تتطور دارة الملك عبدالعزيز بشكل ملفت ومتسارع وخاصة في جانب التطور المعلوماتي ونظم المعلومات ففي الفترة الأخيرة كونت نقلة الكترونية نوعية ومهمة بتوفير خصائص في نظم المعلومات بمعلومات دقيقة وشاملة وترصد الجغرافية التاريخية التغيرات بالإضافة أو الحذف بسهولة كبيرة. ويأتي هذا الإهتمام بإنشاء دارة الملك عبدالعزيز المركز السعودي لنظم المعلومات الجغرافية التاريخية. وهي نقلة إلكترونية نوعية مهمة توفر خصائص نظم المعلومات الجغرافية التاريخية بمعلومات دقيقة وشاملة وترصد التغيرات بالإضافة أو الحذف بسهولة كبيرة. ويعد أول مركز من نوعه في المملكة العربية السعودية يستعين ببرامج نظم المعلومات الجغرافية لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الإسلامي، وخدمة مشروعاتها العلمية ذات العلاقة التي تربط بين المكان والزمان في تفاصيل أحداثها، مثل مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين ، ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، ومشروع الموسوعة الشاملة للأماكن في المملكة العربية السعودية، ومشروع الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية ، والمشروعات المستقبلية ذات البعد المكاني والزماني. وأصبح المركز مظلة إلكترونية تمد المشروعات العلمية بالدارة بخدماتها الحاسوبية لتحويل النصوص التاريخية المطولة للأحداث إلى منتجات حاسوبية تندمج فيها الخرائط والصور مع الحروف والأرقام والأحداث لتقدم للباحثين والمتلقين بمختلف مستوياتهم معلومات شاملة عن أي مكان ، فالمكان هو العنصر المشترك بين التاريخ ونظم المعلومات الجغرافية. وتُعرض المعلومات الشاملة عن المكان بأشكال عدة, فالخرائط ثلاثية الأبعاد تعرض جغرافية وطبيعية المكان, والخرائط الموضوعية التي تعرض أي إحصاءات أو بيانات، بشرية "السكانية والسكنية والاقتصادية والاجتماعية" ونحوها عن مكان محدد بطرق فنية متنوعة, والخرائط التاريخية تشمل عدة أنواع كالخرائط الطبوغرافية، والموضوعية كالتي تصف أحداث المعارك التاريخية، والخرائط السياسية والتقسيمات الإدارية القديمة، وخرائط استعمالات الأراضي وغيرها من الموضوعات. ووفرت دارة الملك عبدالعزيز قواعد بيانات رقمية هائلة كخلفية للخرائط, وتقارير نصية عن كل ما كتب من نصوص تحريرية عن تاريخ مكان ما، وصور المعالم الأثرية والوثائق والرسومات التوضيحية القديمة لأماكن معينة في فترات زمنية مختلفة ، ومنها الأشكال الرقمية الكتابات والرسوم والنقوش الأثرية, ونظم المعلومات الجغرافية التاريخية لبناء سجل متكامل للكتابات والرسوم والنقوش والمعالم الأثرية مربوطة بمواقعها الجغرافية في المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية بصفة عامة, ويتيح النظر للأحداث التاريخية للمكان الواحد من زوايا متعددة حسب طبيعة البحوث والدراسات وإثرائها بأدوات العرض والتحليل والمقارنة لتفي بمتطلبات منهج البحث العلمي التاريخي الحديث. وتنظر دارة الملك عبدالعزيز من خلال مركزها بعين تشمل تاريخ الوطن والجزيرة العربية منذ أبعد نقطة زمنية في تاريخ المكان الواحد, ثم تربطه وأحداثه وإحصاءاته بموقعه الجغرافي وتُحدّث معلوماته الجغرافية والتاريخية كلما استجدت معلومات عن هذين الجانبين ، مما يعد توثيقاً متطوراً وآنياً للمكان أو لسلسة الأحداث فيه، مع حفظ حقوق الملكية الفكرية لمختلف الجهات المالكة للبيانات والمعلومات واحترامها. وتجهز الدارة حالياً لبناء مقر خاص للمركز يحتفظ في مكوناته وتصميمه بسمات وشمولية علم نظم المعلومات الجغرافية، ليكون مرجعاً علمياً دقيقاً متكاملاً في التاريخ السعودي والسيرة النبوية. وتُعد دارة الملك عبدالعزيز لاتفاقية تعاون علمي مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم هذا المركز بخاصية الأبعاد الثلاثية للصورة الفضائية، وإنشاء مركز مثالي يخدم الحركة العلمية البحثية بجودة وإجادة دون الوقوف عند حد معيّن من التطوير. ويمثل المركز السعودي لنظم المعلومات الجغرافية ذراعاً تقنية ومركزاً داخلياً بالدارة, استقى كثيراً من رؤاه من حيث انتهت تجارب المراكز المماثلة في أوروبا وأمريكا والدول العربية المتقدمة في هذا الجانب ، ويهدف إلى رصد جميع الأحداث والمواقع التاريخية والجغرافية إحداثياً, وربطها بالإحصاءات والبيانات والمعلومات المختلفة في المملكة العربية السعودية, لتكوّن خريطة رقمية تفصيلية لكافة أجزاء المملكة بنيت على مجموعة هائلة من المعلومات ذات الأبعاد المختلفة التي ركزت على التغيرات الطارئة على الأماكن المختلفة عبر الزمن, ووصفها بنصوص تاريخية يجعل المواقع تتحدث عن تاريخها على الخريطة الجغرافية، فالمزج بين البيانات والخرائط ينقلنا عبر الزمن كأننا نشاهد تفصيل الحدث التاريخي كما كان, وتوثيقاً لمقتنياتنا الأثرية بكافة أشكالها "خرائط وصور متنوعة مواقع الكتابات والرسوم والنقوش الأثرية" في المملكة العربية السعودية مكانياً في قواعد بيانات رقمية وخرائط وصور فضائية. كل ذلك يحفّز على الدراسات التحليلية الشاملة لدى الباحث في المجال التاريخي، فالمشهد التاريخي وعلاقاته مع المتغيرات الجغرافية والبيئية والاجتماعية والإحصائية أكثر وضوحاً بفضل البرامج المتطورة ويحفّز المؤرخ على الإبداع والاتساع في الرؤية وظهور أفكار جديدة في البحث العلمي.