لم تتساقط أشلاؤه .. ويتمزق صوته .. ويدخل في غيبوبة الأحزان .. كما هي عادته في بداية المشوار الكروي في كل موسم..!! ربما يريد هذا الموسم أن يفتح جناحيه .. ويحلق في سماء الماضي عندما كان نجومه يحملون في حقائبهم ثقافة الفوز ..!! عفوا .. ما حققه الاتفاق حتى الآن جيد .. لكنه قليل في تاريخ هذا النادي .. فالمراكز المتقدمة لم تكن في يوم من الأيام وليدة ثقافة فارس الدهناء .. ولم تكن منتهى طموحه .. ولا ضمن أجندة نجومه الذين يكتفون بفوزين أو ثلاثة .. ومن ثم يغطون في سبات عميق مثل «نومة» أهل الكهف حتى يعودوا للانتصارات مرة أخرى .. بل كان الفوز شعارهم وعنوانهم الدائم ..حتى تمكنوا من تحقيق لقب الدوري بدون هزيمة .. وهو تفرد لم يصل له أي فريق آخر حتى الآن إلا الهلال ..!! وبصراحة أكثر .. وبدون لف ودوران .. أو كما يقول إخواننا المصريون «دوغري» .. فإن المطلوب من لاعبي الاتفاق أن يسترجعوا ثقافة الفوز التي افتقدوها في السنوات الماضية .. وعليهم أكثر أن يدركوا أن بإمكانهم المنافسة على الألقاب المحلية .. كما فعلوا في الموسم الماضي عندما اقتربوا من المنصات لولا لحظات السقوط المر أمام الوحدة في مسابقتي كأس ولي العهد و كأس الملك .. ومع ذلك فقد قدموا ما يوحي لعودتهم المتوهجة .. وربما يكتمل هذا التوهج في الموسم الحالي .. ولكن إكمال الاشتعال داخل المستطيل الأخضر والاستمرار في العطاء .. يتطلب ثباتا على المستوى وإصرارا على تحقيق نتائج جيدة متواصلة .. دون الاكتفاء بفوزين أو ثلاثة متتالية .. ومن ثم العودة للمربع الأول..!! حالة الطلوع والنزول المتكررة للاتفاق في المنافسات المحلية كانت العنوان الأبرز للاعبيه في مرحلة اللاتوازن.. بل أن التذبذب وعدم الثبات من أبرز العوامل التي جعلته يدور في حلقة مفرغة طوال السنوات الماضية , وقد حان الوقت لوضع حد نهائي للغة الطالع والنازل التي عانى منها الاتفاقيون كثيرا. ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن الاتفاق فريق يجيد الشق الهجومي .. ويملك لاعبين في الوسط والهجوم قادرين على تحقيق معادلة «الهجوم أولا» .. ولعل نتيجة نجران في الجولة الماضية .. وإهدار العديد من الفرص أمام القادسية في الجولة الأولى شاهد عيان على أن قدم الاتفاق هواها هجومي .. ولكن طبيعة المدربين الذين أشرفوا على الفريق في السنوات الماضية لم يتجهوا نحو القوة الحقيقية التي يملكها اتفاق الدمام ..!! ببساطة هناك قوة كامنة للفريق الاتفاقي يجب استغلالها في تحقيق انتصارات هي في متناول اليد .. وكل ما هو مطلوب من برانكو أن يضع لغة الهجوم عنوانه الأبرز .. وسلاحه الأكثر استخداما في مواجهات الفريق .. حتى مع الفرق الكبيرة .. ومن يعترض على هذه المعادلة فليعد بالذاكرة لمواجهة الاتفاق مع الاتحاد في الموسمين الماضيين في الدمام ..!! كثير من المصطلحات ينبغي أن تمسح من أجندة الاتفاقيين .. خصوصا تلك الأعذار والتبريرات الواهية التي أخرت انتفاضة فريقهم الكروي لسنوات .. ومنها اسطوانة الإمكانات .. والفروقات بينهم وبين الأندية الكبيرة .. وعدم القدرة على جلب أجانب مميزين .. ولاعبين محليين مفيدين .. فالفريق يملك حاليا مقومات فنية كبيرة .. ونجوما قادرين على وضع فريقهم في قمة المنافسة ..!! ولن تعود عربة الاتفاق لسكة المنافسة إلا إذا وثق لاعبوه في قدراتهم وإمكاناتهم .. ..!! كل ذلك الحراك في الاتفاق استدعى حالة الطوارئ للإدارة واللاعبين والجهازين الفني والإداري ..مع انطلاقة الموسم الحالي وكان الحصاد مثمرا .. إلا جمهور الاتفاق فما زال يغط في نوم عميق .. بل إنه في واد والفريق في واد آخر .. ويبدو أن هناك خللا ما داخل هذه المنظومة الجماهيرية .. والمطلوب من الإدارة الاتفاقية عقد جلسة مصارحة مع رابطة مشجعي النادي .. لعل هناك مطالب لهذه الرابطة أو وجهة نظر أو أي شيء آخر .. لأنه من الظلم أن يبقى الاتفاق بلا جمهور فعال ومؤثر في المباريات التي تقام على أرضه ..!! نعم ..مطلوب سماع وجهة نظر الجمهور .. وتذليل العقبات التي تعترض طريقه .. وبالأخص الأعمدة المؤثرين من جلب الجماهير للمدرجات لأنني أشعر أن هناك حلقة مفقودة بين الإدارة والرابطة .. لاسيما أن جمهور الاتفاق موزع بين الدمام والخبر والقطيف والاحساء ..!!