أحب أن أوجه شكري من خلال هذا المقال وكامتداد لحملة شكراً التي بدأناها وشكرنا من خلالها أكثر من جهة، لشبابنا الكريم، فشبابنا عندما تنظر لحالهم ولا تحجب رؤيتك النماذج الشاذة تجد أنهم أنموذج خلقي يحتذى به على مستوى العالم. فإن أتيت إلى احترام الكبير وبر الآباء في عالم العقوق اليوم، وجدت شبابنا يملأون مجالس والديهم وأقاربهم، ويتعاملون مع كبارهم باحترام ورقي، حتى أصبح تبرع الابن لأبيه بعضو من أعضائه عند حاجته أمراً عادياً، ناهيك عن الممارسات الطبيعية التي نراها في كل مكان نتوجه إليه. وإن أتيت إلى الجانب التطوعي والحرص على نفع الناس وجدت شبابنا يتسابقون على الالتحاق بالمؤسسات الخيرية مع همة وسعي لتطوير الذات والبحث عن التميز، بل إنك ترى وتسمع ما بين فترة وأخرى مبادرات شبابية تطوعية من شباب لم يلتحقوا بالمؤسسات الخيرية ولكنهم لم يريدوا أن يحرموا أنفسهم الخير والأجر. الأمنية أن تكون هذه الميزات حاضرة في تعاملنا مع الشباب، وليتها تقدم للعالم أجمع كنماذج يحتذى بها، فعالم الماديات و(ماذا أكسب من هذا؟) بحاجة إلى كل ما يعيده لجادة الصواب. وإن حصلت كارثة أو تعرض شخص لأذى رأيتهم يتركون سياراتهم ويتسابقون للمساعدة والإنقاذ، بل إن بعضهم قد يعرض حياته للخطر من أجل إنقاذ عائلة أو أطفال. وإن دخلت بيت الله وجدتهم أمامك في حرص واضح على توثيق العلاقة بالله من خلال المحافظة على الركن الثاني من أركان الدين بل ترى هذا الحرص والتسابق إلى عمود الإسلام حتى خارج البلاد فكل يجهز مصلاه سواء في سكنه أو جامعته. بل حتى من نرى منه ابتعاداً ظاهرياً لو حصل التوجيه الصحيح سترى الحياء والتراجع والمبادرة للاستجابة. هذه المبادرات نماذج من المكارم الموجودة لدى شبابنا والتي يستحق كل منها الشكر والتقدير، والأمنية أن تكون هذه الميزات حاضرة في تعاملنا مع الشباب، وليتها تقدم للعالم أجمع كنماذج يحتذى بها، فعالم الماديات و(ماذا أكسب من هذا؟) بحاجة إلى كل ما يعيده لجادة الصواب. كنت أسير في أحد المنتزهات، وكان أحد الشباب يضايق الآخرين بصوت مسجل سيارته وببعض الحركات الاستعراضية، فمررت به صامتاً وأنا أكبت تأنيب الضمير بأن هذا سفيه ولا تدري ماذا سيفعل؟، ولكني ما إن تجاوزته حتى قررت أن أعود وأقول كلمة إن لم تنفع فلن تضر، وما إن رآني مقبلاً عليه حتى بادر لإغلاق المسجل ثم ركب سيارته وشكرني، استدرت لأعود فناداني: يا مطوع! عشرين واحد مر بي قبلك ولا قال شيء؟! كدت أن أقول: لقد كنت أنا رقم عشرين!! shlash2020@twitter