التنمية في الصيف، أحد أبرز العوامل المؤثرة على قطاع التدريب، إلا أنها ليست لاكتساب خبرات، وإنما لتنمية الشباب، فالبرامج المطروحة، متنوعة، ذات نكهات مختلفة، لكن هل تحقق الفائدة المرجوة؟ ينهمك شبابنا في الالتحاق بالبرامج الصيفية والدورات التدريبية للحصول على خبرات، تلك الخبرات التي أصبحت مطلبا رئيسا للتوظيف، فهل الفترة كافية، للحصول على شهادة الخبرة والتدريب؟ وهل التدريب حقا، يقدم الأداء المطلوب؟ تبقى التنمية في الصيف، وسيلة ترفيه وسد فراغ، وتنمية مرتبطة بتطوير الكفاءات وممارسة العمل والحفاظ على مستوى الإتقان في العمل، وليست للحصول على تدريب وخبرة إجابات تعتريها الحيرة والاستهجان، فالبرامج الصيفية، ليست كافية، لتقديم خبرة متكاملة، ولتقديم شهادات تدريب معتمدة، وهذا ما يترك بصمات على سوق العمل المحلي، الذي ينتظر آلاف الكوادر المحلية، لتغطية نقص العمالة في السوق، ولسد الاحتياج، ربما تتطلع تلك البرامج - أقصد الصيفية - إلى تحقيق مفهوم «التنمية الاجتماعية»، التي لا ترتبط إلا ارتباطا ضعيفا بالتنمية البشرية والاقتصادية، وتتطلب عمقا فكريا وفترة كافية من أجل أدائها بصورة تساعد على نمو الاقتصاد الوطني. نعود إلى شهادات الخبرة، لم تأت تلك الشهادات التي أصبحت أبرز الأوراق المطلوبة من أجل التوظيف، خلال فترة بسيطة، فالخبرة العملية تأتي نتيجة العمل والتدريب، فهي ليست ناجمة عن برنامج صيفي لا تتجاوز مدته شهرا، وربما أقل! ما نأمله أن يدرج في خططنا المستقبلية، كيفية اعتماد شهادة الخبرة، وانشقاقها عن البرامج التنموية القصيرة، التي تبدو كإطار شكلي فقط، لتصبح برامج مرتبطة بتنمية المهارات والتنمية الذاتية، التي لها ارتباط مباشر بالتنمية البشرية وذات تأثير واسع على الأداء الاقتصادي، ليكون أكثر فاعلية. الفرص والبرامج التدريبية المتاحة خلال الصيف، يستفاد منها، لكن لمن هم مهتمون بالعمل الميكانيكي، الهندسي، وكل ما يتعلق بالعمل التقني، بعيدا عن الجانب الإداري وغيره من الجوانب، فهنا يبدو أن معايير عدة تظهر على السطح للاستفادة من التدريب الصيفي، سواء في المصانع، والورش، وهذا ما ندر، أي قلة من يسعون إلى طرح برامج تتعلق بما ذكر، فلا تكون إلا لممارسة حقيقية وزيادة رصيد الخبرات العملية، وهذا ما يختلف عن التدريب اختلافا تاما. تبقى التنمية في الصيف، وسيلة ترفيه وسد فراغ، وتنمية مرتبطة بتطوير الكفاءات وممارسة العمل والحفاظ على مستوى الإتقان في العمل، وليست للحصول على تدريب وخبرة، وهنا يوجد فارق جوهري، لابد من مراعاته سواء للملتحقين ببرامح الصيف أو للمنشآت التي تنفذ تلك البرامج، فالهدف هو تنمية وليس تدريبا.