خرج أكثر من مائة ألف من العراقيين السنة امس الجمعة في مظاهرات للشهر الثاني على التوالي للمطالبة بتلبية مطالبهم واطلاق سراح المعتقلين من النساء والرجال وضمان منح حقوق التقاعد لآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين الذين طردوا من مناصبهم بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وحتى الآن. وقاد المظاهرات التي انطلقت بعد أداء صلاة ظهر الجمعة تحت اسم «جمعة العراق أو المالكي» مئات من رجال الدين وزعماء العشائر السنية في مشهد بات يتكرر للشهر الثاني على التوالي في مدن السنة مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين وسامراء وكركوك وأحياء في ضواحي بغداد الغربية للمطالبة بتلبية المطالب المشروعة لآلاف من المتظاهرين. وردد المتظاهرون الذين يحملون أعلام العراق ونسخاً من القرآن الكريم شعارات تندد بمواقف الحكومة العراقية في عدم التعامل بجدية مع مطالبهم رغم مرور شهرين على انطلاق المظاهرات السلمية. وتعهد المتظاهرون بعدم ترك أماكن الاعتصام أو المظاهرات ما لم تلب الحكومة مطالبهم المشروعة وانصاف المظلومين. وأحيطت المظاهرات بإجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف من قوات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن التي انتشرت في الطرق الخارجية والداخلية وفي محيط المساجد وساحات الاعتصام. ودخل الاعتصام في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي البلاد شهره الثالث, ويطالب المعتصمون بإطلاق المعتقلات والمعتقلين, وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب. كما يطالبون بإلغاء قانون المساءلة والعدالة (قانون اجتثاث البعث), وتحقيق التوازن في الدولة, وإجراء تعداد سكاني بإشراف دولي لمعرفة النسب الحقيقية للتركيبة السكانية. ويستنكر المعتصمون في الرمادي ما يعدونه مماطلة من السلطة في تلبية مطالبهم. قاد المظاهرات التي انطلقت بعد أداء صلاة ظهر الجمعة تحت اسم «جمعة العراق أو المالكي» مئات من رجال الدين وزعماء العشائر السنية في مشهد بات يتكرر للشهر الثاني على التوالي في مدن السنة مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين وسامراء وكركوك وأحياء في ضواحي بغداد الغربية للمطالبة بتلبية المطالب المشروعة لآلاف من المتظاهرينوفي الموصل مركز محافظة نينوى شمالي البلاد, دخل الاعتصام المفتوح يومه ال56. ويرفع المعتصمون في المدينة المطالب نفسها التي ترفع في الأنبار وصلاح الدين وكركوك وبغداد. وبدأت المظاهرات والاعتصامات المطالبة بالإصلاح في ديسمبر الماضي بمحافظة الأنبار وامتدت إلى محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك. وفي تطور آخر قالت اللجان المنظمة للمظاهرات في كركوك: إن قوات الجيش العراقي اعتقلت المتحدث باسم ساحة الغيرة والشرف في قضاء الحويجة حامد الجُبوري وخمسة من رفاقه في قرية الماحوز التابعة للقضاء غرب كركوك. وأضافت اللجان أن القوات العراقية اعتقلت أيضا 13 من منظمي الاعتصام في قرية سِن الذِبّان. حصر المطالب من جانب آخر قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم في محاضرة ثقافية أمام مئات من أنصاره، إن «على المحتجين حصر مطالبهم بما هي حقوق دستورية واضحة، دون التوسع ورفع سقف المطالب لتكون مطالب تعجيزية تعطي ذريعة لوصف المطالب بأنها تتبع أجندات أجنبية». وأضاف أن «الانقسام الذي تشهده الساحة العراقية هو من يوفر البيئة الخصبة لكل من تسول له نفسه التدخل في الشأن العراقي، وأن معالجة أسباب التدخل أولى من التشكي من تدخلات الآخرين لأن التلاحم يعزز الوئام الوطني». وأشار إلى أن الاحتجاجات التي يشهدها العراق هي احتجاجات البيت الواحد ومبنية على حقوق دستورية، والعراقيون متفقون على «عداء حزب البعث». واندلعت الاحتجاجات عقب اعتقال عدد من حراس وزير المالية رافع العيساوي بموجب المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب, وهو القانون الذي حوكم بموجبه طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي المحكوم عليه بالإعدام بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية تشمل القتل.