هدد رجل الدين الاندونيسي ابو بكر باعشير بورما «بالدمار» اذا لم توقف «افعالها الشيطانية» ضد اقلية الروهينجيا المسلمة في هذا البلد، في رسالة نشرت امس على موقع إلكتروني محلي. وقال باعشير في الرسالة المؤرخة في 22 تموز (يوليو) الماضي، والموجهة الى الرئيس البورمي ثين سين من سجنه في اندونيسيا: «سمعنا صراخ المسلمين في بلدكم بسبب اعمالكم الشيطانية التي تهدف الى طردهم من بيوتهم وقتلهم». ويمضي باعشير الذي يعد الزعيم الروحي للإسلاميين المتطرفين في اندونيسيا، عقوبة بالسجن 15 سنة لتمويله إنشاء خلية لتنظيم «القاعدة» في جزيرة سومطرة. وقال في رسالته: «اذا لم توقفوا أفعالكم وإذا تجاهلتم هذا النداء (...) فيمكننا تدميركم انتم وشعبكم». ونشرت الرسالة على موقع «فوا-اسلام.كوم» الاندونيسي. وأكدت صحتها جماعة انصار التوحيد الحركة الاسلامية التي اسسها باعشير في 2008 وأدرجتها الولاياتالمتحدة على لائحة المنظمات الارهابية. وقال هادي الناطق باسم هذه الجماعة ان الرسالة ارسلت الاثنين الى سفارة بورما في جاكرتا. لكن تعذر الاتصال بالسفارة للحصول على تعليق. ويعيش حوالى 800 الف من الروهينجيا معزولين في شمال ولاية راخين في بورما وهم ليسوا من المجموعات الاثنية التي يعترف بها نظام نايبيداو، ولا الكثير من البورميين الذين غالباً ما يعتبرونهم مهاجرين بنغاليين غير شرعيين ويظهرون لهم العداء. من جهة اخرى، أبدت فرنسا اسفها لقرار بنغلادش منع ثلاث منظمات غير حكومية غربية من العمل في مخيمات اللاجئين الروهينجيا الفارين من أعمال العنف في بورما ذات الغالبية البوذية. وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني إن فرنسا «تدعو دكا إلى أن تمتنع عن طرد الأشخاص الذي تكون حياتهم معرضة للخطر إلى أن يهدأ الوضع بشكل دائم في ولاية أراكان في بورما». وكان مصدر رسمي اعلن الخميس أن بنغلادش طلبت من ثلاثة منظمات للعمل الخيري الكف عن مساعدة اللاجئين الروهينجيا الذين يعبرون الحدود هرباً من أعمال العنف في بورما. وقال المسؤول المحلي جوينول باري إن المنظمتين الفرنسيتين «أطباء بلا حدود» و»العمل ضد الجوع» (اكسيون كونتر لافان) وكذلك البريطانية «مسلم ايد» تلقت أمراً بوقف نشاطاتها في منطقة كوكس بازار المحاذية لبورما. وأوضح أن «هذه المنظمات قدمت مساعدة لعشرات الآلاف من المهاجرين الروهينجيا غير الشرعيين ولا يحملون وثائق شخصية. طلبنا منها وقف كل مشاريعها في كوكس بازار بعد أمر بهذا الاتجاه من المكتب المشرف على المنظمات غير الحكومية». وتابع أن هذه المنظمات «تشجع قدوم اللاجئين الروهينجيا» من ولاية راخين غرب بورما، التي شهدت أعمال عنف دينية. ورفضت بورما الاثنين أمام مسؤول من الأممالمتحدة اتهامات لقوات الأمن البورمية بارتكاب «تجاوزات» خلال أعمال عنف طائفية دامية وقعت مؤخراً في غرب البلاد، فيما عبرت الأممالمتحدة عن قلقها من قمع يستهدف المسلمين في هذا البلد.