ما أعلن عنه الثلاثاء من كشف أخطر شبكة تجسس وخلايا نائمة في الدمام والرياض والمدينة المنورةومكةالمكرمة تورط فيها للأسف بعض السعوديين مع إيراني ولبناني يعيدنا مرّة أخرى لقائمة الاستهداف الدنيء الذي يبدو أنه لا يتعلم أبداً من حكمة التاريخ الأزلية وهي أن الباطل لا يدوم أبداً مهما حاول التستر أو الاختباء أو المكر. كشف المخطط الإجرامي، الذي تورط فيها 18 مجرماً وفي هذا التوقيت بالذات وبهذه الضربة الأمنية الاستباقية يشير إلى أن جهازنا الأمني الوطني الذي يقوده مهندس المواجهة مع الإرهاب، محمد بن نايف بن عبدالعزيز بوعي وإدراك هو الحصن الحصين لهذا الوطن مهما حاول المرجفون في الأرض كي ينالوا من أمننا وأماننا وأن هذه العيون الساهرة، ستظل على رباطها الشريف لفرض الأمان والاستقرار مهما بلغت التحديات ومهما تكلفت من تضحيات.. مع الأخذ في الاعتبار قيمة التلاحم الشعبي والوطني الذي يتجلى في أكثر اللحظات حرجاً مع عناصر الأمن هو فاتحة النجاح في كل المواجهات مع فرق الضلال والتخريب كما يشهد بذلك تاريخنا خاصة في العقدين الأخيرين تحديداً. وإذا نظرنا إلى أن التوقيت المكاني والزماني يفضح أولئك المتورطين الساعين للتخريب، إما بعمالتهم لآخرين أو بإساءاتهم وإجرامهم في حق أقدس البقاع عند كل مؤمن ومسلم.. فإننا نتساءل في ذات الوقت عن سبب استهداف المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والذي لن يخرج أبداً عن نتيجة مفادها أن النفوس الضعيفة لا تتورع عن استهداف أي قيمة مقدسة أو واجهة إنسانية، أو اعتبار أخلاقي. كل هذا، يؤكد أن الاستهداف الخارجي الدنيء لا يعرف أي قيمة أخلاقية أو دينية أو إنسانية، يفضح ذلك، كل الممارسات الإجرامية التي شهدناها خلال الأعوام السابقة والتي تبدى وجهها القبيح في جرائم التضليل والقتل والفتاوى الضالة إضافة لخلية التجسس الأخير والتي ترتبط دون أدنى شك، بخلايا إجرامية أخرى تنتشر في المنطقة لزعزعة استقرار الخليج ككل وهو ما اتضح جلياً في دول مجاورة. ومع كل ذلك، نؤكد ثقتنا في أن الإرهاب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، زائل لا محالة ونجدد ثقتنا واعتزازنا بكل أجهزتنا الأمنية وعلى رأسها محمد بن نايف ورجاله، يشاركهم وعي المواطن أيا كان موقعه من أجل تأكيد وحدة وسيادة واستقرار هذه الأمة رغم أنف المجرمين والحاقدين والمرجفين في الأرض.