حين نتأمل بداية علاقة الإنسان بالسرد فان المتتبعين لجذور السرد يجدون جذوره متصلة برسومات إنسان الكهف، وبعد ذلك يرونه في الأساطير، وفي كل النصوص الدينية، وهذا يشير إلى أنّ الحكاية هي جزء من كينونة الإنسان، الحكاية أحد أبعاد الإنسان، شأنها شأن الزمن والمكان، أو هي «حركة الزمن في المكان عبر أحداث معينة». منذ القدم شغل الإنسان بتفسير ما حدث وبروايته، لذلك نجد أن لكل راو رؤيته الخاصة، أي تفسيره الخاص، وهذا يوقفنا على أنّ الحكاية غريزة، أي أنها ربما تكون أبعد من أن تفسر بأنها رغبة في الخلود عبر خلود الكلمات، فهي غريزة في حد ذاتها، شأنها شأن الرغبة في المحافظة على الذات وحبّ الحياة، وحبّ التملّك. يمكننا أن نقول: إنّ الإنسان هو : حيوان حاكٍ، إذا ما اعتبرنا الحكاية واحدة من أبرز السمات للعقل البشري، حيث بها يمكنه أن يحافظ على الهوية والأفكار ويمررها للأجيال المقبلة على الحياة بعد رحيله ليزودهم بما يراه ذخيرة نافعة لمواجهة الحياة. يمكننا أن نقول: إنّ الإنسان هو: حيوان حاكٍ، إذا ما اعتبرنا الحكاية واحدة من أبرز السمات للعقل البشري، حيث بها يمكنه أن يحافظ على الهوية والأفكار ويمررها للأجيال المقبلة على الحياة بعد رحيله ليزودهم بما يراه ذخيرة نافعة لمواجهة الحياة، أي وبعبارة أخرى: الإنسان حيوان شاهد، أي: الإنسان حيوان مخلِّد للحياة قبل أن يكون ناشداً للخلود، لكن من جهة أخرى، لا يمكن أيضا إنكار دور الموت والرغبة في الخلود في الفعل السردي كما في ملحمة جلجامش. ومن هنا أصل براحة إلى رؤيتي لتجربتي الشخصية لأستل منها فهمي الخاص للحكاية أو السرد اللذين يشكلان أبوين شرعيين للقصة، ومن الواضح أن فهمي عندما أكتب لا يخرج عن المعنيين السابقين، تخليد الحياة والشهادة عليها، والرغبة في تخليد الذات، من خلال رصد حركات الحياة وانبعاثاتها كتابيا. الأحلام منطقة خصبة للكتابة عندي وعند كثير من الكتاب، ما سبق يجادل مقولة : إن القصة هي ابنة المدينة وانقطاع مرحلة الشفاهي فهي موجودة منذ بداية الإنسان، إلا إذا قُصد بها القصة الحديثة فقط، وبالمناسبة نجد أنّ محمد شكري وحنا مينا كانا حلاقين حسبما أذكر، لذلك أجدني راغبا في السرد أن أكون مقتنصا لفعل الحياة وموسعا له عبر ملاحقتي أسئلة الوجود الكبرى. أجد النشوة والإبداع هما الوصول الى طرح سؤال وجودي بطريقة طفولية ساذجة مثلا: لماذا يموتون؟ فلا شيء أبدع من الوصول بالقارئ الى حالة النرفانا عند النهايات القصوى للوجود.