أعلن ضباط كبار منشقون عن الجيش السوري أمس السبت (24 مارس/ آذار 2012) إنشاء مجلس عسكري تنضوي في إطاره المعارضة السورية المسلحة، كما دعا المجلس الوطني السوري إلى اجتماع مطلع الأسبوع المقبل في إسطنبول لتوحيد كلمة المعارضة السياسية، في حين تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة من سورية موقعة 41 قتيلاً على الأقل. فقد أعلن من مدينة أنطاكيا التركية السبت عن إنشاء مجلس عسكري الهدف منه توحيد القوى المسلحة للمعارضة السورية، ويضم العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد، حسب ما صرح الأخير. وعين العميد مصطفى الشيخ رئيساً لهذا المجلس الذي سيتولى «رسم الاستراتيجيات العامة للجيش ووضع السياسة الإعلامية وموازنة الجيش الحر ومساعدة قيادة الجيش على تنفيذ الخطط»، بحسب الأسعد. وأوضح النقيب خالد علي من مكتب العميد الشيخ ل «فرانس برس» أن العقيد الأسعد «سيشرف على القيادة العملانية (للجيش الحر). وسيكون مسئولاً عن كل الكتائب، وكل المجالس العسكرية في المدن يجب أن تكون تحت قيادته. بينما العميد الشيخ والضباط الآخرون (في المجلس) فيقررون استراتيجية الجيش الحر ومسائل التسليح والتمويل». وتابع «هم لا يعطون الأوامر، بل يضعون الاستراتيجيات». وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للجيش السوري الحر في باريس «المجلس يضم عشرة ضباط برتبة عميد وستة برتبة عقيد، (...) ويعمل تحت قيادة العقيد رياض الأسعد»، مشيراً إلى أن العميد الشيخ والعقيد الأسعد أعلنا انشاء المجلس معاً. وشدد البيان على «توحيد المجالس والكتائب تحت قيادة الجيش السوري الحر. كما حذر كل الأحزاب السياسية والدينية والتنظيمات من العمل المسلح خارج تنظيم الجيش السوري الحر». وقال الأسعد في اتصال هاتفي من تركيا «إنها خطوة لتأكيد وحدة الصف ووحدة القوى المسلحة (المعارضة) على الأراضي السورية، وكل تنظيم خارج هذا الإطار لسنا مسئولين عنه». وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي تبذلها المعارضة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري لتوحيد صفوفها وتقوية موقعها التفاوضي مع المجتمع الدولي من أجل الحصول على دعم أكثر فاعلية في معركتها الهادفة إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. من جهته أعلن المجلس الوطني السوري السبت انعقاد مؤتمر للمعارضة السورية مطلع الأسبوع المقبل في إسطنبول يسبق مؤتمر أصدقاء سورية ويهدف إلى التوافق على وثيقة تؤكد «وحدة الأهداف في الخلاص من النظام» و»إقامة الدولة الديمقراطية التعددية». من جانب آخر، توجه موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية، كوفي عنان السبت إلى موسكو ليبحث مع روسيا في سبل إنهاء الأزمة السورية. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن عنان سيلتقي اليوم (الأحد) الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية، سيرغي لافروف. وسيزور الموفد الدولي الصين الثلثاء والأربعاء، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية. ميدانياً قتل 41 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية السبت بينهم 24 مدنياً و15 جندياً وعنصران منشقان، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد إن «عنصرين من المجموعات المسلحة المنشقة قتلا إثر اشتباكات في مدينة سراقب بمحافظة إدلب». كما أوضح المرصد أن «15 عنصراً من القوات النظامية السورية سقطوا السبت بينهم تسعة سقطوا إثر اشتباكات في مدينة سراقب وثلاثة سقطوا إثر هجوم على قوات حرس الحدود في محافظة الحسكة، وجندي قتل قرب حاجز في بلدة بصرى الشام بمحافظة درعا، واثنان إثر استهداف مفرزة الأمن العسكرية بمدينة اعزاز بمحافظة حلب». أما المدنيون القتلى ال 24 فتوزعوا على مناطق عدة من سورية. واقتحمت القوات السورية بالدبابات السبت مدينة سراقب المحاصرة منذ أشهر في محافظة إدلب، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات منشقة. وأشار بيان للمرصد السوري إلى أن القوات النظامية «تستخدم الرشاشات الثقيلة وقذائف (صاروخية) لتدمير منازل مواطنين متوارين عن الأنظار في المدينة» وذكر أن المدينة «تشهد حالة نزوح كبيرة». 5