قبل عام ذكر لي أحد رجال الأعمال أنه متردد بالتبرع لحساب جمعية خيرية في مدينته. وسبب تردده لأنه في الأعوام السابقة كان يتبرع بمبلغ مليون ريال. ولكن بعد نهاية كل عام كان يستلم كشوفات مالية توضح طرق الصرف. وكان يلاحظ أن المليون يذهب نصفه في ما يسمى مصاريف إدارية للقائمين على الجمعية. أي 50% من قيمة التبرع. ولا أعرف هل استمر في التبرع أم توقف. ومن سابق معرفة بالجمعيات الخيرية الأمريكية فإن الحد المسموح به للمصروفات الإدارية هو اربع سنتات لكل دولار. إذا كانت هذه البلايين من المفروض أن يتم توزيعها على كل محتاج فلماذا رأينا ما رأينا في دار الملاحظة وفي دور الأيتام من مناظر لا يمكن أن يحتمل رؤيتها أي مواطن, ناهيك عن العيش فيها.أي أربعة في المئة. ومعظم من يعمل في الجمعيات الخيرية هم من المتطوعين بعكس ما نسمع هنا, حيث ان بعض من يديرون هذه الجمعيات يتقاضون مبالغ غير بسيطة ويسافرون بالدرجة الأولى ويسكنون في أفضل الفنادق. وقبل عدة أيام قرأنا في جميع الصحف المحلية تصريحات من وزراء اصحاب الشأن كوزير الشؤون الاجتماعية وكذلك وزير الإسكان أن الأولوية في كل شيء له علاقة بما تقدمه الدولة للمحتاجين هي للمطلقات والأرامل والأيتام. ومع اننا لا نعلم بأعداد المحتاجين الفعليين من المطلقات والأرامل والأيتام, مع أن معرفة عددهم مهم لكي تكون هناك متابعة لأحوالهم ولكن ما يحيرني هو أنني ومنذ عشرات السنين أسمع من كل مسؤول في مصلحة الزكاة والدخل وكل مسؤول في جمعية خيرية وكل مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية هي أن الكثير من المشاريع وكل تحصيل من مصلحة الزكاة هو أن المحتاجين من المطلقات من الأرامل والمطلقات والأيتام لهم الأولوية. بل سبق أن سمعنا هناك أنه حتى منح الأراضي سيتم إعطاء أولوية للأرامل والمطلقات والأيتام. وبحساب بسيط للمبالغ التي كان بالإمكان إعطاؤها لهذه الفئة من المجتمع, فإننا سنلاحظ أن مجموع ما لدى الجمعيات الخيرية ومصلحة الزكاة والدخل وما تم رصده من ميزانية لوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الإسكان يصل إلى مئات البلايين (دققوا على كلمتي بلايين). أي أنه من المفروض بأن كل أرملة ومطلقة ويتيم ويتيمة يوجد في حسابه على الأقل مليون ريال. طبعا هذا عدا منح الأراضي التي قام المجتمع بالتعهد بتوزيعها على هذه الفئة. والسؤال الآن إذا كانت هذه البلايين من المفروض أن يتم توزيعها على كل محتاج فلماذا رأينا ما رأينا في دار الملاحظة وفي دور الأيتام من مناظر لا يمكن أن يحتمل رؤيتها أي مواطن, ناهيك عن العيش فيها. @mulhim12