اعترف الجيش السوري الحر، بإصابة قائده العقيد رياض الأسعد، في محاولة اغتيال جرت الليلة قبل الماضية، خلال تواجده هناك في عدة زيارات ميدانية لكتائب الثورة السورية ما ادى لبتر ساقه اليمنى. ووصف مسؤول بالجيش الحر، عملية الاغتيال بالإجرامية، وكشف في اتصال هاتفي مع (اليوم)، أن العقيد الأسعد أستدرج إلى دير الزور، حيث وقعت الجريمة والمؤامرة. وكشف أن الحادث وقع في التاسعة من مساء الأحد، في منطقة الميادين، حيث كان يتجه لتفقد إحدى الكتائب، عن طريق عبوة ناسفة وضعت في المقعد الأمامي لسيارته، انفجرت عقب تحركه بها بدقائق، ما أدى لإصابة الأسعد، الذي نقل على الفور لمستشفى ميداني لإسعافه، ولكن خطورة الإصابة دفعت لنقله على الفور إلى إحدى المستشفيات التركية، حيث يرقد الآن في العناية المركزة بعد بتر ساقيه. وعن الجهة المسؤولة عن المحاولة، اكتفى ، بالقول :»ليس النظام المجرم» مشيراً في نفس الوقت، إلى مسؤولية بعض الأطراف التي تود إزاحة الأسعد، خاصة بعد موقفه الرافض لتشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة غسان هيتو، التي أعلنت الاثنين قبل الماضي,وأضاف بلهجة حزينة :»دود الخلّ منّه فيه» في إشارة لاحتمال تورط بعض العناصر المقربة في العملية. من جهة أخرى، حصلت (اليوم) على معلومات، من مصادر مقربة، من العقيد الأسعد، تفيد، بأنه تعرض لتهديدات في الأيام الثلاثة الماضية، خاصة بعد تصريح متلفز له زوّد به (اليوم) يعارض فيها كيفية اختيار الحكومة المؤقتة. وكشف ل(اليوم) أنه لوحظ وجود ضابط برتبة رائد يدعى (م. ن) وهو يتواجد بمنطقة الحادث وهي غير المنطقة المكلف بها قبل ثلاثة أيام، وقيل إنه سلم بعض الضباط، أحدهم برتبة نقيب، اكتفى بالرمز إليه بحرف (ف) ثلاثة ملايين ليرة سورية، ولما سئل عن لماذا؟ قال إنها مقدم مصالحة، نظير بعض المشاكل. وقال نائب قائد الجيش الحر، العقيد مالك كردي، إنه زار العقيد رياض الأسعد، في مشفاه، بعد ظهر أمس، وأكد في اتصال هاتفي مع (اليوم) في تركيا، أن الأسعد تحدث معه لدقائق، دون أن يفصح عن مضمون المحادثة، وإن أكد وضعه الصحي مستقر.. وأضاف، إن قيادات الجيش الحر، تتحرى حالياً خيوط الحادث، دون أن يؤكد أو ينفي أي معلومات عن تورط جهات داخلية في العملية. وكان الأسعد، أعرب في تصريحات ل(اليوم) قبل أيام قليلة من اغتياله، عن استيائه من تشكيل الحكومة الجديدة، التي اعتبرها حكومة «فنادق» مؤكداً حاجة بلاده إلى حكومة «خنادق». وحذر في تصريح تحتفظ (اليوم) بتسجيل صوتي له من تفشي من أسماهم «أمراء الحرب» شاكياً من عملية ممنهجة لتهريب السلاح لصالح قوى بعينها، متسائلاً عن كيفية إخفائها ولمصلحة من؟. وأعرب عن صدمته من دخول «دول» لم يسمها على الملف السوري، بهدف «تقويض صفوف المعارضة» وخاصة الجيش الحرّ، كما قال، عن طريق شخصيات محددة، مدنية أو عسكرية، واصفاً المشهد في بلاده بأنه معقّد وغير واضح بشكل كامل، وتساءل عمن وراء اختيارها بهذا الشكل؟.