استمرارًا لأداء الأسبوع قبل الماضي واصل سوق الأسهم السعودية أداءه الإيجابي خلال الأسبوع الماضي محققًا بذلك أعلى مستوى له خلال أربعة أشهر عند 7,136 نقطة؛ ليعطي بذلك دفعة معنوية كبيرة للمتداولين، وقد ارتفع المؤشر العام خلال الأسبوع المنصرم حوالي 196نقطة أي بنسبة 2.8% وبسيولة تجاوزت 31.6 مليار ريال أي بارتفاع 6.6 مليار ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله، وهذا الأمر يعكس مدى التغيّر الكبير في الحالة النفسية لدى كثير من المتداولين فبعد أن كانت الحيرة تطغى على كثير منهم خلال تداولات ديسمبر الماضي أصبحت حالة التفاؤل هي الغالبة على الأداء ويعكس ذلك الأمر ارتفاع السيولة الشرائية على كثير من الأسهم خاصةً القيادية على السيولة البيعية. أهم الأحداث العالمية من أهم أحداث الأسبوع الماضي تصريح رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي و الذي أشار فيه إلى وجود إشارات على تعافي الأسواق المالية في منطقة اليورو في ظل تراجع العائد المطلوب على السندات الحكومية مع ارتفاع الأسهم، وقد أكد في الوقت نفسه على عدم وجود نية لتغيير نسبة الفائدة في البنوك الأوروبية لتبقى عند مستوياتها المنخفضة مما يشجّع رؤوس الأموال على التحرّك في أسواق المال وعدم ترك المجال لارتفاع الودائع في البنوك. وكان لتلك التصريحات أثر إيجابي على العملة الأوروبية، فقد قفز اليورو أمام الدولار إلى أعلى مستوياته في سبع جلسات ليصل إلى 1.3192. في المقابل نجد أن أسعار النفط واصلت تحقيق مكاسبها للأسبوع الخامس على التوالي ليصل خام وست تكساس إلى مستوى 94.70 دولار للبرميل، وذلك بسبب ظهور تقارير من الصين توضح أن وارادت البلاد من النفط الخام ارتفعت خلال عام 2012م بواقع 8% تقريبًا. يُذكر أن الصين هو ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. من ناحية أخرى نجد أسعار الذهب ما زالت تسير في مسار هابط أفقدها خلال شهر ديسمبر الماضي وحده حوالي 89 دولارًا للأوقية أي بنسبة 5% تقريبًا، وفي حال بقاء تلك الأسعار دون منطقة 1680 دولارًا فإن التراجع سيزداد على المعدن النفيس في الأسواق الدولية وستتسارع عملية الهبوط بكسر 1630 دولارًا. أهم الأحداث المحلية منذ يوم الثلاثاء الماضي انطلق اكتتاب شركة اسمنت الشمال في حوالي 50% من أسهم الشركة والبالغة 90 مليون سهم بواقع 10ريالات للسهم وسيتم الانتهاء من الاكتتاب يوم غدٍ الأحد، واتوقع أن يتم تغطية الاكتتاب بواقع 250% كما اتوقع أن يتم تخصيص حوالي 32 سهمًا للفرد الواحد. أيضًا من أخبار الأسبوع الماضي استمرار إعلانات الشركات لنتائجها السنوية، فقد أعلنت كل من شركة شمس ودار الأركان والبنك الفرنسي وجرير واسمنت ينبع وأكسترا واسمنت اليمامة واكسا للتأمين و جبل عمر. التحليل الفني من خلال النظر إلى المؤشر العام نجد أن الأداء الإيجابي لا يزال مستمرًا خاصةً بعد اختراق الحاجز النفسي 7,000 نقطة والثبات فوقه ليتجه بعد ذلك إلى المقاومة المهمة جدًا خلال الأيام القادمة عند 7,200 نقطة والتي أرجّح أن نرى عنده عمليات جني أرباح خاصةً على الأسهم القيادية وذلك في عملية تهدئة للمؤشرات المتضخّمة بعد الصعود المتواصل الذي استمر لأكثر من ثماني جلسات متتالية. لكن يجب الأخذ في الحسبان عدم كسر دعم 7,000 نقطة هبوطًا لأن ذلك من شأنه تعميق السلبية بشكل أكثر على معظم القطاعات، أما في حال تجاوز مستوى 7,200 نقطة لأكثر من يومين وبسيولة تتجاوز 8 مليارات ريال فذلك يضيف قوة للمسار الصاعد وسنشهد عمليات شراء واسعة النطاق على الأسهم القيادية والأسهم ذات العوائد خاصةً والسوق الآن في فترة إعلانات سنوية مما يعكس أداء الشركات خلال العام المنصرم. أما من حيث أداء القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية لا يزال يعطي إشارات بمواصلة الأداء الإيجابي حتى قمة 6,270 نقطة والذي قد نشهد عنده بعض التراجع وهذا الأمر متوافق بشكل كبير مع الرسم البياني للمؤشر العام، أما في حال تجاوز القمة المذكورة آنفًا فسنرى تسارعًا في صعود شركات هذا القطاع خاصةً الشركات ذات الأسهم الأقل في السوق. أما قطاع المصارف فقد استطاع بكل سهولة اختراق قمة 15,387 نقطة وهو ما يعكس اقتناع المستثمرين في هذا القطاع بعدالة الأسعار الحالية للمصارف مقارنةً بالنتائج السنوية الإيجابية المتوقع صدورها خلال الأيام القليلة القادمة، لكن من الناحية الفنية يبقى أمام القطاع عقبة 16,000 نقطة والتي بتجاوزها قد نرى أسعارًا جديدة في شركات هذا القطاع لم نشهدها منذ زمن، لكن في المقابل فإن كسر دعم 15,380 نقطة يعطي انطباعًا بانتهاء الصعود والبدء في عمليات تصحيح تشمل جميع شركات هذا القطاع. أما من حيث أهم القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع حسب نظرة التحليل الفني فهو قطاع الطاقة والتجزئة والزراعة والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والتطوير العقاري والفنادق. في المقابل نجد أن من أهم القطاعات السلبية قطاع الاسمنت والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والنقل والاعلام. محلل أسواق مال