قتل خمسة متظاهرين عراقيين واصيب 19 اخرون بجروح امس في اشتباكات مع قوات الجيش في مدينة الفلوجة غرب بغداد، خلال تظاهرة معارضة لسياسة الحكومة تطالب باطلاق سراح المعتقلين، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وقال ضابط في شرطة الفلوجة برتبة نقيب ان «اربعة من المتظاهرين قتلوا واصيب 19 اخرين من رفاقهم بجروح اثر وقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش في الفلوجة «. واضاف ان «الاشتباكات وقعت اثر قيام قوات الجيش بمنع متظاهرين من الوصول الى موقع للتجمع عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة». وتابع «قام على اثرها بعض المتظاهرين بالقاء قناني الماء والاحذية على الجنود الذين ردوا باطلاق الرصاص في الهواء وبشكل عشوائي ما ادى الى وقوع القتلى والجرحى». واكد طبيب في مستشفى الفلوجة رفض كشف اسمه تلقي جثث اربعة من المتظاهرين ومعالجة 19 اخرين اصيبوا بالرصاص. وهذه اول اشتباكات تؤدي لوقوع ضحايا منذ اندلاع التظاهرات والاعتصامات في مناطق متفرقة شمال وغرب بغداد قبل اكثر من شهر. و بثت محطة تلفزيون «بغداد» التابعة للحزب الإسلامي العراقي لقطات لرجال في الجيش العراقي وهم يطلقون النار على المتظاهرين الذين قالت إنهم حاولوا التعرض لقوات الجيش في مدينة الفلوجة بالحجارة. وعرض التلفزيون لقطات لعناصر في الجيش العراقي وهم يطلقون النار على المتظاهرين. ميدانيا ، خرج عشرات الالاف من العراقيين أمس الجمعة في مظاهرات حاشدة في عدة مدن عراقية للمطالبة باصلاحات سياسية واسعة في البلاد. وخرج الاف من العراقيين السنة في مدينة كركوك للمطالبة بتلبية حقوقهم المشروعة في اطلاق سراح المعتقلين وتعديل القوانين والأنظمة التي تمنع تمتع العراقيين السنة بحقوقهم الوظيفية والتقاعدية. وقال حسين احمد عضو هيئة الافتاء في العراق في كلمة ان «تظاهراتكم وصلاتكم بجمعة لا تراجع هي دليل نهجكم وسلوكم السلمي ومظلوميتكم التي يجب أن تنتهي». وأضاف»نطالب باطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات». وناشد الخطيب ناطق النقيب « القيادات السياسية في بغداد واربيل والبرلمان والحكومة بالاستجابة لمعاناة الناس وهمومهم قبل فوات الاوان». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها « كفى ظلما يا رئيس الوزراء» و»اطلقوا سراح معتقلينا» و» نعم لوحدة العراق». وفي مدينة الموصل ، انطلق آلاف من السنة في ظل اجراءات أمن مشددة بعد الانتهاء من أداء الصلاة. وتقدم المظاهرات رجال الدين والشيوخ والدعاة بعد انتهاء صلاة الجمعة التي اطلق عليها «جمعة لا تراجع» وانطلقت من جامع النبي شيت وجامع الرشان متوجهين الى ساحة الاحرار في ظل اجراءات امنية مشددة للمطالبة بالافراج عن المعتقلين والمعتقلات. وقال خطيب في المظاهرة» نرفض سياسة المماطلة من قبل الحكومة ونحن نريد مطالبنا ولسنا بحاجة الى وسطاء ومزايدات ومطالبنا هي اسقاط الحكومة والدستور وقوانين المسألة والعدالة». وأضاف أن «التسويف والمماطلة لاتنطلي علينا ونحن نطالب بحقوقنا ولن نعود الا بتحقيق مانريد». وخرج الاف من العراقيين السنة أيضا في مظاهرات حاشدة بمدينة سامراء للمطالبة باجراء اصلاحات قانونية تتيج الافراج عن الاف من المعتقلين واعادة الحقوق للعسكريين والمدنيين العاملين في أجهزة الحكومة في حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتقدم المتظاهرون العشرات من رجال الدين والوجهاء وهتف المتظاهرون» الشعب يريد اسقاط النظام «و» ايران بره بره بغداد تبقى حرة». وحمل المتظاهرون الأعلام العراقية في ظل اجراءات أمن مشددة. وكان التيار الصدري اعلن انسحابه من اللجنة الوزارية التي يرأسها حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي، والتي شكلت من قبل رئيس الحكومة للنظر في مطالب المتظاهرين. وقال صلاح العبيدي -أحد كبار مساعدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر- إن قرار الانسحاب اتخذ بعد فشل اللجنة في الوصول إلى نتائج فعلية في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، مشيرا إلى أن حل الأزمة يحتاج إلى «قرارات سياسية».