لا أدري من أين أبدأ وأنا أرى وأسمع هذا الزخم المتواصل من مشاعر الوفاء والمحبة الصادقة والولاء والغبطة والابتهاج ومعانيها السامية التي تسود الوطن بمناسبة عودة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى أرض الوطن معافى من عارض صحي استوجب سفره في رحلة استشفائية ... فالحمد لله على نعمائه ودوام توفيقه. لا شك أن مظاهر التلاحم والفرح والامتنان لله على عودة ملك الوطن ومحبوب الشعب عبدالله بن عبدالعزيز ليس غريباً لملك أنعم الله عليه محبة الناس وإكبارهم وإجلالهم .. وأمة من القيم والعطاء والمثل العليا والإنجاز .. هذا كله أظهر شيئاً من المشاعر الفياضة التي يكنها الوطن لمقامه الكريم .. إن مظاهر الفرحة والولاء والحب التي تغمر أرجاء الوطن ما هي إلا غيض من فيض مشاعر الناس وما هي إلا أقل القليل الذي يقدم لقائد مسيرة النماء والبناء. لا نستطيع أن نفي مليكنا حقه وأن ننقل ما يتسم به حفظه الله فهو ملك القلوب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، وهو الإنسان الذي في كل موقف يقوم به يختصر جميع معاني الإنسانية في الإنسان.. هذه مكانة عبدالله بن عبدالعزيز .. ومشاعر المواطنين والمواطنات في أنحاء المملكة كافة، هي أمر طبيعي ويتفق مع الواقع، وهو أمر لا يستكثر من الإنسان السعودي الوفي الذي عرف بحبه وولائه لقيادته ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسموولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.. إن ذلك كله وأكثر يجسد التلاحم الحميم العفوي بين القيادة الحكيمة وشعبها السعودي الوفي الأبي وترمز إلى الوحدة الحقيقية والترابط الوطني الوثيق الذي يجمع مجتمع المملكة كافة منذ عهد الملك المؤسس وأبنائه الملوك من بعده وبلغ ذروته في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إن المملكة تعيش حالياً الفرح وإن شعبها الوفي بجميع فئاته شيباً وشباباً أطفالاً ونساء ينسجون منظومة وطنية رائعة من الأفراح تعبر عن المكنون الداخلي المشحون بالحب والوفاء والولاء .. وهي تعبير صادق عن فرحة الوطن بمليكه الذي غرس بذور الخير والإنسانية والتعاون والعطاء حتى حباه الله حب الوطن وتقدير أمته العربية والإسلامية. أجل فقراءة لأقوال وأفعال خادم الحرمين الشريفين كفيلة باستنباط دلالاتها العميقة، المتضمنة اهتمامه البالغ بكل ما ينفع الوطن والمواطن، وفي واقع الأمر، إن مآثره - حفظه الله - وعطاءاته المتواصلة تفوق الحصر، وهي حقائق ملموسة ومحسوسة وقائمة شامخة تتحدث عن نفسها بكل تجرد وموضوعية .. وتوضح أن أي محاولة للإحاطة بإنجازاته حفظه الله والإلمام بعمق تأثير هذه الإنجازات الكبيرة المختلفة هي محاولة مقدر لها النجاح الجزئي على أحسن تقدير, لأن شخصيته النادرة الفذة وقدراته القيادية الفائقة لا تقتصر على ما حققه لوطنه وأمته من مكاسب مادية ومعنوية، بل هي تتسع فتشمل أيضاً القضايا الإنسانية والسياسية على الأصعدة الإقليمية والدولية. لقد حققت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين منجزات عملاقة وتحولات كبرى في كافة ومختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية ، وتجلى ذلك بوضوح في الميزانية العامة للدولة التي حفلت بالمبالغ الكبيرة المخصصة لمشاريع التنمية الشاملة المتوازنة وفي المدن الاقتصادية وفي الجامعات وفي إنشاء أكبر جامعة في العالم للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وفي إنشاء المركز المالي بمدينة الرياض وغيرها من مشاريع التنمية الاقتصادية في بلادنا الطاهرة العزيزة. وقد أدرك - أيده الله - أهمية الحوار ودوره في نشر الوعي والثقافة فرسَّخ لمعاني الحوار ودعا إليه وأنشأ مركز الملك عبدالله للحوار الوطني ليكون منطلقاً لتبادل الثقافات وطرح الرؤى والأفكار التي تسهم في رقي الأمة.. بالإضافة إلى تصدره أيده الله قادة العالم الإسلامي في التأييد والشعبية والقدرة على اتخاذ القرارات.