أ ف ب - في مستشفى سويتو الرئيسي في جنوب أفريقيا، تضم ناندي ابنتها الصغيرة بين ذراعيها... فالفتاة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (آيدز)، لكنها تخطت مرحلة الخطر بفضل برنامج حكومي ساهم في خفض نسبة انتقال فيروس الايدز من الأم إلى طفلها بشكل ملحوظ. ساهم «برنامج تفادي انتقال الايدز من الأم إلى طفلها» الذي أطلق عام 2002 في إنقاذ 70 ألف طفل سنوياً، محققاً نجاحاً نادراً في بلد يعيش نحو ستة ملايين من سكانه مع فيروس الآيدز. وتشرح طبيبة الأطفال أفي فيولاري في مستشفى «كريس هاني باراغوانات» في سويتو، أن كل امرأة حامل تخضع تلقائياً لفحص لكشف فيروس الايدز. وتضيف: «إذا تبين أنها مصابة بالمرض، نساعدها كثيراً ونقدم إليها علاجاً خلال فترة الحمل». ووفقاً لتطور الفيروس في الجسم، تتلقى الأم مضادات فيروسات قهقرية خلال فترة الحمل وبعد الولادة، وأحياناً جرعة إضافية أثناء الولادة. وتساهم العقاقير في خفض الحمل الفيروسي في جسم الأم، وبالتالي الحد من خطر إصابة الطفل بالفيروس من خلال تعرضه لسوائل من الجسم خلال الولادة أو الرضاعة. ويتلقى المولود الجديد بدوره بضع قطرات من مضادات الفيروسات القهقرية بعد الولادة، كوقاية إضافية من فيروس الايدز. ومع أن جنوب إفريقيا باتت تقدم اليوم مضادات فيروسات قهقرية إلى 1.3 مليون نسمة، إلا أنها كانت ترفض في الماضي توفير العقاقير للحوامل ايجابيات المصل إلى أن أجبر القضاء الحكومة على تقديمها مجانا سنة 2002. وأحدثت هذه الخطوة فرقاً هائلاً في بلد يعيش 39 في المئة من سكانه تحت خط الفقر المحدد ب 40 يورو للفرد شهرياً. وأظهرت أرقام نشرت السنة الماضية أن ثلث المولودين الجدد في جنوب افريقيا في مطلع العام 2000 التقطوا فيروس الايدز من أمهاتهم. لكن معدل الإصابة انخفض مذاك إلى ما دون 4 في المئة.