يحرص أهل الأحساء ممن يعملون خارجها على العودة لمدنهم وقراهم في أسرع وقت وفي كل مناسبة أو إجازة مهما كانت قصيرة. حتى أن البعض منهم قد ربطوا يوم الأربعاء «قبل تعديل الإجازة الأسبوعية» بالوناسة وسعة الصدر. السبب هو أن مجتمع الأحساء مجتمع متواصل متحاب ومتسامح، لا تجد فيه الفوارق الطبقية وهذا ما يميز مجالسهم حيث يتنوع الحاضرون بين غني وفقير، كما أن الطيبة والبساطة هما العنوان الأبرز لكل من ينتمي لهذا الوسط الاجتماعي المميز. في العيد لا يجد المرء فراغا يزعجه، بل ربما لا يجد الوقت الكافي لزيارة كل المجالس والديوانيات لتبادل التهاني. وفي الأحساء دون غيرها هناك عادة حميدة تتكرر في كل عيد، حيث يقوم وفد يمثل أهالي مدينة المبرز بزيارة لأهالي الهفوف للتهنئة وفي اليوم التالي يرد وفد من رجالات الهفوف الزيارة لأهل المبرز. عادة لم تنقطع منذ عشرات السنين باعتبار أن هاتين المدينتين هما أكبر المدن وأكثرها أهمية. أما في قرى الأحساء الكبيرة مثل العمران والطرف والجفر والجشه فإن للعيد عندهم طعما آخر يحرصون عليه مهما كانت الظروف. هذه الحميمة بين الناس هي التي تجعل كل أحسائي يحرص على العودة إليها ومشاركة الأهل والأصدقاء في عيدها وكل عام وأنتم بخير.. ولكم تحياتي. [email protected]