«رغم الانجازات في الخارج الا ان الشريحة الأكبر في المجتمع لم تعترف بعد بوجود المسرح في رأيك ما السبب؟» سؤال وجهناه الى مجموعة من المسرحيين والمخرجين والنقاد السعوديين فجاءت الإجابات مختلفة وان اتفقت على عدم وجود الثقافة المسرحية وكذلك ضعف الجانب المادي وعدم قيام الجمعية السعودية العربية بدورها القوي تجاه المسرح والمسرحيين وتخلي فروع الجمعيات عن الدور الرئيسي في مسألة المسرح. مناسبات ومهرجانات عن تراجع المسرح السعودي يقول المخرج سلطان النوه: هذا الأمر يعود في الأساس الى عدم تأسيسنا لفعل مسرحي مؤثر في المجتمع فالمسرح كقناة تثقيف كان من الواجب ان يقوم بدوره في عملية الإرشاد وتلمس القضايا التي تهم المواطن وتكون لها تأثير واضح في صناعة القرار ومساهمة في التغيير نحو الأفضل ولكن للأسف، المسرح لدينا مسرح مناسبات ومهرجانات وقتية أو مسرح للمشاركة في المسابقات والمهرجانات الدولية وهذه الأخيرة قد تسهم في تعريف من هم بالخارج بوجود مسرح ومسرحيين بالمملكة ولكن تأثيرها داخل المملكة محدود, في بعض الدول تجد المسرح حاضرا وبشكل دائم وهنا يمارس المسرح دوره كوسلة ترفيه وتثقيف ولكن لا يمكن لنا ان نستغرب عندما يفاجئنا البعض من أفراد المجتمع عندما يتساءلون: هل يوجد لدينا مسرح؟! الأغلبيه تنظر الى المسرح على انه فقط اداة ترفيه وتسلية ومادة أساسية للضحك.. دون النظر الى ان المسرح هو المركب والمنهل الاول والرئيس للثقافة المشاهدة او المقروءة. دور مفقود وبصراحة يقول المخرج المسرحي عبدالهادي القرني: لنكن واضحين جدا فى هذا الموضوع ان التعميم هنا غير صحيح.. هناك مناطق أصبح تواجد المسرح الاجتماعي فيها له اثر ولو كان محدودا بخلاف مناطق اخرى لا يوجد بها مسرح ولنقل ما أسباب تراجع المسرح الاجتماعي بشكل عام فى المملكة.. السبب الرئيسي كما اري هو تخلى فروع جمعية الثقافة والفنون عن دورها الحقيقي فى تنفيذ مسرحيات اجتماعية موجهة الى الداخل بشكل مستمر وان ما تقوم به الأمانات وبعض الجهات الأخرى مسرحيات لمناسبات العيد وان كنا نستثنى أمانة مدينة الرياض لان عروضها المسرحية مستمرة طوال العام لذلك أتطلع الى أمين كل مدينة فى الوطن ان يتبع خُطى أمانة مدينة الرياض فى رعايته للمسرح بشكل مستمر وعندها سيعاد اعتبار المسرح الاجتماعي وسيعود الجمهور الى خشبة المسرح. المؤسسات المسرحية ويقول المسرحي والكاتب علي السعيد «ان المسألة مرتبطة ببرامج المؤسسات المسرحية ودورها في تأصيل ثقافة الموسم المسرحي وكذلك التقاليد المسرحية، في فرقة عنيزة المسرحية لنا تجربة جميلة في هذه المجال فنحن نعمل في خطة موسمية حيث نقدم في كل عام مسرحيتين للأطفال ومسرحية للكبار ونعمل على تكريس استمرارية عروض العمل المسرحي لأكثر من ليلة وليس مرة واحدة فقط فمثلا نفتتح العرض لمدة أسبوع متواصل ويفتح شباك التذاكر، بعدها يتم عرض المسرحية مرة أخرى على فترات متقطعة مع العمل والاستعداد للعمل القادم.. فعلى سبيل المثال مسرحية سوق الهوامير تم عرضها ثلاثين مرة، ومسرحية أرنب عرضت خمسا وعشرين مرة وهكذا.. ثم تبدأ مسألة التجول بالعرض داخل المنطقة وعرضه في المحافظات القريبة.. لذلك ففي محافظة عنيزة لا يشكو الجمهور من عدم وجود المسرح أو تواجده. الوعي المسرحي ويعدد المخرج المسرحي محمد الجفري الاسباب للتراجع: السبب الاول والرئيس يعود الى عدم وجود الوعي والثقافة المسرحية في المجتمع اذ ان الأغلبيه تنظر للمسرح على انه فقط اداة ترفيه وتسلية ومادة أساسية للضحك.. دون النظر الى ان المسرح هو المركب والمنهل الاول والرئيس للثقافة المشاهدة او المقروءة.. وهذا يعود بالدرجة الأولى الى عدم التفات وزارة الثقافة والإعلام لنشر الوعي والثقافة الحقيقة للمسرح ودوره في بناء ثقافة ورقي المجتمعات المعاصرة التي تتمتع بمسمى شعوب راقيه ومثقفة ومع الأسف هذا ما تلاحظه عندما تكون خارج حدود الوطن بعدة امتار بسيطة فقط ولا ننسى عدم وجود مراجع أو معاهد متخصصة لتعلم فنون وثقافات المسرح الاصيلة.. وجزء يعود للنظرة التجارية البحتة لبعض المنتجين المحليين».. ويضيف: اما ما تحقق للمسرح السعودي في الخارج فبعض ذلك يعود الى ما أنجزه بعض المسرحيين السعوديين الواعين والمخلصين والمبدعين والواعدين والجادين في الرغبة لتحقيق شيء لهذا المسرح المولود يتيم بلا اب شرعي ولا هيئة او جهة معينة ومحددة تراعاه.. وبعض المكاسب من جوائز فيعود الى نظام المجاملات والمحاباة في المهرجانات العربية وعلى رأسها مهرجاناتنا الخليجية.