مازال الكثيرون يعولون على المناهج التعليمية في اكساب المجتمع القيم الأخلاقية الرفيعة، والتوعية، والتربية، وايجاد حلول لمشاكل التعليم وغيرها.. ويقولون إن وزارة التربية والتعليم معنية في المقام الأول بقضية التربية قبل التعليم. فمعظم المواضيع الاجتماعية التي يتم طرحها في البرنامج الاجتماعي الذي أقدمه أو حتى في البرامج الأخرى بشكل عام نجد المداخلات الهاتفية من قبل الجمهور تتحدث عن هذا الأمر ومازالت تعول على دور المناهج الدراسية في كثير من القضايا يشاركهم في هذا الرأي بعض ضيوف البرنامج من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين.. فما رأيكم أنتم؟. أنا لا أنكر أهمية مناهج التعليم في كل ما سبق لكن إذا لم تكن تلك المناهج تؤدي الدور المأمول منها فهل ستنهار أخلاق المجتمع ؟! هناك مؤسسة أهم من المدرسة، تفعل ما لا تقدر على احداثه أكبر مدرسة تعليمية، هي الأسرة لقد تقدمت اليابان ووصلت إلى ما نشهده اليوم فيها من حضارة وتقدم بفعل الأسرة أولا ثم التعليم . في السابق من سنوات مضت لم تكن الأسر السعودية تؤسس من قبل شريكين لهما حظوة في التعليم كما يحدث الآن وقلة منهم كان له نصيب متوسط من التعليم، ومع ذلك لم نشهد هذا التأزم في المجتمع، بل كانت نظرية العيب مسيطرة ومهذبة لكثير من الأفعال الخارجة عن الذوق العام. وعندما أقول التأزم فأنا لا أقصد انحرافات المجتمع أو جرائمه أو تفسخه وإن كانت جميعها تمثل أزمة لكني على أمل أننا لم نصل إلى درجة خطيرة من ذلك حتى الآن، المقصود هنا بالأزمة هي افتقارنا للذوق والاتيكيت الأخلاقي في التعامل مع بعضنا في كل مكان سواء في دائرة العمل أو مجالس النساء أو تجمعات الرجال أو بين الأقارب أو حتى في الأماكن العامة، حتى أننا أصبحنا نحمل سمات معينة نعرف بها عندما نسافر في الخارج. عندما أذهب لزيارة أحد لديه مجموعة من الأطفال المهذبين أعجب بهم كثيرا وأشعر أنهم بالفعل نشأوا داخل أسرة بأخلاق عالية وللأسف قلما أجد هذا النوع من الصغار .. وعندما يصادفني أشخاص شرسون في التعامل أو لديهم (الأنا متضخمة) أو نسبة الغيرة عندهم مرتفعة ، لا أفكر في أي المدارس كانوا ينتمون ولا أي المناهج كانوا يتلقون إنما تراودني أفكار عامة عن أي نوع من الأسر نشأوا فيها ؟! تويتر taaroofaah@