لم تتساقط أشلاؤه.. ويتمزق صوته.. ويدخل في غيبوبة الأحزان.. كما هي عادته في السنوات الماضية..!! ربما يريد الأخضر أن يحلق بجناحيه.. ويطير في سماء الماضي عندما كان نجومه يحملون في حقائبهم ثقافة الفوز بالبطولات..!! وبصراحة أكثر.. وبدون لف ودوران.. أو كما يقول إخواننا المصريون «دوغري».. فإن المطلوب من لاعبي الأخضر أن يسترجعوا ثقافة الفوز التي افتقدوها في السنوات الماضية.. وعليهم أكثر أن يدركوا أن بإمكانهم الحصول على إحدى بطاقتي التأهل لنهائيات كأس آسيا 2015م.. وأن يدركوا أنهم كانوا في القمة الآسيوية لأكثر من عشرين سنة..!! الفوز على الصين.. بداية العودة للزمن الجميل.. هكذا كانت حكاية ليلة الخميس في استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام.. فالروح عادت من قبل اللاعبين.. والجماهير عادت للمدرجات.. ولغة المحبة بين الجميع كانت هي العنوان الأكبر في أمسية الفرح الذي عاد يطل من جديد لنافذة الكرة السعودية..!! انهم يقتربون أكثر وأكثر لاستعادة هيبة الأخضر.. وكان من يطالب بالهدوء وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة في صفوف المنتخب على حق بدليل النتيجة التي آلت لها مواجهة الصين.. فالقسوة والنقد المبالغ فيه لم يأت بنتيجة في استعادة الروح للأخضر.. انهم يقتربون أكثر وأكثر لاستعادة هيبة الأخضر.. وكان من يطالب بالهدوء وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة في صفوف المنتخب على حق بدليل النتيجة التي آلت لها مواجهة الصين.. فالقسوة والنقد المبالغ فيه لم يأت بنتيجة في استعادة الروح للأخضر.. وبعد العجز لأكثر من ثلاث سنوات في دهاليز الهجوم غير المبرر.. غير حملة القلم والجماهير البوصلة وقرروا دعم الأخضر في معسكر الشرقية بكل قوة بعد إغلاق باب النقد بمناسبة وبدون مناسبة..!! لاعبو الأخضر قدموا ما يوحي لعودتهم المتوهجة.. وربما يكتمل هذا التوهج في المرحلة القادمة أكثر وأكثر.. ولكن إكمال الاشتعال داخل المستطيل الأخضر والاستمرار في العطاء.. يتطلب ثباتا على المستوى وإصرارا على تحقيق نتائج جيدة متواصلة.. دون الاكتفاء بفوز أو فوزين أو ثلاثة.. ومن ثم العودة للنوم على وسادة الرخاء والاسترخاء.. لأن المطلوب العودة للمنصات والانتصارات وليس فوزا عابرا هنا أو هناك..!! حالة الطلوع والنزول المتكررة للأخضر في المنافسات الأخيرة.. كانت العنوان الأبرز للاعبيه في مرحلة اللاتوازن.. بل ان التذبذب وعدم الثبات من أبرز العوامل التي جعلته يدور في حلقة مفرغة طوال السنوات الماضية، وقد حان الوقت لوضع حد نهائي للغة الطالع والنازل التي عانى منها المنتخب السعودي في حقبة الجفاف..!! كثير من المصطلحات ينبغي أن تمسح من أجندة الأخضر.. خصوصا تلك الأعذار والتبريرات الواهية التي أخرت انتفاضته.. ومنها اسطوانة غياب الموهبة.. والفروقات بينهم وبين منتخبات شرق القارة.. وعدم القدرة على التخطيط.. والغوص في الفوضى.. فالمنتخب والكرة السعودية يملكان حاليا مقومات فنية كبيرة.. ونجوما قادرين على وضع المنتخب في قمة المنافسة شريطة استعادة الثقة المختطفة بين جميع الأطراف المعنية....!! لن تعود عربة الأخضر لسكة الانتصارات إلا إذا وثق لاعبوه في قدراتهم وإمكاناتهم.. واستعاد الإعلام لغة التشجيع والتحفيز.. وعاد الجمهور للمدرجات.. تماما كما حدث ليلة أمس في حكاية الأخضر مع الساحل الشرقي..!! الأخضر.. عاد بإطلالة جديدة.. بأهازيج جمهور واع ومثقف كان سببا في إشعال استاد الأمير محمد بن فهد.. وهي عادة جمهور الشرقية الذي شكل في تاريخه قصة فرح مع منتخبات الوطن في مناسبات عديدة..!! لا أعرف.. كلما أنظر لأحمد عيد.. استرجع في ذهني دعاء الوالدين له.. إنه شخص عصامي.. نيته سليمة.. وعقليته متفتحة متواضع عند الفوز.. لا يرد على أحد ولا يصفي الحسابات.. بصراحة إنه كبير.. وكفى..!! تويتر @essaaljokm