من أسباب نجاح أي مشروع وجود التنظيم والمتابعة، ولا تقتصر المسألة فقط بالصح أو الغلط، فالإنسان لديه عقلية ويعرف كيف يداري ويوظف عقليته، فالعقل موجود ولكن كيف يوظف هذه العقلية نحو الصواب، فالتفكير بالعقل الباطني متلازم مع الأشخاص على مدار اليوم، وعملية النجاح تأتي وفق ما خطط له. السماح لدخول الشباب للمراكز قرار وجد لوضع الشباب أمام المسئولية، يعرف ماهي المسئولية، قرار أتى بعد تساؤلات عده لماذا لا يسمح للشباب بالدخول للمراكز؟ ولماذا لا يدخل الشاب إلا بوجود أفراد اسرته معه؟ هذا المنع سابقاً لا نعرف رؤية نجاحه ولا يوجد أي بُعد بسبب تطبيقه سابقاً.. وقرار غريب بأن الشاب لا يدخل المركز، وهل دول العالم أجمع على خطأ ونحن على صواب؟ شكراً جزيلاً صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على أمره بالسماح للشباب بالدخول للمراكز، نشكر سموه الكريم بالسماح، قرار ليس لإعطاء الشباب نوعا من التنفس ولكن نأتي من ناحية فك اختناق الحرية وفك التقيد الذي يعانيه شبابنا، نعرف ان هناك تدافعا سوف يحصل للمراكز التجارية (الأسواق) من الشباب ولكنها مسألة وقت وينتهي الاندفاع، تصبح المسألة عادية جداً، هل معك عائلة سؤال تشبعنا منه كثيراً بسنين ماضية وليست بالقصيرة، هناك فرق بين أن تمنع الشباب من دخول مركز وأن تمنعه من دخول (متنزه) فالمتنزهات فعلاً خاصة بالعوائل، لوجود (أماكن للعائلة، وليست خاصة للأفراد، وجود شاليهات للعوائل وليست خاصة للشباب) ولكن المراكز التجارية تحتضن بعض المحلات الرجالية، تتواجد بها مواقع للقهوة، نرى انها فعلا حرية للفرد وتنعكس ايجاباً على سلوكه من حيث تحمله المسئولية لمحاسبة نفسه بعدم خلق فتنه أو حركه خاطئة، بل تزرع الثقة بنفسه بأنه صاحب محل ثقة ويعرف تصرفه تماماً فأصبح محل اختبار حقيقي، والأسواق نعتقد كثيراً أنها سوف تحتضن شبابنا من (التسكع في الشوارع) من غير فائدة، وأيضا الحركة المرورية سوف يتقلص جزء بسيط منها، هناك من يعترض ويرى برؤية العين الواحدة (التي تشبعنا كثيراً من الإطلالة بنافذتها) يرون أن هناك مشاكل سوف تحدث وسوف تتعرض العوائل للمضايقات، رؤيات موروثة ونراها تتجدد وزرعها بالجيل الحالي، ولكن لنوجه هذا التساؤل لهؤلاء ونقول لهم لماذا لا نرى شبابنا وهم يتجولون في الأسواق في الدول العربية والغربية، لماذا لم نجد منهم أشياء مخلة للآداب أو تصرفات غير مقبولة؟ لأن هناك أنظمة صارمة وأيضاً وجود أمن قوي داخل تلك المراكز، لذلك نرى شبابنا منضبطين ومحترمين أنفسهم، ونحن نحسبهم كذلك بأنهم محترمون تلقائياً. رأينا كثيراً شبابنا في الخارج في (المولات) في دبي وبيروت والقاهرة وغيرها من المراكز يتجولون بأريحية بانضباط، تجوالهم ليس له هدف من ناحية الشراء ولكن (تغيير الأجواء، رؤية المركز، الجلوس بمحلات القهوة) الأمن سوف يعزز قوة احترام الشباب للمكان، فوجود عناصر الأمن بمراقبة أي تصرف غير مقبول من أي شاب ومحاسبته ومعاقبته سوف يحد من أي تصرف آخر، القانون سوف يتواجد ويفعل، تفعيل الأمن والانضباط هو ما سوف يحد من أي تصرف غير لائق للشباب، أمير الرياض حفظه الله سمح لشبابنا وزرع الثقة بهم وهم مسئولون ويدركون أنهم أصحاب مسئولية، مشكلتنا في المجتمع وما يراه وليست المشكلة نفسها، تصرف فردي من أي شاب نجمع بأن يجب على شبابنا أن نقيد حرياتهم! وجدنا في الملاعب الرياضية التي أنشأتها بلدية الرياض داخل الأحياء السكنية روعة بجذب شبابنا بممارسة الرياضة ولعب كرة القدم، قتل وقت فراغهم بالشيء المفيد، تسليتهم بأشياء أفضل من وجودهم داخل وكور لا نعلم ماذا يمارسون بها، لنزرع الثقة في شبابنا فلديهم الحس الأمني الداخلي بأنفسهم ويحتاجون لقليل من الثقة، ومن حق أي رجل أمن أو رجل مسئول داخل المركز أن يمنع الشاب بالتجول داخل المركز إذا لاحظ عليه ما يخل بالخُلق العام والذوق العام، مثل لباس غير لائق جداً للشاب أو تجمع شباب داخل السوق وعمل فوضى. لا أحد يرضى بالفوضى ولا أحد يرضى بالخروج عن الذوق العام.. المسألة فقط انضباطية وأمن ونظام وسوف ترون شبابنا يحترم نفسه قبل أن يحترم الآخرين..!! * إعلامي