العقار بمفهومه وعلومه ينقسم إلى عدة أقسام أهمها التطوير والتسويق, ويكون التسويق في الغالب نشاطا مكملاً للتطوير إذا ما كان السوق العقاري يسير بطريقة صحيحة وهذا ما هو مطبق في معظم الدول, فماذا عنه في الخليج..؟ التسويق لدينا مهنة الجميع, فمن تقاعد افتتح مكتبا عقاريا, وكذلك الموظف الذي يجد لنفسه وقت فراغ في المساء..!! وكلاهما في الغالب غير مختص ويعمل بلا تنظيم واضح (وهنا لا أقصد التصاريح الإجرائية), فنحن أحوج ما نكون إلى تطوير آليات العمل وحفظ حقوق جميع الأطراف. كثرة مسوقي العقار أدت لزيادة الأسعار وكذلك ما يسمى بالمضاربة فتم التعامل مع الأراضي بطريقة الأسهم مما فاقم مشكلة امتلاك الأرض لدى الطبقة المتوسطة أو لنقل ما تبقى منها..!! حل مشكلة الإسكان لدى دولنا لن تكون إلا عبر قطاع خاص فاعل في مجتمعنا (يفيد ويستفيد) لكي يتحول من كونه جزءا مسببا لمشكلة الإسكان إلى مساعد حقيقي لحل هذه المشكلة التي تؤرق الجميع. وهنا يأتي دور التطوير العقاري وتشجيعه للقيام بدور مساند بتحريك عجلة التنمية والاقتصاد من جهة وحل جزء من مشاكل الإسكان من جهة أخرى, فمعظم شركات العقار أعلنت عن مشاريع تطوير عقاري في أحد معارض العقار المتخصصة سواءً في دبي أو الرياض أو الكويت أو غيرها ولكن ماذا حصل..؟ مشاريع جميلة على الورق ومتعثرة في الحقيقة بل أن جزءاً منها لم يبدأ بعد رغم مرور سنوات على إطلاقه..!! التطوير العقاري منظومة احترافية متكاملة من التخطيط والتمويل والتنفيذ والتسويق, وتحتاج تكاتف جميع القطاعات الحكومية وشبه الحكومية وكذلك القطاع الخاص الذي يمثل برأيي حجر الزاوية في هذا المجال, حيث يمتلك كل أدوات النجاح متى ما وجدت الرغبة والإرادة والتسهيلات. وأعتقد أن حل مشكلة الإسكان لدى دولنا لن تكون إلا عبر قطاع خاص فاعل في مجتمعنا (يفيد ويستفيد) لكي يتحول من كونه جزءا مسببا لمشكلة الإسكان إلى مساعد حقيقي لحل هذه المشكلة التي تؤرق الجميع. الحل برأيي يكمن بتحرير جزء من الأراضي الحكومية وطرحها بأسعار مناسبة وقطاع خاص متحرر من بيروقراطية الروتين الحكومي يتولى التطوير ومؤسسات مالية حكومية وشبه حكومية وخاصة تتولى عملية تمويل شراء المواطن للعقار على أن تتحمل الحكومات نسبة الفائدة ويسدد المواطن أصل القرض بأقساط ميسرة على مدى سنوات طويلة, عندئذ ستنتهي المضاربة بأسعار الأراضي وستحل المشكلة الأزلية بسهولة تملك منزل الأحلام. * متخصص في التخطيط العمراني والتطوير العقاري Twitter: @alrob3i