عندما أشرنا في كثير من المقالات السابقة وقبل أكثر من عام على أهمية مناطق 1523 دولارا للأونصة الذهبية اعتقد البعض أن هذا المستوى عبارة عن رقم فقط ولم يدركوا أن كميات كبيرة من الشراء حدثت عند هذه المستويات وكبحت هبوطه لفترة العام ونصف تقريبا واستمر ذلك إلى أن تم كسره قبل ثلاثة أشهر ... ما أود التطرق إليه أن هذه المستويات كانت لدى كبار المستثمرين وصناع السوق والبنوك المركزية أسعار جيدة للاستثمار بناء على وضع الدولار الأمريكي حيث ان لديهم القناعة الكاملة بأن الذهب هو الملاذ الآمن فيما لو تعرض الدولار الأمريكي أو العملات الرئيسية مثل اليورو وغيرها إلى انتكاسات كبيرة، ولكن كسر هذه المستويات قبل ثلاثة أشهر يعني أن المتعاملين المذكورين أعلاه على علم بأن تلك الأسعار لم تعد جيدة نسبة لوضع الدولار الأمريكي في الوقت الراهن أو القادم على المستوى القصير والمتوسط الأجل وعليه فإن الطلب لن يكون عند المستوى المطلوب عند تلك المناطق مما ينتج عنه انزلاقات سعرية بفعل زيادة العرض على الطلب وهو ما حدث فعلا واستكمل الذهب موجته التصحيحية التي أشرنا إليها قبل عام من الآن ... ما رأيناه قبل فترة قريبة من تصريحات حول توقعات جدية بإنهاء التيسير الكمي وما نتج عنه من ارتفاع كبير للدولار الأمريكي وهبوط في الدولار الأمريكي لم نكن كمحللين فنيين على علم بها فهكذا أمور لا يعلمها إلا قلة قليلة فكيف توافقت الرؤى .... إن ما يفسر ذلك هو أن التحليل الفني يقوم بدراسة حركة الأسعار الفعلية الناتجة عن قرارات كبار صناع السوق ومحركيه وما تم تطبيقه من تلك القرارات وليس ما يفكر به صانع السوق أو ما سوف يخرج من قرارات قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية ولا أحد يدري كيف ستنعكس تلك الأخبار على الأسعار ... هذا ما يميز التحليل الفني على غيره من أنواع التحليل الأخرى. الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي بعد أن تمكنت الشمعة الشهرية ما قبل الماضية في زوج الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي من كسر مستويات الدعم الرئيسية المتجمعة عند مستويات 0.9947 والمتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والموضحة بالرسم البياني المرفق والقريبة جدا من مستويات الدعم الثاني له والمتمثل بالضلع السفلي للمثلث السعري الذي كان يسير به الزوج منذ ما يقارب العامين انزلق السعر لينهي الشمعة الشهرية ما قبل الماضية عند مستويات 0.9568 الأمر الذي كان له أثر بالغ في قناعات المتعاملين حول التوجه القادم الذي فرض نفسه بكل جدارة أن التوجه القادم هابط ويستهدف مستويات الدعوم التالية واحدا تلو الآخر وأن الأسعار الحالية تسير في موجة تصحيحية للموجة الكلية الصاعدة التي تمت الإشارة إليها أعلاه ... إن هذه القناعات تمت ترجمتها على أرض الواقع خلال تداولات الشهر الماضي حيث افتتح الزوج شمعته الشهرية عند مستويات 0.9618 وأخذ المنحى الهابط حيث استطاع أن يغلق ثلاث شمعات أسبوعية على هبوط خلال الشمعات الأربع الماضية واستمر في ذلك إلى أن أغلق عند مستوياته الأخيرة على مناطق 0.9141 والتي تعتبر مناطق سلبية للغاية كونها حققت إغلاقا شهريا دون مستويات الدعم الرئيسي الأول عند مناطق 0.9247 والمتمثل بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الكلية الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي تحولت مقاومة بفعل الكسر وأصبح استهدافه الآن يتمثل في مستويات الدعم القادم والواقع على مناطق 0.8681 الواقعة على حاجز 50% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ، وما أود الإشارة إليه أن بعد كسر هذه المستويات القوية فإن نسبة ترجيح الاستمرار في الموجة التصحيحية ترتفع شيئا فشيئا . الجنيه الاسترليني مقابل الين الياباني بعد أن اخترق الجنيه الاسترليني مستويات مقاومته الأولى أمام الين الياباني والتي تمثلت بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والواقعة على مستويات 148.50 ين لكل جنيه استرليني وذلك قبل ثلاثة أشهر من الآن انطلق الزوج في شمعته الشهرية ما قبل الماضية إلى أن وصل إلى مستويات 156.74 والتي تعرض عندها لموجة بيع وجني أرباح كبحت صعوده ودفعته للتراجع فيما تبقى من تلك الشمعة الشهرية بالإضافة إلى شمعته الشهرية الماضية إلى مستويات المقاومة المذكورة والتي تحولت بالطبع إلى مستويات رئيسية بفعل الاختراق واختبرها إلا أنه تعرض لموجة شراء عند هذه المستويات دفعت به للارتفاع قليلا وإغلاق الشمعة الشهرية الأخيرة عند مستويات 150.83 ليكون بذلك قد خسر الزوج خلال تداولات الشهر الماضي 184 نقطة فقط وهو ما نسبته 1.2% من أسعار افتتاح الشمعة الشهرية .. إن هذه النسبة بسيطة ولا يعتد بها على أنها نتيجة تحرك كبير في الزوج إلا أن ما تشكله هذه الشمعة مع الشمعة السابقة يساعد في ترجيح فرضية المسار الجانبي خلال الشهر القادم حيث من المحتمل أن تبقى الأسعار في ذات النطاق السعري الذي سار به الزوج خلال الشهرين الماضيين وعليه فإن الأفضل بمكان هو انتقاء مستويات المقاومة الرئيسية أو الدعم الرئيسي المذكورين أعلاه للدخول مع التأكيد على أهمية وضع أمر لوقف الخسارة خوفا من انفلات أو انزلاق سعري قد يحدث فيما لو حدث اختراق أو كسر للمستويات المذكورة. الذهب خسرت أونصة الذهب الواحدة خلال تداولات الشهر الماضي ما قيمته 156 دولارا وهو ما نسبته 11.2% من قيمة افتتاح الشمعة الشهرية الواقع عند مستويات 1389 دولارا ، وقد كسرت أسعار الذهب أثناء تداولاتها المذكورة مستويات دعم رئيسية تتمثل في حاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والموضح بالرسم البياني المرفق والواقع على مناطق 1300 دولار حيث كسرها واستمر في هبوطه إلى أن وصل في آخر يوم تداولات قبل إقفال الشمعة الشهرية المذكورة إلى مستويات 1180 دولارا والقريبة من مستويات الدعم الرئيسي الأول حاليا عند مناطق 1153 دولارا المتمثل بحاجز 61.8% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ولكن عدم الوصول إليها يعني أن المتعاملين بدأوا بالتفكير جديا بالدخول الشرائي عند هذه المستويات فمنهم من استعجل قليلا ورفع أسعار الطلب وذلك من أجل ضمان شرائه حيث انه لو وضعه بالقرب أو عند مستويات الدعم الرئيسي فلربما لن يحصل على الكمية المراد شراؤها وهنا الكلام بالطبع عن الطلبات الكبيرة والتي تقدر بالأطنان وبضع مئات من الكيلو وهو ما نتج عنه الارتداد من مستويات ال 1180 دولارا حيث تعرض عندها لموجة شراء كبيرة كبحت هبوطه ودفعته للصعود في ذات اليوم المذكور لينهي تعاملاته عند مستويات 1233 دولارا لكل أونصة وليكون الذهب قد أغلق شمعته الشهرية الثالثة على التوالي على تراجعات تصل قيمتها في الأشهر الثلاثة 364 دولارا وهو ما نسبته 22.7% وهي خسارة كبيرة تكبدها الذهب خلال الربع الثاني من العام الحالي وهي الأقسى منذ سنين طويلة على الإطار الزمني الشهري. [email protected]