توعدت الحكومة المصرية بفض اعتصامات الاخوان المسلمين في القاهرة بعد فشل جهود الوساطة الخارجية، ما يثير مخاوف من مواجهة عنيفة بين قوات الامن وانصار الرئيس المخلوع محمد مرسي. فقد توعد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي بفض الاعتصامات وقال انه «لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية»، مؤكدا ان «القرار نهائي». ولا يزال الآلاف من انصار مرسي يعتصمون منذ اكثر من شهر في منطقتي رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر شمال شرق القاهرة، وميدان النهضة في الجيزة، غرب القاهرة، للتنديد بما يعتبرونه «انقلابا عسكريا» على مرسي والمطالبة بعودته. ودعا الببلاوي المعتصمين الى العودة الى منازلهم واعمالهم، وقال «ما زلنا نناشد المواطنين المغرر بهم في الميادين والمشاركين في تلك الأعمال الخطرة من الاستمرار بها ونطلب منهم الآن ومن جديد سرعة المغادرة والانصراف إلى منازلهم وأعمالهم دون ملاحقة لمن لم تتلوث ايديهم بالدماء». وفي رد فعل على ذلك حثت الولاياتالمتحدة الاربعاء الجيش المصري والفصائل السياسية على حل الخلافات بينهما عبر الحوار والاتفاق على العودة الى الحكم الديموقراطي. وقالت جينيفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية انه «خلال الايام العديدة الماضية قدم مبعوثون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامارات وقطر افكارا بناءة للمصريين لمساعدتهم على منع تصاعد العنف ودفع الانتقال الى حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا». هذا «يجعل الإخوان المسلمين مسؤولين بالكامل عن إخفاق تلك الجهود وما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر». وخلال عشرة أيام، بذل الموفدون الأجانب جهودا شاقة في محاولة لتسوية الأزمة التي نشبت بعد إزاحة الجيش لمرسي في مصر حيث سقط منذ الشهر الفائت أكثر من 250 قتيلا، معظمهم من المتظاهرين، في مواجهات بين أنصار الرئيس ومعارضيه. وكانت الحكومة قد اصدرت سابقا امرا للشرطة بانهاء اعتصامات الاسلاميين التي وصفتها بانها «تهديد للامن القومي»، الا انها امتنعت عن تنفيذ الامر وسط الجهود الدبلوماسية المكثفة لايجاد حل. واضاف الببلاوي في بيان عن مجلس الرئاسة تلاه على التلفزيون ان «مراعاة المجلس لحرمة شهر رمضان والعشر الأواخر منه- والتي كان يؤمل أن تُحل هذه الأزمة خلال هذه الفترة دون اللجوء إلى تدخل أمني- لا تعني تراجع المجلس عن قراره». واعلنت الرئاسة المصرية في وقت سابق الاربعاء فشل الجهود التي يقوم بها المبعوثون الدوليون الذين يحاولون منذ اسبوع تسوية الازمة في مصر. وجاء بيان الرئاسة بعد ساعات من مغادرة نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز القاهرة بعد اخفاقه في التوصل الى تسوية بين الحكومة وانصار مرسي. وقالت الرئاسة في البيان ان «مرحلة الجهود الدبلوماسية انتهت اليوم». واضافت ان هذا «يجعل الاخوان المسلمين مسؤولين بالكامل عن اخفاق تلك الجهود وما قد يترتب على هذا الاخفاق من احداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر». وخلال عشرة ايام، بذل الموفدون الاجانب جهودا شاقة في محاولة لتسوية الازمة التي نشبت بعد ازاحة الجيش لمرسي في مصر حيث سقط منذ الشهر الفائت اكثر من 250 قتيلا، معظمهم من المتظاهرين، في مواجهات بين انصار الرئيس ومعارضيه. وقال مسؤول في المطار ان بيرنز المتواجد في القاهرة منذ الجمعة، غادر ليل الثلاثاء بعد ايام من المحادثات مع الحكومة المؤقتة والاخوان المسلمين. وفي اضافة الى المساعي للتوصل الى حل سلمي للازمة، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الافراج عن مرسي المحتجز في مكان مجهول. ووجهت الحكومة، التي تواجه ضغوطا شعبية مكثفة لقمع انصار مرسي، الثلاثاء انتقادا شديدا لما وصفته بالضغوط الدولية المفرطة. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن المتحدث باسم الرئاسة احمد المسلماني قوله ان الضغوط الدولية «تجاوزت الاعراف الدولية». وجاءت تصريحاته بعد ان اغضبت تصريحات السناتورين الاميركيين جون ماكين وليندسي غراهام المصريين لاستخدامهما كلمة «انقلاب» لوصف عزل الجيش المصري للرئيس الاسلامي في الثالث من تموز/يوليو وهو الوصف الذي ترددت الحكومة الاميركية في استخدامه لما له من تاثير قانوني على المساعدات العسكرية التي تقدمها لمصر والبالغة 1,3 مليار دولار اميركي. وصرح غراهام في مؤتمر صحافي في القاهرة ان «الذين في الحكم ليسوا منتخبين، ومن تم انتخابهم حاليا في السجن». وطالب النائبان بالافراج عن قادة الاخوان المسلمين المعتقلين بمن فيهم مرسي. واضاف غراهام «في النظم الديموقراطية، يجب ان نتحدث مع بعضنا البعض، من المستحيل ان تتحدث مع شخص في السجن». واثارت تلك التصريحات رد فعل قوي من الرئاسة التي وصفت تصريحاتهم ب»الخرقاء». والتقى ماكين وغراهام قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي. وردا على سؤال لشبكة سي بي اس الاخبارية عما اذا كان السناتوران قلقين بشأن ما يحدث في مصر، قال غراهام «يا الهي.. لم اكن اعلم ان الامر بهذا السوء. هؤلاء الناس على بعد ايام او اسابيع من عملية سفك دماء شاملة». وقال اسلاميون شاركوا في المحادثات مع المبعوثين الغربيين ان هؤلاء المبعوثين سعوا الى الضغط على الاخوان المسلمين لانهاء الاعتصامات. كما طالبوا الحكومة بالافراج عن القادة الاسلاميين كاجراء بناء ثقة. والسناتوران الاميركيان هما آخر المبعوثين الاجانب الذين وصلوا الى القاهرة في اطار الجهود لمنع تكرار حمام دم مثل الذي حصل في 27 تموز/يوليو الماضي أدى الى سقوط 82 قتيلا. وزار القاهرة هذا الاسبوع الى جانب بيرنز، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ثم موفدها برناردينو ليون ودبلوماسيون عرب ووفد افريقي ووزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي. ويخشى المجتمع الدولي ان يؤدي فض الاعتصامات بالقوة الى سقوط عدد كبير من الضحايا حيث جمع انصار مرسي العديد من النساء والاطفال في رابعة والنهضة. من جهة اخرى، اعلن الجيش المصري الاربعاء انه قتل خلال شهر «ستين ارهابيا» في شبه جزيرة سيناء المضطربة حيث كثف الاسلاميون هجماتهم منذ عزل الرئيس الاسلامي.