حدثتني صديقتي عين الزمان بقولها : في زمن ما، يحكى أن سيدة ذهبت إلى أحد علماء الدين كانت تظنه ساحرا والعياذ بالله ترجوه وتبذل له كل ما تستطيعه مقابل أن يعمل سحرا لزوجها يجعله يطيعها في كل ما تطلب وينفذ أوامرها وإن كانت معوجة. كان العالم حكيما، حليما، مطيعا لله، فلم ينهرها، أو يزجرها ولم يصرخ ليجتمع الناس عليها ويسخروا منها. ولكن ولحصافته وإلهام الله له، وبكل هدوء قال لها : ولكن لوازم سحر كهذا صعبة جدا وقد لا تملكينها ولا تستطيعين إحضارها ! قالت : اطلب كل ما تحتاجه فقط أرجوك حقق رغبتي. قال بكل ثقة : يلزمك احضار عدد من الشعرات من لبدة أسد متوحش ولابد وأن يكون مستيقظا حتى يتم العمل بجودة وبنجاح وكما تحبين تماما. ولا شك ولا يستطيع أحد إنكار أن الحب يصنع المعجزات ويرفع المعنويات، ويقضي الحاجات، ويفي بالغرض. ولا ننكر أن بالحب وبالمعاملة الحسنة، ومن غير ضعف يستطيع الإنسان التغلب على مشاكله كلها، ومن غير أن يضر أحدا أو يكسر هيبة أحد ذهبت المرأة وبعد عدد من الأسابيع عادت له ومعها مقدار قبضة اليد من شعرات، تفحصها العالم فوجدها بالفعل من لبدة أسد ! سأل المرأة : كيف استطعت الحصول على هذا الشعر والأسد منتبه ؟! أخذت المرأة تقص عليه وبحماس معاناتها وكيف أنها اتبعت طريقة جعلت بهيمة الغابة المفترس يألفها ويذعن لها، حتى استطاعت وبكل سهولة أخذ ما رغبت منه وعن طيب نفس. عندئذ قال لها العالم جزاه الله خيرا أرأيتِ يا امرأة هذا هو السحر الحلال الذي بواسطته وعن طريقه تملكين قلب زوجك وتجعلينه يطيعك حسب قدرته وينفذ أوامرك بحسب استطاعته وفيما لا يضر الأسرة ومن غير ما حاجة لسحر حرام يفسد عقيدتك وقد يضرك قبل أن يضره. يا امرأة تصرفي مع زوجك كما تصرفتِ مع أسد الغابة المفترس. وزوجك ولا شك أكثر حبًا لك من الأسد وخذي من زوجك ما تريدين بسهولة وحسب استطاعته ومن غير ضرر به ولا بك ولا بأسرتكما معا. ولا شك ولا يستطيع أحد إنكار أن الحب يصنع المعجزات ويرفع المعنويات، ويقضي الحاجات، ويفي بالغرض. ولا ننكر أن بالحب وبالمعاملة الحسنة، ومن غير ضعف يستطيع الإنسان التغلب على مشاكله كلها، ومن غير أن يضر أحدا أو يكسر هيبة أحد أو يرغمه على ما لا يريد. بالحب تزهر الأرض وتتزين الجنات لأهلها، وتعمر القلوب الجرداء، وتعطي الرحيق الصافي أقوالا وافعالا وبالحب تحيا المجتمعات وتزدهر. بالحب يلتئم شمل الأسر وتسود المحبة وتغرد الأطيار وتغدو الحياة جنة. نافذة ضوء : هنالك في مجتمعاتنا نساء ورجال كرام وأكثر كرامة من الخيل العتاق والأسود الآنفة، وبالمقابل هنالك الكثيرون من الجنسين لئام لا تنفع معهم الكرامة ولا الاحترام والتقدير .. إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا. twitter:@NSalkhater