كشف ل «عكاظ» نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المهندس محمد الماضي أن مبيعات «سابك» من البوليمرات ستتضاعف إلى 26 مليون طن عام 2020م من 13 مليون طن حاليا. وقال إن «سابك» تسهم بنحو 5.1 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وأضاف، أن لدى «سابك» استراتيجية لبناء أجيال سعودية قادرة على تطوير وتوطين التقنيات في المملكة والتعامل معها بكل كفاءة واقتدار. وتحدث الماضي عن الدور الاجتماعي ل «سابك» قائلا: إن الشركة دعمت صندوق المئوية ب 80 مليون ريال للمساهمة في تشجيع الشابات والشباب على إيجاد العمل الخاص بهم، كما أن الشركة قدمت 50 مليونا للتخفيف من آثار كارثة جدة وإيواء النازحين في جازان. وعن مشاركة «سابك» في معرض قطع الغيار التابع للقوات المسلحة، قال الماضي: إن «سابك» توفر مدخلا للصناعات العسكرية ونطمح للدخول في صناعات القوات المسلحة. وفيما يلي نص الحوار: • كيف ترون رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لمعرض قطع الغيار للقوات المسلحة؟ إن رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لهذا المعرض لا تعكس فقط الأهمية البالغة التي يعقدها قطاع القوات المسلحة على أهداف المعرض، إنما تؤكد دأب الدولة على تفعيل التكامل بين القطاعات الأهلية والعسكرية، وتعزيز دور القطاعات الإنتاجية الوطنية في تلبية المتطلبات المحلية من السلع والخدمات، ولا سيما إذا كانت هذه المتطلبات ذات صلة بقطاع بالغ الأهمية وذي طابع خاص، كما تجسد هذه الرعاية الكريمة من جديد ثقة الدولة في القطاع الخاص الوطني، وتشجيعها لكل الجهود الرامية إلى نقل التقنيات الحديثة إلى أرض المملكة، وبناء أجيال سعودية مؤهلة لحملها وتوطينها، واستثمارها في إقامة صناعات تحويلية تسهم مع صناعات الوطن الأساسية بنسبة أكبر في الناتج المحلي الإجمالي. مستعدون للخدمات الفنية • ما أبرز ملامح العلاقة بين وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة و«سابك»؟ وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة هي درع الوطن الحصين، و«سابك» تتشرف بخدمة قطاع القوات المسلحة وتلبية متطلباته من منتجات الحديد والصلب والبلاستيكيات الهندسية والمبتكرة والبوليمرات والبتروكيماويات بصفة عامة، إلى جانب استعدادها التام لتقديم أية خدمات فنية وتقنية من خلال مراكزها البحثية، والندوات وورش العمل الفنية التي تواصل تنظيمها لتحقيق الاستفادة المثلى من منتجاتها. «سابك» والصناعات الحربية • ما علاقة الشركة بصناعة قطع الغيار والمعدات بشكل خاص، وعلاقتها بالصناعات الحربية بشكل عام؟ توفر «سابك» الراتنجات البلاستيكية والبلاستيكيات الهندسية والبوليمرات، والمواد الكيماوية التي تشكل مدخلات رئيسة في عمليات تصنيع قطع الغيار والمعدات العسكرية، وقد زاد اعتماد تلك الصناعات على المدخلات البلاستيكية نظرا للمزايا التي تقدمها من ناحية خفة الوزن والقدرة على التشكيل، وتحمل الصدمات والحرارة ومقاومتها للكيماويات المذيبة وعوامل الطقس. الحديد والصناعات العسكرية • ما أنواع الحديد المستخدم في الصناعات العسكرية؟ تشمل استخدامات منتجات «سابك» الحديدية حاليا تطبيقات عدة، ومنها ما يلي: 1- التطبيقات الإنشائية (المباني الخرسانية، المباني الحديدية مسبقة الصنع، والمخابئ). 2- السياجات والحواجز الأمنية. 3- صناعة الصهاريج. 4- معدات السلامة كطفايات الحريق. وتطمح «سابك» للدخول في صناعات القوات المسلحة الأكثر تخصصا والأحدث تقنيا، وتستهدف هذه المشاركة الوقوف على تلك الاحتياجات عن كثب وفتح آفاق تعاون أشمل لتنمية الصناعات الوطنية، وتفعيل التعاون مع قطاع من أهم قطاعات الدولة، وهو قطاع الصناعات العسكرية. قطاع المعادن • ما حجم قطاع المعادن في الشركة، خصوصا منتج الحديد على صعيد كميات الإنتاج وأرقام المبيعات والأرباح؟ يمثل قطاع المعادن نسبة 12 في المائة من إجمالي مبيعات «سابك»، حيث تبلغ إيرادات مبيعاته حوالي 12 مليار ريال. ويمثل القطاع أيضا نحو 22 في المائة من الأرباح الإجمالية للشركة بتحقيقه ملياري ريال أرباحا صافية. ويعتبر قطاع المعادن أكثر قطاعات «سابك» استهدافا للسوق المحلية لكون منتجاته هي الأكثر طلبا من قبل الكثير من التطبيقات المتطورة محليا، وتشمل قطاع الإنشاءات، وكثيرا من قطاعات الصناعات التحويلية المختلفة. يبلغ إنتاج وحدة المعادن سنويا من منتجات الحديد بنوعيها الطويلة والمسطحة ما يقارب خمسة ملايين طن، يباع منها محليا أكثر من 90 في المائة. البلاستيكيات المبتكرة • وماذا عن منتجات الشركة من البلاستيكيات المبتكرة في المملكة والعالم؟ تباع منتجات «سابك للبلاستيكيات المبتكرة» في الأسواق حول العالم تبعا لاحتياجات الزبائن، وتواصل الشركة تطوير مواد جديدة توفر حلولا مبتكرة. وتشمل المنتجات: - راتنجات ألواح «الليكسان» المعروفة بأنها ذات مقاومة ممتازة وشديدة التحمل وشفافة وغير قابلة للكسر ومقاومة لمختلف تأثيرات الظروف الجوية وتأثيرات الطقس. - راتنجات «الألتيم»، وهي بطبيعتها مقاومة للهب والاشتعال، وتوفر مقاومة عالية لمستلزمات الطيران والنقل وغيرها من التطبيقات التي تتطلب مقاومة شديدة للحرارة العالية والمواد الكيميائية. - راتنجات «النوريل»، وتوفر مزيجا فريدا من خصائص المادة المقاومة للحرارة والكهرباء. - راتنجات «الجيلوي»، وهي أكثر بوليمرات «سابك للبلاستيكيات المبتكرة» مقاومة لعوامل الطقس للبلاستيكيات المبتكرة وتوفر أفضل التطبيقات عالية التحمل للاستخدام الخارجي ومقاومة عوامل الطقس. - راتنجات «أكستيم»، تتميز بأعلى مستويات الأداء وسهولة المعالجة، كما أنها شديدة التحمل لدرجات الحرارة العالية ومقاومة التفاعلات الكيماوية. - مادة «إل إن بي»، وهي مركبات متخصصة توفر خصائص عالية الأداء تشمل مقاومة التآكل في التروس وغيرها من المنتجات، وتوفر حلولا اقتصادية وموثوقة لمشكلات التفريغ الكهربائي، والخصائص الهيكلية التي تتطلب بدائل خفيفة للمعادن المستخدمة في تطبيقات السيارات، والتطبيقات الصناعية، والترفيهية. - وتشمل حقيبة المنتجات عالية الأداء الأخرى من (شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة) المنتجات الزجاجية اللازمة لصناعة السيارات، وراتنجات السيليكوي، وراتنجات السيكولاك، والزايليكس، وألواح ورقائق الليكسان وجميعها علامات تجارية لشركة (سابك للبلاستيكيات المبتكرة). • ما الدور الذي تتوقعون أن تلعبه (البلاستيكيات المبتكرة) في مسيرة «سابك»؟ البلاستيكيات المبتكرة مواد ذات قيمة مضافة عالية، تقوم عليها سلسلة من الصناعات المتقدمة، بما في ذلك صناعات السيارات والطائرات ومختلف وسائط النقل والإلكترونيات والألياف البصرية ومستلزمات الرعاية الصحية، وغيرها. ولا شك أن استحواذ «سابك» على قطاع الصناعات البلاستيكية الذي كان عائدا لشركة (جنرال إلكتريك) الأمريكية جعلها تستحوذ على خبرة ناجحة امتدت نحو 75 عاما، وأيضا أكثر من خمسة آلاف براءة اختراع، ما يعني أن هذه المنتجات والخدمات التقنية المصاحبة لها تشكل تعزيزا كبيرا لقدرات «سابك» التنافسية حول العالم، كما تهيئ أوسع الآفاق أمام الصناعات التحويلية الوطنية لدخول عوالم صناعية جديدة أكثر تقدما، ومن ثم رفع نسبة إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية أمام العناصر الوطنية. توسعة البوليمرات • تمثل البوليمرات قطاعا مهما على خريطة منتجات الشركة، فما أبرز التوسعات المستقبلية في هذا الجانب؟ تواصل «سابك» خططها الطموحة لزيادة قدراتها الإنتاجية داخل وخارج السعودية لتلبية احتياجات زبائنها في جميع أنحاء العالم من مواد البوليمرات المختلفة، وسوف تضيف «سابك» في عام 2010م حوالي 2.4 مليون طن لقدرتها التسويقية، وهذه الكميات تشمل التوسعات الإنتاجية الحالية في بعض الشركات التابعة مثل (شرق)، والجديدة مثل (ينساب)، كما تشمل أيضا بعض الكميات التي سوف تقوم «سابك» بتسويقها بناء على الاتفاقات التسويقية التي أبرمتها مع بعض المصنعين الآخرين مثل (أرامكو فوجيان) والشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية (ناتبت). فضلا عن ذلك تدخل شركة (كيان السعودية) مرحلة الإنتاج التجاري عام 2011م، مضيفة حوالي مليون طن في عام 2013م، ليصبح إجمالي مبيعات البوليمرات 13 مليون طن، وسيتضاعف ليصل إلى 26 مليون طن في عام 2020م. رافد تكاملي • كيف تنظرون إلى دور «سابك» في تدعيم علاقة القطاع الخاص بالقطاع العام في المملكة؟ تشكل «سابك» رافدا للتكامل بين القطاعات الإنتاجية في المملكة، من خلال منتجات الأسمدة التي تقوم عليها تنمية القطاع الزراعي، ومنتجات الكيماويات والبوليمرات التي أسهمت في نماء وتطور الصناعات التحويلية البلاستيكية والكيميائية، إلى جانب دورها مع منتجات الصلب في تلبية متطلبات الصناعات الإنشائية. كما أن ل «سابك» عطاء مهما في هذا الجانب من خلال رعايتها للعديد من المؤتمرات والمنتديات وورش العمل التي يشارك فيها المختصون من القطاعين العام والخاص، ما يوثق العلاقات القائمة بين القطاعين ويفتح مجالات عدة للتعاون والتكامل. %5,1 المساهمة في الناتج المحلي • ما مدى مساهمة «سابك» في التنمية الصناعية والإنتاجية في المملكة؟ نجحت الشركة في تشييد مجمعات صناعية متقدمة تطبق أحدث التقنيات العالمية، وشكلت منتجاتها أساسا لتنمية الصناعات التحويلية الوطنية، وتطوير القطاع الزراعي السعودي، إلى جانب المشاركة الفاعلة في صنع النهضة العمرانية التي تعم أرجاء المملكة. وبلغة الأرقام يمكن القول إن «سابك» أسهمت بنحو 248 مليار ريال في القيمة المضافة للاقتصاد المحلي خلال الفترة من عام 1983م إلى 2008م، وبلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عام 2008م نسبة 5.1 في المائة، فيما بلغت نسبة مساهمة القطاع الصناعي الوطني إجمالا 12 في المائة، ونسبة قطاع البتروكيماويات بصورته الشمولية 6.2 في المائة. وتتطلع «سابك» إلى إسهام كبير في مسيرتها الإنمائية لكل من شركتي ينساب وكيان السعوديتين، حيث بدأ تشغيل مصانع الأولى لتضيف طاقة إنتاجية تتجاوز أربعة ملايين طن من مختلف المنتجات البتروكيماوية، ويتوقع دخول الثانية مرحلة الإنتاج التجاري قريبا بطاقة سنوية حوالي ستة ملايين طن من المنتجات البتروكيماوية، قسم منها مواد كيماوية متخصصة تنتج لأول مرة في المملكة.. كما يضيف مشروع التوسعة في شركة (شرق) حوالي 2.8 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية، وتعزز هذه المشاريع موقع الشركة في طليعة الشركات العالمية.. وتهيئ أوسع الآفاق أمام الصناعات التحويلية الوطنية، وتساعدها على الإسهام بدور أكبر في الناتج المحلي الإجمالي. تطوير المهارات السعودية • هل بالإمكان إلقاء الأضواء حول استراتيجية المملكة الوطنية لتوسيع قاعدة المنتجات البتروكيماوية الأساسية لخدمة الصناعات المحلية بشكل عام؟ استهدفت الرؤية الثاقبة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تنويع مصادر الدخل الوطني، والاستثمار الأمثل لموارد الوطن الطبيعية الهيدروكربونية والمعدنية، وتحويلها إلى منتجات صناعية تكون أساسا لقيام أجيال متعاقبة ومتكاملة من الصناعات التحويلية، وبناء قطاع صناعي قادر على الإسهام بدور متنام في الناتج المحلي الإجمالي. وتتطلع الشركة إلى تعزيز إسهاماتها في الاقتصاد الوطني، بانتهاج الخطط الاستراتيجية الهادفة إلى مضاعفة طاقاتها الإنتاجية كميا ونوعيا، وتنفيذ سلسلة من المشاريع التوسعية التي تضيف منتجات كيماوية وبلاستيكية ومعدنية جديدة، بالاتفاق مع استراتيجيات المملكة الصناعية في سياق التجمعات الصناعية، من شأنها فتح المزيد من الآفاق أمام الصناعات التحويلية الوطنية، ومعاونتها على دخول مجالات صناعية جديدة ذات قيمة مضافة أعلى. وكانت الخطوة الأولى لتحقيق هذه الوثبة هي نقل أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة من خلال إقامة باكورة صناعات «سابك» وفق نهج المشاريع المشتركة مع نخبة الشركات العالمية الرائدة في المجالين الصناعي والتقني، واقترن بذلك تدريب وتأهيل الشباب السعودي لحمل هذه التقنيات. عقب ذلك تبنت الشركة استراتيجية منظمة لبناء أجيال سعودية قادرة على تطوير وتوطين التقنيات، فدأبت على إقامة منظومة بحثية وتقنية متكاملة، شملت العديد من مراكز البحث العلمي والتطوير التقني في كل من المملكة، والهند، وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، وعززتها بامتلاك شركة (ساينتيفيك ديزاين) الأمريكية مناصفة مع شركة (سود كيمي) الألمانية، وتوجتها بامتلاك قطاع الصناعات البلاستيكية الذي كان تابعا لشركة (جنرال إلكتريك) الأمريكية، لتضيف لهذه المنظومة العديد من المراكز البحثية المتقدمة حول العالم. معادلة التنمية والبيئة • ما الشوط الذي قطعته «سابك» في جهودها المحلية لتحقيق «الاستدامة» والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية؟ عندما أنشأت «سابك» مصانعها كان الهاجس البيئي أحد الأركان الأساسية في اختيار التقنيات التي ستكون رافدا صناعيا في التنمية ولا تحدث أضرارا للبيئة، وهذا هو معنى الاستدامة، وعلى هذا المنهاج بنت كل منشآتها في مدينتي الجبيل وينبع. وعندما أصبحت الاستدامة فلسفة ومبدأ مهما يطبق في المشاريع الصناعية عملت «سابك» على مراجعة برامجها وفق هذا الأساس، وذلك من خلال ما يلي: أولا: ضاعفت جهودها، بحيث خضعت جميع مصانعها للمتطلبات البيئية، وانعكست هذه الجهود في الوفاء بكل المتطلبات التشريعية في جميع منشآتها الصناعية. ثانيا: أكدت «سابك» التزامها العمل على تطبيق المعايير الدولية المعتمدة في نظم مطابقة إدارة البيئة (آيسو 14000)، وعملت وفق خطة استراتيجية على إجراء تقويم شامل لأداء شركاتها، كي تكون متكاملة من حيث الشروط مع هذه المعايير، وباشرت منذ العام 2000م اعتماد «دليل سابك البيئي»، واستكملته أخيرا بتطبيق «نظام الإدارة البيئية EMS» على مستوى المركز الرئيس والشركات التابعة، لتدخل بذلك ضمن نطاق الشركات الصناعية العالمية الكبرى التي تلتزم حماية البيئة من آثار التلوث، متمسكة في ذلك بالمعايير العامة. ولما كانت الشركات الصناعية الكبرى معنية مباشرة بالحالة البيئية الشاملة، فقد تم إقرار معايير دولية تحت اسم «شهادة مطابقة إدارة البيئة» (آيسو 14001)، وعلى أساسها تتميز الشركات الصناعية، ويتم تحديد مدى التزامها المعايير العالمية للبيئة والسلامة العامة. وكانت «سابك» السباقة في هذا النطاق، حيث اعتبرت في سياستها واستراتيجيتها العامة أن السلامة الصناعية والبيئية هي صمام الأمان وشرط ضروري لنجاح مختلف عملياتها الإنتاجية والتسويقية، فحرصت منذ البداية على تطبيق الأنظمة المتقدمة في هذا المجال، وعملت على متابعتها وتطويرها تأكيدا منها لحماية البيئة والأفراد العاملين بها، إضافة إلى المجتمع ككل. أما ما يتعلق بالجهود المحلية لتحقيق الاستدامة، فقد عملت «سابك» في محورين، الأول داخلي، والثاني خارجي. داخليا عكست هذا التوجه من خلال استيعابها لمؤشرات التنمية سواء التي أقرها المجتمع الدولي بهذا الخصوص، أو تلك التي أقرت داخليا التي عملت «سابك» ومنظومتها بالسير تجاه تحقيقها وأنجزت أيضا عددا من المشاريع في هذا الاتجاه. - فيما يخص غازات الاحتباس الحراري: طورت الشركة تقنية غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعد أحد الغازات الرئيسة المتهمة فيما يسمى بالاحتباس الحراري، وحازت بذلك على براءة اختراع، وأحرز هذا الإنجاز جائزة أفضل بحث من مجلس التعاون الخليجي. - فيما يخص إدارة النفايات: بذلت الشركة جهودا كبيرة في برنامج إعادة النفايات وتدوير نسبة كبيرة من النفايات الصناعية تتجاوز 50 في المائة من مجمل النفايات، وبذلك استخدمت هذه المواد في إعادة الاستدامة ووفرت بذلك مواد خام أخرى. - في سبيل المحافظة على المياه التي تعد من أهم الموارد الطبيعية، نفذت «سابك» عددا من البرامج الإرشادية التي تهدف إلى الترشيد وخفض الطاقة والمياه في مصانعها، كما حثت مصانعها على أهمية تدوير المياه الهادرة من الصناعة، وأجرت دراسات استهدفت معالجة هذه المياه بغية تدويرها في المنشآت، وطبقت جزءا من هذا البرنامج وما زال العمل جاريا لتحقيق هذا الهدف. - وفي سبيل المحافظة على الحياة البحرية كونها من أهم الموارد الطبيعية، تجري «سابك» عددا من برامج المراقبة الدورية مثل المحافظة على حرارة المياه و(PH) وغيرها من المعايير، وذلك لهدف المحافظة على بيئة الحياة البحرية. أما على الصعيد الخارجي، فإن خبراء «سابك» يسهمون بخبراتهم في المجتمع الصناعي من خلال عرض تجارب الشركة الناجحة في تطبيق مفاهيم التنمية المستديمة في مشاريعها الصناعية، ويتجلى ذلك في المؤتمرات والندوات المحلية واللجان الوطنية، إضافة إلى شرح معالم الإدارة البيئية الحديثة للمنشآت الصناعية، حيث يعتبر وجود هذه الإدارة في أي منشأة عاملا أساسيا في نجاح مفهوم التنمية المستديمة، ومع هذه خصصت «سابك» إدارة مهمتها متابعة البرامج والمشاريع التي تمت في الإدارات المختلفة التابعة لها، والعمل مع الجميع لرصد هذه المبادرات ومتابعة تنفيذ هذه البرامج لهدف تعميق تطبيق مفهوم التنمية المستدامة عبر جميع أعمال الشركة عالميا، وهذا ما تنشده الشركة، ممثلا في المواءمة بين التنمية الصناعية والاستدامة التي نهدف إليها جميعا. المسؤولية الاجتماعية • أين تقف «سابك» في مجال المسؤولية الاجتماعية سابقا وأجندة عملها في المملكة لعام 2010م؟ تبنت «سابك» خلال مسيرتها في مجال المسؤولية الاجتماعية مشاريع وبرامج كبرى، منها على سبيل المثال دعم (صندوق المئوية) بمبلغ 80 مليون ريال، إسهاما في تمكين الجيل الجديد من السعوديين والسعوديات من بدء أعمالهم الخاصة، من خلال الإرشاد والتسهيل والإقراض وتحويلهم من طالبي وظائف إلى موفري وظائف ومساعدتهم لتحقيق الاستقلال المادي، كما أسهمت عن طريق شركة (شرق) إحدى شركاتها التابعة في إنشاء المعهد العالي للصناعات البلاستيكية في الرياض بمبلغ يتجاوز 100 مليون ريال، كذلك أسست «سابك» صندوق (بر) الهادف لدعم الموظفين المعسرين وغيرهم من المحتاجين من أفراد المجتمع، وضمن جهودها الوطنية المبذولة تجاه موضوعي سيول جدة وإيواء النازحين في المنطقة الجنوبية قدمت الشركة مبلغ 50 مليون ريال بواقع 25 مليون ريال للإسهام في الحد من أضرار السيول التي حدثت في محافظة جدة نهاية نوفمبر من العام الماضي، ومثلها لدعم الجهود المبذولة لإيواء النازحين من قرى الشريط الحدودي في منطقة جازان. وأعدت الشركة دراسات للفرص الاستثمارية القائمة على صناعاتها إيمانا بضرورة دعم القطاع الخاص والاستثمار بشكل عام في المملكة، حيث قدمت العديد من الدراسات منذ إنشائها، استفاد منها رجال الأعمال والمستثمرون، كما تدعم الشركة مختلف المناسبات الوطنية في جميع مناطق المملكة.. وتتبنى «سابك» سياسة تجاه أبناء موظفيها والمميزين من أبناء الوطن تهدف إلى إعدادهم وتطويرهم تدريبيا وتعليميا، ورفع مستوى مهاراتهم من خلال البرامج التدريبية المختلفة، وكذلك برامج الابتعاث الخارجي لإكمال الدراسة الجامعية والدراسات العليا، بالإضافة إلى تنظيم برامج اجتماعية سنوية.