تؤدي مجموعة من طالبي اللجوء من عرقية الروهينجيا البورمية الصلاة بأمان الى جانب اندونيسيين في مسجد في سومطرة في تجسيد للتضامن الذين وجدوه في الدولة المسلمة باكثريتها بعد فرارهم من النزاع الطائفي. وما زال افراد الاقلية المسلمة المضطهدة مضطربين بعد رحلة شاقة بحرا استغرقت 25 يوما، لكنهم ممتنون للوصول الى بلاد شعروا فيها ببعض الطمأنينة بالرغم من غياب الفرص كي يعيشوا حياة طبيعية. وصرح محمد يونس (25 عاما) بانكليزية ركيكة «اندونيسيا، بلد مسلم، جيدة» وذلك بعد ادائه الصلاة في مركز الحجز التابع لسلطات الهجرة في لوكسوماوي. لكن فيما يبدو فإن السكان بشكل عام متقبلون لعدد الروهينجيا المتزايد في اندونيسيا، الا ان السلطات لم تبد الترحيب نفسه. فبالرغم من اعلان الرئيس سوسيلو بامبانغ عن دعم هذه الاقلية غير المعترف بها في اي بلد، الا ان هؤلاء المهاجرين قد ينتهي بهم الامر بعد وصولهم الى اندويسيا في حلقة قانونية مفرغة على مدى سنوات. وتعتبر بورما حيث الاكثرية البوذية اقلية الروهينجيا المسلمة البالغ عددها حوالى 800 الف نسمة من المهاجرين غير الشرعيين من بنجلاديش الذين فروا في العام الماضي باعداد متزايدة بعد تفاقم العنف الطائفي ضدهم. وفيما تجهد دول آسيوية اخرى في التعامل معهم يتزايد عدد الوافدين منهم الى اندونيسيا. وبعد عدة حوادث اتهمت فيها تايلاند باعادتهم الى القوارب في البحر، تمكن حوالي الفين من الروهينجيا من دخول اراضيها في وقت سابق هذا العام واحتجزوا في مخيمات للاجئين. واكدت بانكوك انها عاجزة عن استقبال المزيد منهم فيما اعربت ماليزيا عن اقتراب قدرتها على استيعابهم من حدها الاقصى. لكن غالبية الروهينجيا لا يعتبرون اصلا اندونيسيا وجهتهم النهائية ويأملون ان تكون محطة في طريقهم الى استراليا حيث وصل اكثر من 220 منهم على قوارب طلبا للجوء في العام الفائت. لكن مع الوصول الى اندونيسيا تم اعتقال الكثير منهم في مراكز احتجاز كالسجون لفترات طويلة فيما كانت السلطات تدرس ملفاتهم. ويعتبر الذين حصلوا على وضع لاجئين من الاممالمتحدة محظوظين لكنهم لا يتمتعون بحقوق كثيرة نظرا الى ان اندونيسيا لم توقع اتفاق الاممالمتحدة الاساسي حول اللاجئين. وهي لن تقبل بهم كمواطنين دائمين ولا يحق لهم العمل او الدراسة في اثناء انتظار اعادة توطينهم. وفي مجمع لإسكان اللاجئين في سومطرة تبدو روهانا فتيكيله قلقة فيما تفكر بالتوتر الذي تشهده ولاية راخين التي فرت منها عام 2010. وشهدت راخين موجتين من العنف الطائفي الدامي بين الروهينجيا والبوذيين في بورما في العام الفائت؛ وأدت عدة احداث مشابهة في مختلف انحاء البلاد الى الحد من التفاؤل الدولي بخصوص الاصلاحات السياسية الجذرية في البلاد الخارجة من حكم عسكري استمر عقودا. وقالت لفرانس برس «اذا قبلت بنا اندونيسيا فسنبقى»، وحملت رضيعها البالغ 11 شهرا فيما كان اطفال يلعبون في الانحاء. وتابعت الوالدة لاربعة أطفال البالغة 28 عاما «هذا اذا تمكنا من العمل وبات هناك مستقبل لأولادنا». ويحصل الذين ينالون صفة لاجئين من الاممالمتحدة على بعض المساعدة على غرار السكن وتعليم الاطفال بالاضافة الى مساعدة مالية شهرية بقيمة 1,25 مليون روبية (128 دولارا) للشخص. لكن اغلبية اللاجئين يمضون وقتهم منعزلين في مساكن جماعية بلا عمل. وقال زاهد حسين البالغ 26 عاما «لا يمكننا فعل شيء هنا». وهو ينتظر اعادة توطينه منذ اكثر من 11 عاما بعد مروره في كمبوديا وتايلاند وماليزيا. واضاف «لا يمكننا الدراسة واذا اردنا التبضع لا يمكننا ذلك من دون احتجازنا مجددا». ومع اعادة توطين 1% فقط من اللاجئين حول العالم بحسب بيانات الاممالمتحدة يبدو المستقبل قاتما بالنسبة الى الروهينجيا. فاستراليا اعلنت استعدادها لاستقبال حوالى 600 لاجئ من اندونيسيا في الاشهر ال12 قبل يونيو في اطار توسيع برنامجها الانساني لمساعدة اللاجئين لكن هذا الرقم لا يشمل الوافدين من بورما. ويصل الكثيرون الى استراليا عبر مراكب خشبية يستقلونها في اندونيسيا. ويؤكد منتقدو اندونيسيا انها فشلت في تعديل سياساتها بالرغم من خطاباتها المؤيدة وتفاقم مستوى اليأس الذي يشعر به الوافدون من الروهينجيا. كما يتفاقم الغضب الشعبي حيال معاناتهم. وفي ابريل تم الكشف عن خطة لتفجير سفارة بورما في جاكرتا فيما نفذ متشددون اسلاميون مسيرة اليها داعين الى «الجهاد في بورما» انتقاما لقتل مسلمين.