اعتبر مدير عام الجمعية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل تقليص مشاركة المسرح في مهرجان الجنادرية، وانتقاء عدد محدود من العروض لتقديمها هذا العام تراجعا في اهتمام المهرجان بالمسرح. وقال السماعيل ل"الوطن"مهما كانت الأسباب في تراجع مشاركة المسرح في هذه الفعالية أتمنى أن يعاد النظر من قبل اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، واعتبارماحدث هذا العام وقفة؛ لإعادة النظر في المسابقة المسرحية وتنظيمها، وإعداد لائحة حديثة لها من قبل مسرحيين متخصصين، تتضمن شروطا للمسابقة، ومشاركة الفرق المسرحية فيها، وآلية تنظيمها؛ لتكون رافدا قويا ومؤثرا في فعاليات المهرجان مستقبلا. وأضاف أن الجمعية بوصفها الشريك الرئيس في مهرجان المسرح طوال السنوات الماضية مستعدة للتعاون في هذا المجال مع إدارة المهرجان لصالح تطويرآليات العمل، وتنظيم مهرجان مسرح الجنادرية المقبل. فمهرجان الجنادرية هو مهرجان ثقافي وطني هدفه الرئيس التراث والثقافة، واهتمامه بالمسرح منذ البداية ينسجم تماما مع رعايته للثقافة والفنون بأنواعها، ورغم أن المسرح ظل طوال ال20 سنة الماضية تقريبا يقام على هامش فعاليات المهرجان الرئيسة إلا أنه كان مؤثرا ومفيدا للمسرحيين، وكنا نطالب المسؤولين بدعمه وتطويره؛ ليكون احتفالية مسرحية كبرى تليق بالمملكة والمهرجان الثقافي إلا أن ذلك لم يحدث للأسف. ويرى نائب الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية للعلاقات العامة والإعلام المستشارالإعلامي سلطان البازعي أن المسرح يستحق رعاية واهتماما أكبر مما هو عليه الآن، فالمسرح أبو الفنون، وليس من المقبول أن ينموعلى هامش المهرجانات الثقافية أوالأنشطة السياحية، على الرغم من أن الجنادرية قدمت للمسرح السعودي عبرالمهرجانات السابقة ما لم تقدمه جهة أخرى، حيث كان المهرجان أفضل مكان نما فيه المسرح السعودي، ففي سنواته السابقة كان يحتضن في كل دورة من دوراته عددا كبيرا من المسرحيات، والفرق المسرحية، مما أتاح فرصة كبيرة للقاء بين المسرح والجمهور، حيث كان هناك ما لا يقل عن 12 مسرحية سنويا، وهذا رقم ليس سهلا. وأضاف البازعي في حديثه ل"الوطن" أن الحالة الثقافية السعودية تعاني من غياب المسرح الرسمي الذي يعرض بشكل منتظم، ليس هناك مسرح قائم معترف به في المدن السعودية، تعمل فيه فرق بصورة منتظمة،وتقدم عروضا مستمرة . كما يعاني المسرح من عدم وجود الدراسة الأكاديمية كفن أدبي يستحق ذلك" فالمسرح ثقافة وتربية تنشأ مع الفرد منذ الصغر لتشكل نسيجا ثابتا في كيان ثقافة المجتمع. وتبدأ من المدرسة مرورا بالدراسة الأكاديمية، وصولا للمؤسسات والمؤلفين والممثلين والكتاب والمخرجين والفنيين المساعدين من ديكور وأزياء وغيرها. فالمسرح أبو الفنون يجمع كل القدرات الفنية في مكان واحد، ورغم هذه الأهمية فللأسف هذه الثقافة غائبة، فدور وزارة الثقافة ما زال قاصرا في هذا المجال، والمجتمع يعيش حالة من الوعي كان يجب على المسرح أن يكون حاضرا منذ زمن كأحد أهم ركائز تشكيل الوعي فيها، ولكنه للأسف متأخر حتى الآن عن الحضور. باستثناء جهود أمانة الرياض التي كان لها دور مشكور في دعم النشاط المسرحي خلال أنشطتها السياحية والصيفية.