للمعلومة المفيدة خصائص عند توافرها تصبح معلومةٌ قَيّمَةٌ، منها التوقيت والوفرة والاتاحة والموثوقية والحياد والدقة والصلة والملاءمة والوتيرة والاكتمال. وفيما أفهم فإن مهمة المتحدثين الرسميين للوزارات وبقية الأجهزة الحكومية هي بث المعلومات للقضايا التي تمس الشأن العام فيما يتصل باختصاص كل جهاز من باب تأكيد وتوثيق وتعزيز الشفافية وقطع الطريق على الشائعات والمعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة. وملائم أن توظف الأجهزة الحكومية، ومنها وزارة الصحة، وجود المتحدث الرسمي ليقوم بمهمته أي أن يتحدث! وحالياً "سبق" هي من تأتينا بأخبار الطفلة المحقونة بالدم الملوث، حيث صرحت بمعلومات مروعة. وبالقطع، ليس من مهام المتحدثين الرسميين الدخول في معترك السباقات الصحفية، لكن على صلة بعملهم اشباع رغبة المتابع بالحصول على معلومات موثقة ووافية حول ما يستجد، سواء أكان سلباً او إيجاباً. كما أن ما يصرح به المتحدث الرسمي من معلومات أو ايضاح ليس من الضرورة أن يرتبط بعظائم الأمور بل قد يتناول التصريح جانباً تفصيلياً لقضية تهم الرأي العام. والرأي العام يتعاطف دائماً مع القضايا التي تمس الانسان في صحته أو معيشته وهذا ينسجم مع معاني التراحم والتكافل واهتمام الفرد بمجتمعه، ومن هذا المنطلق يجدر بكل جهة مسئولة أن توفر للرأي العام الحقائق ذات الصلة دون تأخير وإلا فتلك الجهة تخاطر بخسارة التفاف الرأي العام حولها لصالح أي شخص او جهة تعرض المعلومات في وقتها. فالتوقيت في توفير المعلومات له وزن مهم؛ فالمعلومات تفقد قيمتها إن كانت متقادمة أو شحيحة أو غير مكتملة أو ليست على صلة وثيقة بالخبر. ولمنع حدوث ذلك، فعلى المتحدثين الرسميين أن يتحدثوا، ولا أقول إن يكروا ولا أن يكثروا من التحدث بل ان يتحدثوا دون تأخير وبوضوح وبصورة مباشرة لا تحتمل التأويل وتحديث ما سبق ان صرحوا به بوتيرة متسقة.. كل ذلك ليحافظوا على موقعهم كمصدر معتمد في تنوير الرأي العام وابعاده عن الايهام والعتمة.. الآن، ماذا يقول المتحدث الرسمي لوزارة الصحة حول نقل الدم للفتاة اليافعة في جازان؟ توتير: @ihsanbuhulaiga