بعض النصوص الشعرية تبهرك بما تعرضه لك من حركة تجعلك كمن يتابع نصاً مسرحياً شعرياً على طريقة المسرح الإنفرادي الذي يعتمد على ممثل واحد ، وهنا يتجلى ابداع متميز قد لا يراه الجميع لأول قراءة للنص . هكذا وجدت كلمات قصيدة بدر بن عبد المحسن ( أترامى ) وهي قصيدة مغناة وقد جاءت كلماتها كقصيدة مختلفة بعض الشيء عنها عندما قدمت مؤخراً كأغنية فهي في الأخيرة أغنى وأوفر حظاً في الحركة ؛ ربما لأنها الكتابة الثانية ،فحين يعود الشاعر إلى قصيدته والكاتب إلى ما ألفه سيجد الكثير من الجمال الذي يضيفه ، والأخطاء ليصوبها . كم هو شحيح ذلك الواقع من بعد الخيال الكريم الذي متعه بما شاء من الجمال فها هو لا يطلب الكثير فالقليل من الوميض يكفيه ليعرف أين يضع خطوته التالية . بعد أن اشتعل بكلمة محرقة طارت به لنظرة وابتسامة ولا يدري أين سيكون انكساره أبين شفتين أو جفنين. أترامى لجلك أنتِ ... أترامى يا نجوم الليل ضيك في مدى شوفي تسامى وطار لك قلبي يمامة طار فوق الخد شامة شاف له برق يلوح .. في سحاب عيونك أنتِ في ليالي عيونك أنتِ في سواد عيونك أنتِ وطرت .. طرت لأجمل ابتسامة لين قلتي لي : وين جنحانك ؟ وين جنحاني ؟! وطحت .. طحت من أعلى غمامة يبدع ( البدر ) حين يمزج المرأة بالطبيعة في صوره الشعرية فلا ندري أيهما المرأة وأيهما النجمة فهو يرى ويحب كل واحدة في الأخرى ويتغنى بالمرأة الطبيعة ، وتسحره الطبيعة المرأة ؛ ولهذا كان اللفظ ( أترامى ) ذا وقع خاص لغوياً وشعرياً فقد استخدمه بمعنى الامتداد مرة وبمعنى الزيادة مرة ، وهي كذلك بالتأكيد نجمة سماء كانت ، أو حسناء من البشر ، فلكل منهما ضياؤها الذي من أجله يترامى الشاعر ، وله وباتجاهه يتسامى حباً وشوقاً وتقديراً لآيات الحسن فيه فيتماهى مع ذلك الامتزاج بين حسناء كالنجمة ، ونجمة حسناء ليتحول بدوره إلى يمامة تحلق من جمال لآخر مابين لمعة برق ولمعة سحر الدعوة في عيني الحسناء للحب فكان يحلق بعيداً ، ثم يغوص في عمق نظرتها وسحر لونها وتأخذه نشوة الحب وإحساسه المفرط بما حوله من جمال ليرتفع أكثر واكثر طائراً حراً سعيداً بكل ذلك ، ولكن .. للواقع سطوته حين ذكّر فتذكر أن لجناحيه ريشا من خيال جامح سرعان ما سقط منه . وعاد يطلب التشافي منها ومن خياله وين تاخذني الخطاوي .. وين أروح كيف أوصل للتداوي .. من الجروح ما أبي غير السلامة وللهوى الصادق علامة ومضة الشوق الفضوح كم هو شحيح ذلك الواقع من بعد الخيال الكريم الذي متعه بما شاء من الجمال فها هو لا يطلب الكثير فالقليل من الوميض يكفيه ليعرف أين يضع خطوته التالية . بعد أن اشتعل بكلمة محرقة طارت به لنظرة وابتسامة ولا يدري أين سيكون انكساره أبين شفتين أو جفنين ؟ أشعلت هالكون .. كلمة واحرقتني غصون شيح كانت أمطار وظلما واذكر أني كنت أطيح شارق بالدمع .. بالما .. وماسك في كفوفي ريح وين ظنك باتكسر تحتي جبال وسفوح وكلها لعيونك أنتِ لين قلتي لي : وين جنحانك ؟ وين جنحاني ؟! وطحت طحت من أعلى غمامة . Twitter: @amalaltoaimi