تتجه العديد من الفتيات بمجرد انتهاء الاختبارات إلى الدورات التدريبية التي تحرص العديد من الجهات الأهلية على إقامتها في الصيف، مستغلة وجود العديد من الطالبات اللاتي لا يعرفن كيف يقضين فترة إجازاتهن. وأجمع عدد من الفتيات الملتحقات بدورات تدريبية خلال الصيف، على أن هذه الدورات تعود عليهن بالفائدة وليس لمجرد تضييع الوقت، مؤكدين على أهمية الاستفادة من وقت الفراغ في الإجازة واستثماره في أنشطة إيجابية فعالة، بدلا من قضائه فيما لا يفيد. تقول رنا مختوم طالبة جامعية: حرصت على أخذ دورة في الحاسب الآلي وذلك للحصول على شهادة معتمدة للتوظيف بعد التخرج، لذا أرى أن الاستفادة بفترة الصيف واستثمارها في الأنشطة الإيجابية أمر هام لا يستهان به. فيما تقول إيلاف أبو الحمائل طالبة جامعية: أن الشهادات المعتمدة من أهم متطلبات جهات التوظيف، إلى جانب إتقان اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي لذلك تسعى العديد من الطالبات خاصة في فترة الإجازة إلى الاستفادة من الوقت بتعزيز مهاراتهن وكسب الخبرات التي تخولهن إلى العمل وظائف جيدة بعد التخرج. أمّا عن سبب التوجه إلى المراكز والمعاهد التدريبية بدلاً من الانضمام إلى نواد رياضية أو مخيمات استكشافية للترفية فتقول زمزم علي: أن هناك الكثير من العروض الترفيهية في فترة الصيف، إلا أنني أرى أن الفتيات أصبحن على دراية بمدى أهمية البرامج الهادفة التي تساعدهن على العمل المهني. فيما ترى أسماء عبدالله أن معظم الملتحقات بدورات تدريبية هن طالبات المرحلة الثانوية والجامعية اللاتي يبحثن عن شهادات علمية معتمدة توفر لهن فرص وظيفية جيدة أو تساعدهن للابتعاث الخارجي، وهناك من يبحث عن صقل مواهبه والتخصص في مهن فنية واحترافية كالتصميم والأزياء وغيرها. وعن ما إذا كانت الأسعار تناسب الجميع أم أنها مرتفعة، تقول عالية الكاف: ما أن تبدأ الإجازة الصيفية إلاّ وابدأ عملية البحث عن المعاهد والمراكز التي تقيم برامج للالتحاق بها بهدف استغلال الوقت بما يثمر بالفائدة إلا أنني لا التحق بالبرامج الصيفية التي تعد خصيصًا للصيف وذلك لعدم اقتناعي بها وكونها غير متخصصة، بل هي تقدم أكثر من شيء في آن واحد، وهذا لا يتناسب معي بالإضافة إلى العشوائية أحيانًا، إلا أن البرامج التي تكون قائمة في المعاهد والمراكز بشكل منتظم طوال العام هي ما أستهدفه وأبحث عنه، كما أن هنالك دورات تطوير الذات والتطوير المهني، وهي أيضًا ممّا أسعى للالتحاق بها برغم من أن لي مأخذ على أسعارها الباهظة، فهي تقدم أحيانًا دورة بمدة 3 أيام بأكثر من ألف ريال، وهذا يشعرنا بالاستغلال لذلك أصبحت لا التحق في هذا النوع من الدورات إلاّ بعد أن أتأكد من مدى فائدتها. وبسؤال الإعلامية والباحثة السعودية سمية باحاذق عن الفائدة التي تعود على الفتيات من خلال التحاقهن بالدورات التدريبية قالت: إنه أصبح أمام الفتاة خيارات عديدة في فترة الصيف بما يتناسب مع اهتماماتها، فالمعاهد والمراكز التدريبية قد تطورت بشكل كبير، ومنها ما يركز على تنمية المهارات الشخصية أو المهارات الحرفية أو مهارات الحاسب الآلي واللغات داخل وخارج المملكة، وأصبح هناك جهات تنظم رحلات علمية وحرفية ولغوية بالخارج، مؤكدة على زيادة وعي المجتمع بأهمية استغلال وقت الفراغ. من جهتها قالت منال فرحان، مديرة مبيعات بأحد مراكز التدريب بجدة أن سوق العمل أصبح يهتم بالشهادات الدولية المعتمدة، وبالتالي تحرص الفتيات على للانضمام إلى معاهد توفر برامج ودورات ودبلومات معتمدة، مشيرة إلى أن برامج التقنيات والبرامج الإدارية والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية من أكثر البرامج طلبًا من قبل الملتحقات خاصة برامج اجتياز الاختبارات الدولية مثل التوفل التي تهم الطالبات للابتعاث الخارجي. وتشير الدكتورة منيرة العكاس المساعدة للشؤون التعليمية بإدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة مكةالمكرمة أن توثيق المراكز والمعاهد التدريبية رسميًّا يتم من قبل المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وعليه فإن ما تقدمه هذه المراكز التدريبية سواء كانت دورة أو برنامجًا أو ودبلومًا أو حلقة تعتبر شهادة معتمدة، مؤكدة اعتراف إدارة التربية والتعليم بهذه الدورات، خاصة أن كل المراكز والمعاهد التدريبية بالمملكة مرخص لها، وبالتالي معترف بها، مؤكدة على أهمية أن تكون الدورات التي ترغب الفتاة بالالتحاق بها موجهة ومتخصصة بشكل يتناسب مع طبيعة العمل الذي ستعمل فيه.