أعلنت مؤخراً مجموعة من الأطباء الأميركيين المتخصصين عن توصلهم إلى إنجاز طبي فريد من نوعه، بعدما رصدوا على ما يبدو أول حالة شفاء لطفلة تعاني من فيروس نقص المناعة المكتسب منذ ولادتها، وهو الإنجاز العلمي الذي قد يفتح الباب أمام أنماط أخرى من العلاج لمرض الإيدز. ومن شأن هذه الحالة أن تساهم في منح الأمل لنحو 34 مليون حالة حول العالم تعاني من هذا المرض، وتحديداً الأعداد غير المحدودة للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز منذ ولادتهم خصوصاً في الدول النامية، حسب ما جاء على موقع جريدة "يو إس إيه توداي". ورغم الشفاء "الظاهري" للطفلة التي تبلغ حالياً من العمر عامين ونصف العام، إلا أن الفريق العلمي، الذي أشرف عن كثب على حالة الطفلة أعرب عن مخاوفه من عودة المرض مجدداً إليها. ويعود تفرد هذه الحالة إلى أن أم الطفلة لم تخضع لأي فحوص أو إشراف طبي قبل الولادة، ومن بينها تلقي علاج مضاد للإيدز. وتم اكتشاف إصابتها بالمرض عند إجراء عملية الولادة، ما دفع الأطباء لتوقع إصابة الطفلة وهو ما حدث بالفعل. ويندر في الوقت الحالي إصابة الأطفال بمرض الإيدز، إذ يقوم الأطباء بمنح الأمهات عقاقير خاصة، ويحرصون أيضاً على منح الرضع علاجاً وقائياً في أول 6 أسابيع بعد الولادة. وقد ساهمت هذه العقاقير المضادة في تقليص نسبة انتقال المرض من الأم إلى الطفل لتصل إلى 2% فقط من الحالات، بعد أن كانت تتراوح بين 25% و 30% قبل ظهور هذه العقاقير. والغريب في هذه الحالة أن الأم والطفلة اختفوا لمدة 5 أشهر تقريبا، عندما كانت الطفلة تبلغ من العمر 18 شهراً، ما دفعهم للتوقع، بعدما عادت مجدداً للعلاج، أن يكون مستوى الفيروس مرتفعا في الدم، ولكن المفاجأة أن الدم كان خالياً تقريباً من فيروس نقص المناعة المكتسب.