طالب مستثمرون في قطاع التموين وزارة التجارة والصناعة بإجراءات أكثر صرامة في مواجهة عمليات الغش في سلعة الأرز التي تجري على نطاق واسع ، مشيرين إلى أن عدم معاقبة الفاعلين بعقوبات رادعة أدت إلى استفحال هذه الظاهرة وانتشارها. نوعيات رديئة من الأرز تم استيرادها لإعادة تعبئتها في عبوات مشهورة ( اليوم) وقال المستثمر عبد العزيز المحروس إن المشكلة بدأت عندما قام ضعاف نفوس من المستوردين للأرز بشراء كميات كبيرة من الأرز منخفض الجودة من الدرجة الثالثة والرابعة والذي يباع في بلد المنشأ بأسعار تتراوح بين 500 و650 دولارا للطن وقاموا بشحنها إلى البلاد وفي مخازن بعيدة عن الأنظار قاموا باستبدال الأكياس التي تحويها كميات الأرز الرديء بأكياس أخرى لشركات معروفة وكنا نحن من بين المتضررين حيث وصلتنا شكاوى من مواطنين يستهلكون بعض أصناف الأرز التي نستوردها ونملك علامات مسجلة فيها من أنها لم تعد كالسابق سواء من ناحية الطعم أو الرائحة أو حتى النظافة ، وكان ذلك محل استغرابنا ، وبعد المعاينة اكتشفنا أن الأرز الموجود في الأكياس إما أنه مخلوط بأنواع رديئة من الأرز أو أنه مستبدل بالكامل بأرز رديء و أننا وقعنا في شرك الغش التجاري الذي ساهم بلا شك في تشويه منتجاتنا . وأكد المحروس على ضرورة أن تتجاوز العقوبات مرحلة مصادرة الكميات والغرامات البسيطة إلى عقوبات أشد نظرا لخطورة الجرم الذي يتم من خلاله الإثراء على حساب صحة المواطنين والتجار ومصالحهم حيث يتكبد الموردون الملتزمون بالأنظمة وأصحاب العلامات التجارية التي يتم الاعتداء عليها خسائر باهظة. من جانبه شدد رجل الأعمال والمستثمر أسامة المهيدب إلى أن ما يقوم به ضعاف النفوس من تعبئة الأرز الفاسد و رديء الجودة في أكياس شركات تلتزم أقصى درجات الجودة في نوعيات الأرز التي توردها إلى المملكة هو أمر خطير ينبغي الوقوف أمامه بكل صلابة وقوة حتى لا يستفحل الأمر وتنعدم ثقة الناس فيما يباع من أرز في الأسواق مشيرا إلى أن عمليات الغش في الأرز تكلف الموردين خسائر باهظة. وطلب المهيدب من وزارة التجارة والصناعة القيام باستمرار بمداهمة بعض المخازن والأوكار التي تتم فيها عمليات الغش والتدليس سواء بتعبئة الأرز منعدم الجودة في أكياس الشركات المعروفة أو خلط الرز الجيد بأنواع منعدمة الجودة للحد من الغش الذي يتم للأسف على نطاق واسع نظرا للمكاسب الكبيرة التي يحصل عليها المرتكبين لهذه المخالفات. أما رئيس لجنة الغش التجاري عبد الله بلشرف فأشار إلى عدم وجود إحصائية دقيقة عن عمليات الغش في الأرز ولكن الدلائل تشير إلى انتشار هذه الظاهرة بعد اكتشاف بعض المواقع التي يتم فيها خلط الأرز الجيد بأنواع أخرى تقل من ناحية الجودة بكثير ، مضيفا أن بعض التجار يقومون باستيراد أنواع من الأرز منخفضة الجودة بأسعار لا تزيد عن 600 دولار للطن و يقومون ببيعها في المملكة بأسعار الأرز عالي الجودة الذي يصل سعر الطن منه 1500 دولار أو أكثر كأرز البسمتي طويل الحبة ، حيث يتم وضع كميات الرز التي استوردوها من الأرز الرديء في أكياس لشركات عرفت باستيراد الأرز الجيد ، و هي مخالفات تصل إلى حد الجرائم لما فيها من أضرار على حقوق الكثير من التجار والمواطنين .