عملاق الصناعة والانتاج في العالم , جمهورية الصين الذي تخطى اقتصادها اليابان مع مطلع العام الحالي ( 2011 ) ليكون ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية , ومنذ أسابيع اقرت حكومة الصين استراتجيتها للخمس سنوات القادمة والتي من خلالها ستحل الجودة في الانتاج ضيفا ثقيلا على القطاع الصناعي بعد سنوات طويلة من الانتاج بكافة اشكاله وفئاته, والصين التي ازدهر اقتصادها خلال العقود القليلة السابقة وبمعدلات عالية وسط نمو متسارع, بدأت بعض الافرازات التي ظهرت على الاقتصاد والمجتمع الصيني والجديرة بالاهتمام ومن أهمها اتساع الفجوة بين فئات المجتمع الصيني من أغنياء وعمال وفقراء والتبعات السلبية لذلك على المجتمع وكذلك ارتفاع سعر اليون الصيني أمام الدولار الأمريكي والارتفاع المتواصل لأسعار برميل البترول وتأثير ذلك على سعر المنتجات الصينية في الأسواق العالمية والتي كانت تمتاز قبل ذلك برخص أسعار منتجاتها أمام منتجات الدول الأخرى , وكانت تبعية ذلك انخفاض في حجم الطلب من السلع الصينية أمام السلع المنافسة لها من الدول الأخرى , نتيجة تضخم ارتفاع اسعار المنتجات الصينية. وعلى هذه الأسباب رفعت الصين شعار « الابتكار « ليحل محل « الانتاج « والكيف محل الكم خلال السنوات الخمس القادمةوعلى هذه الأسباب رفعت الصين شعار « الابتكار « ليحل محل « الانتاج « والكيف محل الكم خلال السنوات الخمس القادمة وتحسين مستوى الانتاج عبر تحسين مستوى التعليم والتعليم الفني والعالي على وجه الخصوص وانشاء مراكز عديدة للبحوث والتطوير بهدف تطوير التقنية وبرامج التدريب والتطوير المستمر وكذلك اعتماد مشروع الجودة الشاملة ليطبق على كل المشاريع المنتجة والأجهزة الحكومية, كما تقر الحكومة الصينية ان السنوات القادمة سوف تشهد انخفاظا في الناتج المحلي الاجمالي بشكل تدريجي من مستوى 30 % ليصل عبر سنوات ويستقر عند مستوى حد أدنى 7 % , ليستقر عند هذا المستوى وسط توافر البنية التحتية الملائمة للانتاج التي تضمن استيعاب الأسواق الدولية من المنتجات الصينية , وتصبح هذه المنتجات ذات موثوقية عالية لدى المستهلك ومنافس حقيقي للمنتجات العالمية . ان مثل هذه القرارات تدل دلالة واضحة على مرونة وتفاعل الحكومة الصينية مع واقع الحال لاقتصاد دولتها وقدرتها على استشراف المستقبل بما يتناسب مع طبيعة وضروف المرحلة التي تمر بها الصين , وان كان غالبية الاقتصاديين في العالم كانو يتوقعون استمرار الصين بنفس الوتيرة والمنهجية استنادا الى ما تحقق , ولكن يبدو ان هذه المرة تحمل في طياتها كثير من المتغيرات لم تنكشف لنا بعد من جانب التنين الصيني, فهل سننتظر ان تنكشف ام سنعمل ونتفاعل لفك الشفرة السرية لمستقبل الاقتصاد الصيني. [email protected]