اختتمت أولى حملات التوعية بمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز بمنطقة مكةالمكرمة والتي انطلقت من العاصمة المقدسة بالتعاون مع النادي الطبي بجامعة أم القرى بمشاركة طلابّه وطالباته وبإشراف استشاري الأمراض المعدية ومدير فرع الغربية بالجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري وذلك مساء أمس الأول، تحت شعار (أطفال بلا إيدز عام 1435ه ) وذلك لوجود حالات مصابة بالمرض مسجلة وآخرى غير مسجلة بالمملكة العربية السعودية. ومن جانبه بين الدكتور هتان بدر أن الهدف الرئيس للحملة حث المرأة الحَامل على الفحص من خلال التحليل لفيروس الايدز في مرحلة الحمل المبكرة وذلك للسيطرة والقدرة على التعامل مع الفيروس ان وجد لحماية الجنين من التعرض والإصابة بهذا المرض حيث تُقدّر نسبة انتقال الفيروس من المرأة الحامل المصابة الى جنينها بنسبة تقديرية تصل الى 50% وسرعة اكتشاف الإصابة والبدء في علاجها تقلل احتمالية الإصابة للجنين بنسبة 1% بالإضافة الى المحاولة الدءوبة لتغيير المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى فئات المجتمع اتجّاه مرضى الإيدز وتغيير النظرة السلبية نحو عمل متعاون يقدّم كل الاهتمام لهؤلاء المرضى لنساعدهم على تخطّي محنة ابتلوا بها على نحو خاطئ من عملهم او بصورة غير مباشرة كانتقاله لهم خلال ولادتهم او عن طريق الدم الملوث بأي شكل، مشيرا لإلى أن مرض الإيدز أعتبر في الماضي مرضاً قاتلاً لعدم معرفة أسبابه أو التوصل إلى علاج للسيطرة عليه لكن مع التطور المذهل في العلاج أصبح مرض الإيدز مرضاً مزمناً مثل الأمراض الأخرى كالسكري والقلب وضغط الدم العالي، وأشارت دراسة نشرت بمنظمة الصحة العالمية لعام 2010 م إلى أن الإيدز أصبح في المرتبة الثامنة بين الأمراض المنتشرة المسببة للوفاة وذلك يرجع إلى العلاجات الموجودة حالياً كما أثبتت الدراسات أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى وتناول العلاج يجعل المصاب يعيش حياة طبيعية. وأضاف بدرهناك ثلاثة أنواع من الاختبارات المعملية تجرى لتحديد مدى الإصابة ومستقبل المريض وهي ترصد التغيرات التي يتسبب الفيروس في حدوثها وهي اختبار الأجسام المضادة، اختبارات لقياس تعداد الفيروس في الجسم ، وتجرى عادة لمن تأكدوا من إصابتهم بالفيروس، اختبارات جهاز المناعة وتقيس مدى التدمير الذي حدث لجهاز المناعة ومنها اختبار عدد خلايا المناعة المستهدفة من الفيروس. ونوهت الدكتور سهام طلال بطرق الإصابة بالإيدز حيث قالت تتعدد طرق الإصابة بمرض الإيدز وتأتي في مقدمتها، الاتصال الجنسي، التعرض للدم الملوث عن طريق نقل الدم من المصاب للشخص سليم أوالتعرض للدم بصورة مباشرة مثل تعرض مقدمي الخدمة الصحية لدم المصاب عن طريق الوخز بالإبر أو عن طريق إبر تعاطي المخدرات، مشيرة إلى أن للسيطرة على نقل مرض الإيدز للآخرين عن طريق الدم أصبحت هناك إجراءات مشددة لعملية نقل الدم مما أدى إلى تدني حالات الإصابة بمرض الإيدز عن طريق الدم إلى حالة 1 لكل 2 مليون حالة نقل دم، انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين.وحول المعتقدات خاطئة عن طرق العدوى أكد الدكتور هيثم مليباري أن المرض لا ينتقل إلى الآخرين عن طريق المصافحة أو العناق أو القبلة أو استعمال أغراض المريض وذلك مثبت بالتجارب العلمية.وفي سياق متصل كشفت الدكتورة دعاء طاشكندي أن تطورا مذهلا حدث في علاج مرض الإيدز في العقد الأخير ويرجع الفضل في ذلك إلى اكتشاف مجموعة جديدة من الأدوية تقوم بالعمل على مناطق جديدة في فيروس الايدز نفسه وتعمل هذه العقاقير على منافسة الفيروس في ميكانيكية عمله داخل الخلية المناعية الإنسانية وبالتالي تشل حركة الفيروس وتمنع تكاثره مما يعطي لمناعة الإنسان الفرصة لاستعادة نشاطها وعودتها إلى وضعها شبه الطبيعي في مكافحة الأمراض الانتهازية والأورام النادرة.تابعت الدكتورة دانية قطب أن هذه الأدوية المتطورة تثبط عمل الفيروس وتوقف عملية تكاثره لكن لا تتخلص منه نهائياً، ,ألمحت إلى 24 دواءً لعلاج المرض ويعالج المريض باستخدام مجموعة من 3-4 أدوية ومن ثم تتم عملية متابعة المريض عن طريق قياس كمية الفيروس التي يجب أن تخفض إلى مستويات متدنية وكذلك قياس عدد الخلايا المناعية والتأكد من ارتفاعها إلى مستوياتها الطبيعية. وحول طرق الوقاية من الإيدز أوضح كلا من الطبيبان وليد العتيبي وباسم سنان، لا يوجد أي لقاح أو علاج يقضي نهائياً على مرض الإيدز وما اكتشف حتى الآن من العلاج يعمل على تثبيط الفيروس فقط ومنع تكاثره وتبقى الوقاية منه بتجنب أسباب الإصابة التي تتمثل في عدم تعاطي المخدرات واستخدام العازل (الواقي الذكري) عند إصابة احد الزوجين بالمرض مع تعاطي العلاج وتجنب الممارسات الجنسية المحرمة والشاذة والسلوك الخاطئ وعدم استخدام الحُقن أو الأدوات الثاقبة أو الشفرات المستخدمة من قِبل المريض وتشجيع الذكور على الختان، حيث ثبت أن الختان أحد أسباب الوقاية من مرض الإيدز، حيث أكدت دراسة جنوب إفريقية بدعم من الوكالة الوطنية الفرنسية للأبحاث حول الإيدز ونشرت بالمكتبة العامة البريطانية للعلوم الطبية أن الختان يمكن أن يقلص من نسبة الإصابة بفيروس الإيدز في صفوف الرجال بنسبة 60%.