مازال مسلسل هدم البيوت وتشتيت الأسر وزرع العداوة والبغضاء يتواصل على ايدي عبدة الشيطان (السحره) بالرغم من الجهود المبذولة من الجهات الأمنية والدينية للقضاء على هذه الفئات الضارة من ضعاف النفوس التي ما كانت لتتواجد بيننا وتنتشر لولا ضعف الوازع الديني عند بعض الناس الذين استهوتهم الشياطين وحثتهم على ايذاء الآمنين حسداً من عند أنفسهم ولكثرة المداومين عليهم جعل السحرة يبتكرون طرقاً شيطانية لابتزاز أموال الناس وايهامهم بقدرتهم على تحقيق ما يريده الاخرون من تدبير مكائد ومصائب لمن يعادونهم أو يحسدونهم ومن هذه الحيل الشيطانية جاء ما يسمى بسحر التغوير وقد كثر في هذه الآونة بين العرسان وهو يصيب المرأة البكر لأجل ان ينفر زوجها منها عند دخوله بها ولخطورة هذا الموضوع الشائك وكثرة المتضررين. تناولت (الندوة) آراء المشايخ حوله بداية: تحدث الشيخ أحمد بن قاسم مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة قائلاً بأن السحر ثابت على كل حال وضرره ثابت اذا شاء الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) وقوله تعالى (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) وأشار الشيخ الغامدي إلى ما يسمى بسحر الصرف والمقصود به التفريق بين الزوجين وأضاف بان السحر معلوم حكمه فإنه كفر وان تعلمه أو تعليمه أو العمل به فهو كفر كذلك وصح عن جندب رضي الله تعالى عنه (ان حد الساحر ضربه بالسيف) كما صح عن عمر وحفصه رضي الله عنهما (قتل السحرة) الذين ثبت عملهم بالسحر في زمنهم وقد قتل جندب رضي الله تعالى عنه ساحراً بسيفه كان يأتي إلى الناس بشاب فيقطع رأسه ثم يعيده ويسحر الناس بهذا فاستل جندب سيفه وغدا عليه بضربه بالسيف فقتله وقال فليحي نفسه الآن. وأضاف الغامدي إلى ان السحر هو عمل الشياطين الذين زعموا انهم من أمر سليمان عليه السلام وروج لذلك اليهود فأنكر الله سبحانه وتعالى زعمهم وقال جل وعلا (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعملون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) فكذَّب الله عز وجل زعم القائلين انه مما كان يوحى إلى سليمان وان سليمان كان يحكم به العالم حيث بين عز وجل ان ذلك كفر وان سليمان لم يكفر وانما كفرت الشياطين وان الشياطين هي التي تعلم الناس السحر. ودعا فضيلة الشيخ أحمد قاسم إلى وجوب الابلاغ عن هؤلاء المفسدين الذين يتعاطون هذه الكبيرة العظيمة فيفسدون دين الناس ودنياهم وقال بأن على المسلم ان لا يلجأ إلى هؤلاء الكذابين لجر نفع أو دفع ضر عن نفسه فإن الله سبحانه هو النافع والضار وان الله حرم السحر والنبي صلى الله عليه وسلم لما سُحر رقته الملائكة بالقرآن فشفاه الله من كيد من سحره وقال فعلى المسلم ان يتحصن بما شرع المصطفى صلى الله عليه وسلم من الاذكار التي تحفظه في ليله ونهاره وقراءة آية الكرسي صباحاً ومساءً ودبر كل صلاة وقراءة القلاقل قبل النوم ثلاثاً مع النفث والمسح على الجسد قدر المستطاع مع التحصين بالاذكار الواردة التي هي حرز من الشيطان وشدد على أهمية الايمان المطلق للعبد بأن يكون قلبه ويقينه ان الله هو النافع والضار وأن هؤلاء السحرة لا يضرون احداً إلا إذا شاء الله سبحانه لقوله عز وجل (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) واشار قاسم إلى ان الهيئة تواصل مهامها تجاه هؤلاء السحرة المفسدين وقد تمكنت من القبض على عدد منهم واشار إلى ان احصائية هذا العام بلغت القبض على مائة ساحر وبين بان الهيئة بالمرصاد لهؤلاء الكاذبين السحره والمشعوذين. علامات ودلالات وعرف الراقي الشرعي المعروف الشيخ حسن بن عبدالله الشنبري بأن سحر التغوير هو نوع من أنواع السحر ويختص عمله للمرأة البكر وهو عبارة عن غشاوة تأتي على رحم المرأة وبدون ذهاب بكارتها لكي يتخيل الزوج عند لقائه بزوجته بأنها ثيباً وذلك نتيجة ما يحدثه الجان المتلبس بفرج المرأة من تغوير وأشار الشنبري إلى ان هذه الحيلة الشيطانية يستطيع القارئ المتمكن من اكتشافها عند رقي المريضة بالقرآن الكريم حيث تصاحب هذا العمل الشيطاني آلام على الرحم وفي اسفل الظهر ، كما أن هناك اعراضاً أخرى يستطيع أهل البيت من ملاحظتها كعدم انتظام الدورة الدموية ويكون هناك نزيف متكرر في منطقة الفرج وأضاف الشيخ حسن الشنبري انه وعند مراجعة المرأة للمستشفى يستطيع الطب اكتشاف وجود البكارة وهذا ما يفرق بالتأكيد بين المرأة التي أصيبت بهذا العمل الشيطاني وبين من غرر بها الشيطان للقيام بمنكر والعياذ بالله وبين الشنبري ان هناك حالات لفتيات قمن بمراجعته بواسطة ذويهن وتم علاجهن ولله الحمد بعد ثبوت اصابتهن بسحر التغرير وقال بأن ابرز هذه الحالات لفتاة من اسرة ورعة وهي حافظة لكتاب الله عز وجل ولكن لثقة الزوج بها فضل عدم التسرع باطلاق حكمه عليها وبعد مراجعتها اتضح له ما ظهر عليها من هذا العمل الشيطاني ولقد شفاها الله وهي الآن رزقت بثلاثة أطفال. ضعف الوازع الديني وعلق الشيخ صالح بن عبدالله الغامدي المشرف العام على قناة دعاء الفضائية بأن تفشي السحر في مجتمع هو دلالة على ضعف الوعي عند المجتمع لاعتقادهم بان النافع والضار هو غير الله والمقصود به هنا هو ذلك الساحر عابد الشيطان وأضاف الشيخ الغامدي بان من غير المجهول لدى العامة ان السحر بكل انواعه من السبع الموبقات وان الساحر لا يستتاب وحكمه الحد لا هوانة في ذلك لما فيه من الحاق الضرر والشر بالمسلمين والتطاول على الله سبحانه عز وجل والخروج من الإسلام إلى دائرة الشرك والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال: (من اتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد).وأضاف الشيخ صالح الغامدي إلى ان النساء هن أكثر عرضة للوقوع في مصائد السحرة لكونهن عاطفيات ويتأثرن بما يروجه الساحر عن سحره دونما مراعاة للجانب العقائدي حتى بات تفشيه ظاهرة بسبب الابتعاد عن مخافة الله وقال الشيخ الغامدي ولكن الإعلام لما تصدى لهذه الظاهرة ولو كان ذلك التصدي على استحياء الا انه احدث حركة توعوية كبيرة جداً عند افراد المجتمع حيث بدأت تتلاشى خصوصاً مع الجيل المتفتح الواعي المدرك عبر مخافته لله سبحانه وتعالى وحق عبوديته وانه هو الضار والنافع واليه ترجع الأمور وانما أمره اذا أراد شيئاً ان يقول له كن فيكون ونوه الشيخ صالح إلى قراءة كتابي (البتار للتصدي للسحره الاشرار) و(وقاية الانسان من الجن والشيطان) لما فيهما من تبيان عن مدى ضعف الشيطان وكيده وكذا الساحر وشدد على ان يقوى الشخص علاقته مع خالقه عز وجل باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والمواظبة على الاذكار والادعية والتحصين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) فالله اسأل للمسلمين والمسلمات الهدى والتقى وان يرد كيد عبدة الشياطين في نحورهم وان يذيقهم عذابه وخزيه في الدنيا والآخرة. سحرة ومشعوذون وحث الشيخ باسم حسن الشريف المسلمين على تقوى الله وأداء الفرائض في أوقاتها والمحافظة عليها وقراءة القرآن الكريم والتحصين والتوكل على الله وحده سبحانه جل شأنه ناصر عبده مخزي الكافرين وأضاف الشيخ باسم الشريف إلى ان الاعتصام بحبل الله هو العلاج من براثن الشر والاذى وهو الدرع الواقي بمشيئة الله تعالى من خبث الخبثاء وكيد الكائدين ومن الشياطين وعبدتهم من السحره والمشعوذين وان الله عز وجل قال وهو خير من قائل (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).وأضاف الشريف إلى ان هذه الدنيا ما هي إلا زينة وان الآخرة هي الباقية وهي مرآة عمل كل منا عن الآخر فلنتق الله ولنستعد لذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم عبر الاكثار من الاعمال الصالحة وكل ما يحبه الله عز وجل وان نتجنب ما نهانا عنه جلت قدرته فمتى ما سرنا على هذا الطريق المستقيم تيقنا بان الله هو النافع الضار وما السحرة إلا غواة ابليس يريدون اخراج عباد الله عن دينهم وطمس هويتهم الإسلامية ونشر الفحشاء بينهم والبغضاء وابتهل الشيخ باسم بان يحفظ المولى عز وجل على عباده أمنهم وأمانهم وان يجنبهم السوء وينصرهم على اعدائهم.