلج في داخله من أفكار، تجاه ما يرى حوله وما يحيط به من كائنات صحراوية مختلفة. إن معظم الفنانين والفنانات، خصوصاً في الجزء الأوسط من المملكة، يبدؤون مسيرتهم الفنية باستلهام البيئة الصحراوية، بصفتها المكون الأول والأقوى تأثيراً على الأحاسيس، ومن ثم ينطلقون إلى فضاءات فنية أخرى حسب اتجاههم وميولهم الفني. والفنانون الآخرون من أبناء السواحل والمدن، ليسوا بمعزل عن الصحراء، فهي تحيط بهم بوهادها وهضابها، ووديانها، فهي جزء مكمل لحياتهم وهي البيئة الأكثر جغرافية، ولعلها الأقوى تأثيرا على الفنانين. وحيث إن الصحراء ملهم أساس في مسيرة الفنانين والفنانات، فإن الأستاذة حنان الهزاع أرادت أن تقف وقفة أطول وأعمق عما تم إنتاجه من أعمال فنية اتخذت من الصحراء موضوعا لها، واستلهمت مكنوناتها. عمل «زوبعة «لضياء عزيز ضياء الحيز الأكبر من الدراسة اتجه نحو التعريف بالصحراء ومكوناتها، وانعكاس ذلك في التصوير التشكيلي لدى فنانات وفناني المملكة. وقامت المؤلفة باختيار عشرات الأعمال الفنية، التي تدعم ما طرحته من رؤى، أما الجزء الأخير من الكتاب فتمثل باختيار عشرة من الفنانين والفنانات، توقفت المؤلفة عند أعمالهم ذات الصلة بالصحراء، مقدمة تحليلا لهذه الأعمال، ومبينة أساليب الفنانين واتجاهاتهم الفنية. يمكن القول إن الدراسات النقدية والتاريخية الفنية في المملكة، لم تواكب الإنتاج الفني الكبير للفنانين والفنانات. وظلت الأعمال النقدية محدودة، تمثل معظمها في الدراسات الأكاديمية لمراحل الدراسات العليا. ولذا، فإني على يقين أن هذا الكتاب سيفتح آفاقا أوسع لمزيد من الدراسات المتعلقة بالصحراء وانعكاسها على الأعمال الفنية. غلاف الكتاب إن جمعية الثقافة والفنون، من منطلق اهتمامها، بدعم الفن التشكيلي والتصوير، تقدم للفنانين والباحثين والقراء هذا العمل الأكاديمي، الذي يمثل إضافة متميزة لمسيرة الفن في المملكة، تستحق المؤلفة كل الشكر والتقدير على مثابرتها، ودعمها المتواصل للفن التشكيلي بخاصة من خلال عمل دؤوب، وجهود كبيرة تقوم بها، عبر جمعية الثقافة والفنون، وجهات أخرى. أجزم أن الأستاذة حنان الهزاع ستواصل رحلتها الأكاديمية، لتضيف مزيدا من الدراسات الأكاديمية حول الفن، مقدرا جهودها المتميزة، ومتمنيا لها كل التوفيق). ومن جهتها تقول التشكيلية حنان سعود الهزاع: (منذ بدأت كتابة مشروعي البحثي عن الصحراء في التصوير التشكيلي السعودي في مرحلة الماجستير، عزمت على ألا تبقى المعلومات التي يتضمنها حبيسة أرفف مكتبتي فتقدمت إلى رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون - سابقا - الدكتور عبدالعزيز السبيل بخطاب لطباعة البحث في كتاب بعد إخضاع المحتوى للتنقيح والإضافات لكي يخرج بصورة متكاملة ككتاب يتناول الصحراء جمالياً والتعبير عنها بلغة التصوير التشكيلي، إيماناً مني بالدور المهم الذي يجب أن يضطلع به الأكاديمي المتخصص في الفن التشكيلي لإثراء الحركة التشكيلية بالمؤلفات التي نعاني فعلاً من قلتها في المجال، وهو شيء شعرت به في عملي ودراستي). وتضيف التشكيلية حنان الهزاع: (أحمد الله سبحانه أن حقق لي أمنيتي في إصدار كتابي الأول، وأشكر جمعية الثقافة والفنون وكل من وقف معي وساهم في إخراجه إلى حيز النور، وأتمنى من الله تعالى أن أكون قد وفقت في ما قدمته وأن يحقق منه النفع والفائدة بإذنه تعالى).