تتمايل في مشيتها، تتفنن في زينتها، تبرز مفاتنها، تعري جسدها، تتبختر في زيها، تزيف حديثها، تصطنع ابتسامتها، تزعم ثقتها في نفسها».. تلك الطريقة التي تلجأ إليها الكثير من الفتيات في دول شتى للفوز بما يسمى «ملكة جمال العالم» لن تجدي نفعا في تلك المسابقة، لأن القائمين على تلك المسابقة لا يعنيهم جمال الشكل بقدر ما يهمهم جمال الروح، ولا يهمهم تزويق الكلام بقدر ما يهتمون بصدق الحديث، «لا يهتمون بإبراز المفاتن بقدر ما يركزون على سمو الأخلاق، لا ينظرون إلى طريقة المشية بقدر ما يدققون في سلوك المتسابقة، لأن من يشتركن في تلك المسابقة يتنافسن على نيل لقب «ملكة جمال الأخلاق».. فهم يركزون على سمو الخلق وزرع الفضيلة ، ونشر قيم البر بالوالدين بما يؤصل الأخلاق النبيلة في نفوس المتسابقات لأن رسالتهم « بلورة ثقافة اجتماعية تقوم على احترام و تطبيق القيم الأخلاقية للمجتمع بخصوصيته الدينية و الثقافية و الوطنية لخلق جيل راقي الفكر سامي الأخلاق»، ورؤيتهم «الوصول لمجتمع يعتمد الجانب الأخلاقي محورا للتنافس»، وأبرز أهدافهم « خلق نموذج للمرأة السعودية القادرة على المساهمة في تنمية وطنها». المسابقة التي فتحت أبوابها خلال الشهر الجاري في مدينة صفوى بمحافظة القطيف للعام الرابع على التوالي، رفع القائمون على أمرها الطاقة الاستيعابية لها هذا العام لتشمل 500 متسابقة، بعد أن كانت مقتصرة على 375 فتاة فقط العام الماضي، ويستهدفون أن تمتد لتشمل طالبات المدارس ليتسع نطاقها وتنتشر أهدافها وتتحقق رسالتها. هذه المسابقة تأتي في وقت هام، ولا سيما بعد أن اختلطت في أذهان الشباب الكثير من المفاهيم والقيم، فاختصرنا الجمال في ملامح الوجه وقوام الجسد، وتضاءل جمال الروح لصالح جمال الجسد،جميل أن ننشر مثل تلك الأفكار وندعمها – كل على قدر استطاعته- ولنا في أولي الأمر قدوة حسنة، فقد رعت إمارة المنطقة الشرقية حفل تدشين الدورة الرابعة لمسابقة سيدة الأخلاق، وأوفد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الشيخ غازي الشمري رئيس لجنة التكافل الأسري التابعة لإمارة المنطقة الشرقية ممثلا له لحضور الحفل، في رسالة ذات مغزى لدعم أولي الأمر ورعايتهم وتشجيعهم لكل أصحاب المبادرات الهادفة والأفكار البناءة، وهو نهج تعودناه منهم في كافة المواقف. هذه المسابقة تأتي في وقت هام، ولا سيما بعد أن اختلطت في أذهان الشباب الكثير من المفاهيم والقيم، فاختصرنا الجمال في ملامح الوجه وقوام الجسد، وتضاءل جمال الروح لصالح جمال الجسد، ونسينا قوله صلى الله عليه وسلم : « إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، و لكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم «. وختاما ، أحيي القائمين على هذه المسابقة ، وخصوصا رئيسة اللجنة المنظمة للمسابقة وصاحبة فكرتها خضراء آل مبارك، وكم آمل أن تتحقق أمنيتها في أن يتم تعميم المسابقة لتشمل كل الفتيات في كافة مناطق المملكة، وأن يتحقق حلمها بأن تتبلور الفكرة تحت مسمى «سفيرة الأخلاق» تتنافس عليه فتيات العالم. [email protected]