الصراحة في الحديث ومخاطبة الشعب دون حواجز وتكلف، إحدى صفات القائد الكبير الذي ينبض قلبه بحب شعبه لذلك تأتي كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين يلتقي العلماء والمشائخ والمواطنين محمّلة بدلالات كبيرة تنم عن تواضع كبير «إخواني»: هناك كلمتان ما دام المشايخ حاضرين وهي للشعب أجمع، إخواني.. يقال ملك القلوب، أو ملك الإنسانية، أرجوكم أن تشيلوا هذا اللقب عني، الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها.. وشكرا لكم يا إخوان». هذا الكلام الشفاف المتواضع لا يمكن أن يصدر إلا من ملك ورع زاهد لا تغرّه الألقاب ولا تأخذه الكلمات المصقولة التي تدغدغ مشاعر القادة والزعماء وتعميهم الألقاب والكلمات الكبيرة عن رعاية شعوبهم وتفسد سريرتهم حتى تتباعد المسافة ما بينهم وبين من يحكمونهم، إن قائدا مثل عبدالله بن عبدالعزيز لهو القائد الذي وضع مصلحة شعبه وخدمة وطنه فوق كل اعتبار ولم يرفّ له جفن بعيدا عن تحقيق آمال المواطنين وهو ما تبدى في القرارات الأخيرة التي أصدرها وعمت بخيرها جميع المواطنين في سابقة تاريخية في تاريخ شعوب المنطقة لتؤسس مستقبلا زاهرا تمت فيه مظلة الرفاهية الاجتماعية وضمان حقوق جميع المواطنين بما يؤهلهم لعيش حياة كريمة بعيدا عن تقلبات الأيام. تعودنا من الملك عبدالله أن تجيء كلماته عفوية ومن قلب واثق ومطمئن تجاه شعب وفيّ يقدر لمليكه حرصه على الصراحة والشفافية والمجاهرة بالحقائق لأن من واجب القائد أن يطلع شعبه على الوقائع وأن يخلص في خدمتهم بما يعزّز التلاحم الوطني ويعمّق الولاء الذي هو سمة في الشعب السعودي طوال تاريخ دولته العريق وهو ما ظهر وتجلّى في الوقت العصيب الحالي الذي يموج به العالم العربي وأظهر كما هي الدول غير محصنة نتيجة غياب الثقة بين الشعوب وحكامها باستثناء المملكة التي راهن الكثير على اختراقها لكن التلاحم الكبير بين الحكم السعودي والشعب أسقط رهانهم وهو ما تجلى في مظاهر الفرح العميق الذي بدا على وجوه المواطنين صغارا وكبارا في الشوارع في تعبير عفوي عن متانة الحب الوطني ومتانة اللحمة الوطنية التي ميزت الشعب السعودي في ظروفنا العربية العصيبة. من حق كل سعودي أن يفتخر بمليكه المتواضع القريب من القلوب والمطلع على أحوال شعبه، يتواصل معهم دون حواجز نتيجة سياسة الباب المفتوح التي أسسها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – حتى أصبحت علامة للحكم السعودي ومثالا سياسيا تحاول دول كثيرة أن تدرس هذه التجربة ونجاحها منقطع النظير في استقرار المملكة وتماسك وحدتها الوطنية. نقول لقائدنا ورمزنا عبدالله بن عبدالعزيز: إن ما تقدمه لشعبك وأمتك العربية سيبقى خالدا على صفحات التاريخ ودرسا سيتعلمه السياسيون في إدارة حكم أوطانهم وضمان حب الشعوب لهم والثقة والولاء الذي لابد منه لإدارة وطن منيع عصيّ على الاختراق.