هل بدأت الأسواق في تغيير اتجاهاتها على المديَين المتوسط والطويل الأجل أم نحن في موجات تصحيحية لمسارات صاعدة أو هابطة مستمرة منذ سنين؟ إن هذا السؤال يشغل بال الكثيرين من المتعاملين والمحللين على حد سواء فقد يقول البعض إن الذهب على سبيل المثال منطلق في موجته الصاعدة الأخيرة فقط على الإطار الزمني الشهري منذ الشهر العاشر من العام 2008 أي منذ أكثر من أربع سنوات ارتفع بها السعر 182 بالمائة من سعر قاع الموجة المذكورة فهل من المعقول أن يستمر في صعوده أكثر دون الدخول في موجةٍ تصحيحية لتلك الموجة الدافعة؟ حسب القاعدة لابد أن يدخل تلك الموجة التصحيحية ولكن ما ليس حكمًا أن يدخلها عند هذه المستويات أو تلك فهذا ما يحكمه قوة الطلب والعرض التي هي من تسيطر في النهاية وتفرض الاتجاه القادم فالتصحيح في الموجة الصاعدة يبدأ عندما يتحوّل بعض المشترين إلى بائعين والبقية إلى متفرجين أو مشترين حذرين. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري بعد أن أغلق الدولار الأمريكي في الأسبوع ما قبل الماضي دون مستويات الدعم الرئيسي حينها أمام الفرنك السويسري والواقع على مناطق 0.9284 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ومناطق الدعم الذي يليه أيضًا عند مستويات 0.9212 المتمثلة بالضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به الزوج من ثلاثة أشهر من الآن انخفض الدولار مع افتتاح الشمعة الأسبوعية الحالية والتي كان افتتاحها عند مستويات 0.9164 والتي صعد منها في اليوم الأول إلى مستويات 0.9192، حيث تعرّض لموجة بيع دفعته للتراجع والوصول خلال أيام التداول السابقة إلى مستويات 0.9082 والتي لم يستطع أن يتجاوزها فارتد منها في اليوم الأخير إلى أن وصل إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند مناطق 0.9161 دولار أمريكي لكل فرنك سويسري وهو ما يعني تراجع الزوج خلال الأسبوع الماضي 3 نقاط فقط، وهو أمر لا يذكر ولكن قيمته تتمثل في إغلاقه بشمعة ثانية دون مستويات الدعم المذكور والذي تحوّل إلى مقاومة وهو ما يمكن اعتباره تأكيدًا للكسر مما قد يدفع بالمتعاملين للعدول عن الشراء والتوجّه للبيع بسبب المخاوف من انخفاض الزوج أكثر بفعل الكسر، حيث إنه الآن يستهدف مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مستويات 0.8860 الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه فضلًا عن أنه قريب من مستوى دعم كلاسيكي من الممكن أن يساعد في كبح هبوط الزوج فيما لو استمر في ذلك بشكل متتابع. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني انطلق الدولار الأمريكي بشكل لافت محققًا بما يُسمّى الفجوة السعرية وذلك أمام الين الياباني في مطلع الأسبوع الماضي، حيث كان إغلاق شمعة ما قبل الأسبوع الماضي عند مستويات 83.50 والتي تعتبر فوق حاجز المقاومة المتمثل بأعلى إغلاق أسبوعي في الستة والثمانين أسبوعًا الماضية والواقع على مناطق 83.37 والتي اخترقها، وأكد ذلك من خلال إغلاق شمعة أسبوعية أعلى من ذلك المستوى وهو ما أدى إلى نشوء تلك الفجوة المذكورة أعلاه، حيث افتتحت الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 84.31 نقطة أي بفارق 81 نقطة عن سعر إغلاق الشمعة الأسبوعية ما قبل الماضية وقد كانت كفيلة باصطياد.... الكثير من أوامر وقف الخسارة المتمركزة خلف تلك المستويات لقوتها ولكننا أشرنا بوضوح فيما سبق حول ترجيح اختراق تلك المقاومة والذهاب إلى المقاومة التالية الواقعة عند مناطق 87 ينًا لكل دولار أمريكي ولكن ما قد نشهده خلال الفترة القادمة هو تذبذب هدفه إعادة اختبار المستويات المخترقة والتأكد من قوتها فضلًا عن دخول المتحفظين الذين لم يدخلوا بأوامر شرائية مع الاختراق ذاته وهو الذي سوف يساعد فيما لو تقرر سلوك الاتجاه الصاعد أن يدفع بالزوج إلى مستويات المقاومة المذكورة والتي تعتبر أهدافًا أولية للزوج. الجدير ذكره أنه مع الفجوة السعرية إلا أن الزوج قد عاد وقام بتغطية الفجوة ومن ثم العودة للانطلاق حيث وصل في تداولات الأسبوع الماضي إلى مناطق 84.60 ومن ثم رجع إلى مناطق 83.84 قبل أن يستقر أخيرًا عند المستويات الحالية متراجعًا في أسبوعه الماضي ما قيمته عشر نقاط فقط، ويأتي إغلاقه الأخير عند مستويات 84.21 أمرًا في غاية الخطورة، حيث إنه يسجّل اختراقًا وإغلاقًا حتى أعلى من قمة السنة والنصف الحالية وهو ما يدفع البعض من المتعاملين لأن ينتظروا إغلاق الشمعة الشهرية الحالية ليتم اتخاذ قرار مناسب بشأن الدخول من عدمه. الذهب استكملت أسعار أونصة الذهب هبوطها بعد ثلاثة أسابيع هابطة ليضيف عليها أسبوعًا رابعًا خسرت به أونصة الذهب ما قيمته 44 دولارًا وهو ما نسبته 2.5 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند 1698 دولارًا، وقد وصلت هذه التراجعات إلى مستويات 1635 دولارًا أمريكيًّا لكل أونصة والتي تعرّض عندها لموجة شراء جيدة دفعته للتراجع إلى مستويات 1647 دولارًا وذلك في اليوم ما قبل الأخير من التداولات ومن ثم عاد في اليوم الأخير ليختبر تلك المستويات أيضًا وتعرّض عندها لموجة شراء أثبتت ولو على المدى القصير الأجل أن تلك المستويات تعتبر ذات قوةٍ ومتانةٍ خصوصًا أنها قريبة من مستويات الدعم التي أشرنا إليها فيما سبق وقلنا ورجّحنا بأنه سيتوجّه إليها وهي مناطق 1627 دولارًا والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي. ما أود الإشارة إليه أن حفاظه على مستويات الدعم الحالي سوف تعطي طمأنينة جيدة للمتعاملين مما يدفعهم للعودة إلى الشراء مجددًا واستهداف مستويات أعلى مما هي عليه الآن وقد تصل إلى مناطق تتجاوز ال 1788 مبدئيًا أو الكسر الذي سوف يدفع بأسعار الذهب أن تستهدف مستويات الدعم الرئيسي والمفصلي الواقع على مناطق 1523 دولارًا والتي لا أعتقد أن يكون كسرها بتلك السهولة خصوصًا إن علما من حيث القاعدة أن كسر هذه الدعوم يفتح الباب على مصراعيه للهبوط وبشدة من خلال انزلاق سعري يستهدف حينها مستويات 1446 دولارًا والواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه. ما لا يجب أن نغفل عنه أن التداولات الحالية تحدث خارج سور خط الميل السعري الصاعد منذ نهاية العام 2008 والتي تمّ كسرها لأول مرة في بداية الشهر الخامس من العام الحالي ومن ثم عاد بداخله في بداية الشهر التاسع لعدة أسابيع لم يستطع أن يحقق فيها أي انجازات إضافية مما دفع بالمتعاملين للتخلي عن عقودهم الشرائية الأمر الذي دفع بالأسعار إلى أن تتراجع إلى هذه المستويات.