** نرمي دوما مشاكلنا وهمومنا خلف ظهورنا ونمشي للأمام، لعلها تُحل من نفسها، نتجاوز المسافات ونقفز على المشكلة فربما جاء الحل من الغيب الذي لا نعرفه. ** ها هو الواقع الذي أمامنا ها هو الخبر «بدأت طلائع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بالعودة الى أرض الوطن بعد أعوام من انتهاء المراحل الخمس الأولى وبدء مرحلة التجديد التي ستستمر أيضا خمسة أعوام اضافية». ** ولاشك في ان برنامجا مثل هذا هو إحدى الاضاءات الهامة في تاريخ التعليم الخارجي نسبة لعدد المبتعثين « نحو 150 الفا» وحسب تصريح وزير التعليم العالي الأخير فإن هذا الرقم يضع المملكة في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند في أعداد الطلبة الدارسين خارج دولهم. المشكلة لم تعد في الابتعاث حاليا، قدر ان المشكلة في سوق العمل الذي عجز جميع الخطط عن استيعابه، وكذلك عجز القطاع الخاص بما فيه من شركات الطاقة وشركات الصناعات التحويلية والبنوك عن استيعاب هذا الكم من طالبي الوظيفة ** المشكلة ليست هنا .. فالجميع يتفق على أهمية التعليم الجامعي ومخرجاته من اعداد للموارد البشرية لتصبح منافسا في سوق العمل في المنطقة، فالمشكلة ليس هنا، بل في المشكلة التي تركت خلف ظهورنا أي «سوق العمل» الذي - وبناء على عوامل عديدة - لا نعرف فيه توظيف الداخل فكيف بالخارج؟ ** نعم المشكلة لم تعد في الابتعاث حاليا، قدر ان المشكلة في سوق العمل الذي عجز جميع الخطط عن استيعابه، وكذلك عجز القطاع الخاص بما فيه من شركات الطاقة وشركات الصناعات التحويلية والبنوك عن استيعاب هذا الكم من طالبي الوظيفة. ** واذا كان هذا الرقم الذي أعلنه الوزير يضعنا في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند بأرقام الطلبة الدارسين خارج دولهم أي بدول العالم الآخر، فمن الأولى ان نضع تجربة الصين والهند في سياق مفهوم تخصصات الابتعاث أولا، وبفرص عمل السوق ثانيا، بمعنى أن كل بعثة تقابلها فرصة عمل موجودة أو مخطط لها كما تفعل برنامج الابتعاث في أرامكو أو سابك وغيرهما أو أي برنامج ابتعاث خارجي في العالم. ** لقد اقترب قطاف ثمرة هذا الابتعاث، ولن تكون هذه الثمرة كاملة ما لم تكتمل بإيجاد الوظيفة التي تحقق دفعا جديدة في الموارد البشرية في القطاعين العام والخاص، لا أن تذهب الموارد في مهب الرياح التي لا ترحم. تويتر: @ssabahussain