واجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين قضية الخلاف مع الاتحاد الاوروبي حول مزاعم تجسس واشنطن على حلفائها، اثناء مشاركته في منتدى يهدف الى بناء الامن في منطقة اسيا والمحيط الهادئ. وبعد اربعة ايام من الدبلوماسية المكثفة في الشرق الاوسط توجه كيري الى المشاركة في اجتماع تعقده دول جنوب شرق اسيا في سلطنة بروناي الغنية بالغاز، والذي من المقرر ان تناقش خلاله عددا من القضايا من بينها الخلافات في بحر الصين الجنوبي وكوريا الشمالية. ومن المقرر ان يجري كيري سلسلة من اللقاءات المباشرة مع نظرائه من القوى العالمية على هامش المنتدى الذي يختتم اعماله اليوم الثلاثاء وتشارك فيه 26 دولة من اسيا والمحيط الهادئ ودول الاتحاد الاوروبي. وأولى تلك اللقاءات ستكون مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ويتوقع ان تهيمن عليه التسريبات التي اطلقها عميل جهاز الامن القومي الامريكي السابق ادوارد سنودن وزعم فيها ان واشنطن تجسست على مكاتب الاتحاد الاوروبي. ذكرت مجلة دير شبيغل ان احدى الوثائق المسربة وتاريخها سبتمبر 2010 ومصنفه على انها «سرية للغاية» تصف كيف قامت وكالة الامن القومي الامريكية بالتجسس على بعثة الاتحاد الاوروبي في واشنطن وطالب الاوروبيون واشنطن بتفسيرات حول تلك المزاعم التي اوردتها مجلة دير شبيغل الاسبوعية الالمانية، وحذروا من ان العلاقات قد تتضرر اذا ثبتت صحتها. وقالت مفوضة الاتحاد الاوروبي للعدل فيفيان ريدنغ «لا يمكننا ان نبحث في اقامة سوق كبيرة بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة اذا كان هناك اي شك في ان شركائنا يتجسسون على مكاتب المفاوضين الاوروبيين». وذكرت مجلة دير شبيغل ان احدى الوثائق المسربة وتاريخها سبتمبر 2010 ومصنفه على انها «سرية للغاية» تصف كيف قامت وكالة الامن القومي الامريكية بالتجسس على بعثة الاتحاد الاوروبي في واشنطن. وقالت الوثيقة انه تم تركيب مايكروفونات في المبنى وتم اختراق شبكات الكمبيوتر بشكل يتيح للوكالة بالدخول الى الرسائل الالكترونية والوثائق الداخلية للبعثة. وقالت الولاياتالمتحدة الاحد انها سترد على الاتحاد الاوروبي عبر القنوات الدبلوماسية. ومن المرجح ان تثار قضية «سنودن» عندما يجري كيري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في بروناي اليوم الثلاثاء. وتشعر واشنطن بالغضب بسبب توجه سنودون المطلوب لدى الولاياتالمتحدة بسبب تسريباته حول قيام جهاز الامن القومي الامريكي بعمليات مراقبة واسعة على الاتصالات، من هونغ كونغ الى موسكو، ورفض روسيا تسليمه. الا ان كيري قال ان التركيز الرئيسي في محادثاته مع لافروف سينصب على الازمة السورية. وصرح للصحافيين في تل ابيب قبل توجهه الى اسيا «انا في الحقيقة اتوق الى الوصول الى بروناي والدخول معه (لافروف) في حوار معه لان الوضع في سوريا خطير». واضاف «جزء من محادثاتي مع وزير الخارجية لافروف ومع الروس سيتمحور حول كيفية تكثيف جهودنا معا للتأثير على ذلك الوضع». وروسيا حليف قوي لنظام الاسد بينما يعمل كيري مع دول الخليج لزيادة المساعدات للمعارضة السورية المسلحة. وبالاضافة الى لقاءاته الجانبية، يتوقع ان تتمحور لقاءات كيري الرسمية في بروناي على المخاوف الاقليمية بشأن تصاعد قوة الصين. وخلال محادثات اولية الاحد بين مجموعة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان)، اتهمت الفلبين الصين بالحشد العسكري «الهائل» في بحر جنوب الصين المختلف عليه، وقالت ان ذلك يهدد السلام. ويدور خلاف بين الصين، التي تزعم أحقيتها في جميع الممرات المائية الاستراتيجية تقريبا، وبين دول اخرى تقول بأحقيتها بتلك الممرات ومن بينها الفلبين وفيتنام. وأدى ذلك الى مواجهات في البحر واتهامات للصين بالاستقواء. وفي كلمة افتتاحية في اجتماع مع نظرائه من اسيان امس الاثنين، دعا كيري الى احراز تقدم سريع حول قوانين السلوك بين الصين ودول جنوب شرق اسيا حول المعابر المائية المختلف عليها. وقال كيري «نأمل ان نرى تقدما في وضع قانون سلوكيات يساعد على ضمان الاستقرار في هذه المنطقة المهمة». وازداد التوتر مؤخرا في بحر شرق الصين وسط خلاف من بكين وطوكيو حول ملكية عدد من الجزر النائية غير المأهولة. ومن المقرر ان يلتقي كيري مع نظرائه الياباني والكوري الجنوبي والصيني. ويتوقع ان تتركز هذه اللقاءات على برنامج كوريا الشمالية النووي بعد ان اجرت الدولة المعزولة ثالث تجاربها النووية في فبراير واطلقت سلسلة من تحذيرات الحرب. ويتواجد في بروناي جميع وزراء خارجية الدول الست المشاركة في المحادثات السداسية المتوقفة حاليا الهادفة الى اقناع كوريا الشمالية بوقف برنامجها النووي. واستبعدت الولاياتالمتحدة اجراء اي لقاء مباشر بين كيري ونظيره الكوري الشمالي باك يو-تشان.