تبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين جولة داخلية في أنحاء ألمانيا للبحث عن حلول للتغير الديموغرافي وسبل مواجهة شيخوخة المجتمع. وتستهل ميركل جولتها في ولايتي بافاريا وراينلاند-بفالس بتفقد ما يسمى ب"البيوت متعددة الأجيال" التي تجمع بين الشباب والمسنين. و"البيوت متعددة الأجيال" عبارة عن ملتقى يجمع بين الشباب وكبار السن لممارسة أنشطة مشتركة ، حيث يقوم الشباب بمساعدة كبار السن والعكس ، وذلك بهدف تبادل الخبرات وتعزيز الاندماج بين أفراد المجتمع والتضامن بين المواطنين. وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت إنه يتعين على الشباب وكبار السن تحمل مزيد من المسؤولية تجاه بعضهما في المستقبل. تتفقد ميركل في مدينة باد كرويتسناخ بولاية راينلاند-بفالتس اثنين من التجمعات السكنية المشتركة في منطقة كانت مخصصة في السابق لإقامة جنود أمريكيين وأسرهم. ويتكون التجمعين من 21 منزلا مقامة على مساحات تتراوح بين 48 و150 مترا مربعا بتكلفة نحو أربعة ملايين يورو ، ويعيش فيها 32 شخصا. وفي ولاية بافاريا تدعم الحكومة الألمانية ، بحسب بيانات وزيرة الشؤون الاجتماعية المحلية كريستين هادرتهاور ، 82 بيتا متعدد الأجيال بقيمة 30 ألف يورو لكل منزل سنويا. ويستفيد بعروض تلك المنازل يوميا نحو 7 آلاف شخص. ويتوقع الخبراء أن يرتفع عدد المتقاعدين في ألمانيا بصورة قوية تتجاوز عدد الأطفال خلال الأعوام المقبلة. ويحذر الخبراء من أن الاقتصاد الألماني سيضطر إلى الاعتماد بشكل أكبر على الأيدي العاملة الأجنبية والنساء لضمان استمرارية القدرة التنافسية لألمانيا في ظل شيخوخة المجتمع. ويتوقع الخبراء أن يتراجع عدد السكان في ألمانيا بمقدار الخمس (أي حوالي 17 مليون نسمة) بحلول عام 2060. وتشير التوقعات إلى أن الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر سيشكلون حوالي ثلث تعداد السكان في ذلك الحين.