من يقرأ صحف الخليج، يخرج بانطباع أن كل قوى الشر الخفية (الشياطين) جعلت من المنطقة «قيادة مركزية»، فلا يمر يوم دون حكاية او أكثر عن خادمة «سحرت» عائلة، أو عن شخص «طيب» وقع فريسة جني عنيد.. المسألة وصلت مرتبة الفوبيا (الرهاب)، فقد صارت آلاف العائلات تعيش في رعب مقيم من القدرات الخارقة للخادمات الآسيويات، واي شخابيط يتم اكتشافها بين أشيائها لابد وان تكون سحرا نافذ المفعول.. لجأت سيدة الى مشعوذ أفاق طبقت شهرته الآفاق ليمنع زوجها من الاقتران بأخرى.. وأعطاها الشيخ الوصفة تلو الأخرى.. وتكررت زياراتها له وهو يطلب منها التحلي بطول البال، الى ان أتى يوم نظر فيه الشيخ إليها نظرة ذات مغزى وقال لها: فُرِجت .. أعددت لك وصفة ستضمن لك مائة في المائة ان زوجك لن يتزوج بغيرك.. خذي هذه الخلطة وضعيها في مشروب وقدميه للزوج، «ولو تزوج فوقك آدي شنبي وذقني أحلقها ب«الحلاوة».. وعملت الزوجة بنصيحة الرجل وشرب الزوج عصيرا فيه الخلطة الواقية من الزواج الثاني، وبالفعل لم يعد بمقدوره ان يتزوج مرة أخرى، لأنه ماتوعندنا في السودان تفشى وباء الغباء حتى صار لبعض المسؤولين الحكوميين كتيبة من الاستشاريين في فنون الحل والربط.. ثم تجد نفس المسؤول الكبير الذي يستعين بخبير في شؤون العالم السفلي ليضمن له البقاء في منصبه ويصيب الوزير ب»العمى» كي لا يرى أخطاءه.. تجده يؤم الموظفين في الصلوات! ودي تيجي إزاي؟ أنت تعتقد ان آدميا مثلك يتحكم في مجريات القضاء والقدر ثم تقف أمام من بيده القضاء والقدر دون إحساس بالذنب على الأقل؟.. اللجوء الى الدجالين هو سبيل العاجزين عديمي الثقة بالنفس ومهما حوقلوا وبسملوا فهم ضعيفو الإيمان، لأن من يؤمن تماما أن كل أموره بيد خالقه لا يجعل بينه وبين الخالق سمسارا.. ومن يسلم رقبته لدجال يصبح كمدمن القمار الذي يخسر المرة تلو الأخرى ولكنه يعزي نفسه أن ضربة الحظ الكبرى آتية فيواصل المقامرة. وهناك أناس يتفاخرون أن لديهم «شيخ» خاص بهم يضعون كامل ثقتهم فيه لفك العنوسة أو الرهن او الدين أو «تحطيم الأعداء» أو ضمان نجاح العيال، ولا تنتبه الباحثة عن زوج عن طريق الشيخ المزعوم إلى أنها ظلت موعودة بالفرج طوال 15 سنة (مثلا) ويفوت على الغارق في الديون أن أوضاعه المالية على حافة الهاوية و»الشيخ» لا يزال يطالب بالرسوم على شكل هدايا له او كاش وحلي ذهبية للشياطين الذين ينفذون أوامره.. والعيال الذين زودهم الشيخ بترياق النجاح على شكل طلاسم تحمل بصاقه ولعابه «المبارك» يزدادون جهلا وأمية عاما تلو الآخر.. ليس لأنهم أغبياء ولكن لأن ذويهم أكدوا لهم ان الشيخ سيضمن لهم النجاح في لبنان لجأت سيدة الى مشعوذ أفاق طبقت شهرته الآفاق ليمنع زوجها من الاقتران بأخرى.. وأعطاها الشيخ الوصفة تلو الأخرى.. وتكررت زياراتها له وهو يطلب منها التحلي بطول البال، الى ان أتى يوم نظر فيه الشيخ إليها نظرة ذات مغزى وقال لها: فُرِجت .. أعددت لك وصفة ستضمن لك مائة في المائة ان زوجك لن يتزوج بغيرك.. خذي هذه الخلطة و ضعيها في مشروب وقدميه للزوج، «ولو تزوج فوقك آدي شنبي وذقني أحلقها ب»الحلاوة».. وعملت الزوجة بنصيحة الرجل وشرب الزوج عصيرا فيه الخلطة الواقية من الزواج الثاني، وبالفعل لم يعد بمقدوره ان يتزوج مرة أخرى، لأنه مات.. كانت الخلطة مبيدا حشريا شديد السمية.. وأثبتت التحقيقات ان المشعوذ أعجب بتلك السيدة وقرر ان يتخلص من زوجها ليستفرد بها.